,’
بلاد العـــرب أوطاني .... من الشــــام لبغدانِ
ومن نجدٍ الى يـــــمنٍ .... الى مصــر فتطوانِ
ولا حـــد يباعدنـــــــا .... ولا خلف يفرقــــنا
لسان الضاد يجــمعنا .... لقحطـــان وعدنـان
لنا مدنيــــــــة سلفت .... سنحييها وان دثرت
ولو في وجهنا وقفت .... دهاة الانس والجانِ
فهبوا يابني قومــــي .... الى العـــلياء بالعلم
وأهتف يابني أمــــي .... بلاد العـرب أوطاني
نشيد رائع وأبياته حماسية راقية تتضمن وتحث على الفخر والاعتزاز بحضارتنا الاسلامية العربية
التي انتشرت ووصلت الى مشارق الأرض ومغاربها فرحم الله الشاعر الذي ألفها بكل اسف لا اعرف اسمه
ان كان مصريا أو شامياً او عراقياً ..!
هذا النشيد القومي كنا نقوم بإنشاده بفناء مدرسة بني ظبيان الابتدائية عام 1373 هـ .. ضمن صفوف
متراصة في طوابير كان يلقنا اياه نخبة من الأساتذة ومدرسي ذاك الزمن الأخضر الناعم المخملي الدافق بالإخلاص
في العطاء والتفاني في خدمة الاهالي ممثلا بابنائهم المنتمين لتلك المدرسة العظيمة التي تخرج منها
النخبة الأولى في بلاد غامد تحت اشراف وادارة استاذنا الكبير الشيخ الوقور سعد بن عبدالله المليص
ومساعديه من الوكلاء والمدرسين وأذكر منهم كمثال وليس حصر الأستاذ صقر بن سعيد حفظه الله
والذي كان والده رحمه الله الشيخ سعيد بن صقر شيخا لقبيلة بني ظبيان والاستاذ صالح الزبير والأستاذ
عطيه ابو رياح وغيرهم رحمهم الله تعالى ..
اضافة الى مدرسين من البلاد العربية رحم الله من توفى منهم ..
وفي ذلك العام 1373 هـ قام مديرنا ومدرسونا بإحدى الأيام من تلك السنة بتوجيه من المربي الكبير
الشيخ سعد المليص توجيهنا بعمل مسيرة لكافة الطلبة من الصفوف الأولى وحتى الصف السادس
وذلك تحت اشرافهم مشيا على الأقدام من المدرسة بقرية عرا الى مكان يقع برأس جبل سليسلة
جوار مشهد مسجد العيد في ذلك الزمن والذي قدمه أحد رجال قبيلة بني أحمد .. ووادي العلي الأفذاذ
رحمهم الله تعالى ليكون مسجدا للعيد , وكان من يحمل العلم في تلك المسيرة زميلنا أحمد بن راشد
من قرية عرا اذ كان يتميز بطول القامة رحمه الله حيا أو ميتاً ..
وفي ذلك المكان بدأ حفل المدرسة لإلقاء الخطب التوجيهية الحماسية حيةً على الهواء دون مايكروفونات
وكان صدى الصوت يلامس الجبال والأودية وتسمعه كل القرى المجاورة .. بوادي العلي والعباس
كان عدد الطلاب في ذلك الوقت يزيد عن 400 طالب ثم تتوالى الخطب والاناشيد ويكلف بعض الطلبه
بإلقاء القصائد الحماسيه مثل :-
ياليتني كنت حســـاما ماضيا .... أو عسكريا مستـــــــــــعداً غازيا
أذود عن قومي وعن بـــلاديا .... وأطعن الخصـــــــم العنيد العاتيا
حتى أرى دمي النفيس الغاليا .... بين الصفوف على التراب جاريا
فأحرز النصر على اعدائـــــيا .... وأنثــــــني مكبـــــــراً مبــــــــــاهيا
وفي أثناء الحفل ذلك حضر كثير من اهالي الوادي للترحيب بمسؤولي المدرسية
والمدرسين والطلاب .
ومنهم أحمد بن عبدالرحمن من المناشلة وسعيد بن هضبان من المردد وأحمد الضويلع
ومحمد دوبح من رحبان رحمهم الله تعالى ..
وقد احضر كل منهم كثيراً من الحاجيات مثل جواليق من التمر أحضروها على المشاديد أكرمكم الله
وورق مسطر وقهوة وشاي فالتمر أحضر كل من أحمد بن عبدالرحمن وسعيد بن هضبان
والورق والقهوة والشاي الذي كان فاكهة ذلك الزمان قدّم الورق المسطر احمد الضويلع
والقهوة والشاي قدمها محمد دوبح رحم الله الجميع ..
وأذكر أنها كانت موضوعة بقدور من النحاس ويحملها بعض من الأهالي وقد اوقدت النار
قريبا من محراب المشهد فأما التمر فقد وزع علينا لبزة لبزة وكذلك الورق .. من فرخ وفرخين
وأما القهوة والشاي ..
فلم يكن لنا نصيب منها فقد كانت لأعضاء المدرسة من الإدارة والمدرسين .
وقد انتهى الحفل بعد صلاة الظهر وفي نفس الموقع , لكن حفلنا نجن الطلبة لم ينتهي
فبعد وصولنا الى المدرسة بعد الظهر وقبل الانصراف تفاجئنا بأن فناء المدرسة معبأ
بأكثر من 30 من تباسي الرز قدمها لنا أحد فاعلي الخير من اهلي قرية عرا ..
ووالله لا اذكر اسمه فرحمه الله حيا وميتا , وقد تم مسحها وتطييبها فمثلنا يحتاج الى صحاف
من الجمال الباركة ولا تكفي ..
رحم الله أولئك القوم رحمة دائمة ..
والذي جعلني أكتب هذا الموضوع ذكريات من السنين الخواليا ودمتم بسعادة وصحة وأمن وأمان
ان شاء الله ..
عبد الرحيم محمد كعشر