يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-08-2013, 12:09 AM   رقم المشاركة : 1
اللواء طيار ركن متقاعد علي بن أحمد الغامدي يفتح خزانة ذكرياته


 


عبدالرحمن أبورياح - الباحة
الخميس 07/02/2013م
الجمعة 08/02/2013م


اللواء طيار ركن متقاعد علي بن أحمد الغامدي يفتح خزانة ذكرياته لـ»صحيفة المدينة»



فتح اللواء طيار ركن علي بن أحمد الغامدي المولود عام 1356هـ خزانة ذكرياته لـ»المدينة»

متحدثًا عن رحلة الألف ميل التى انتقلت بشاب يتيم تعب ركضًا وراء لقمة العيش الى قيادة أعلى قاعدة عسكرية في المملكة وإدارة معهد يضم الآلاف من الأجانب ويدرب عددًا من ضباط الدول المجاورة..



رحلة مليئة بفصول الطموح والإصرار يرويها اللواء الغامدي ربما -لأول مرة- وهو يشعر بالزهو والفخر من ان قطرات العرق الشريف صنعت طيارًا حربيًا من طراز فريد..

فتعالوا نسمع اللواء الغامدي وهو يحكي لنا الرحلة صانعة الرجال



ونقف عند كل فصل فيها وقفة تقدير واحترام.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 02-08-2013, 12:10 AM   رقم المشاركة : 2
اللواء الغامدي: والدتي علمتني الإصرار وألقت بي في البحر من أجل لقمة العيش


 

لقمة العيش

ولدت يتيم الأب حيث توفي والدي وأنا ما زلت طفلا صغيرًا في قرية العبالة ببني ظبيان في منطقة الباحة عندما لم يوجد من مقومات الحياة شيء يذكر.
فلا طرق ولا سيارات ولا كهرباء أو هواتف ناهيك عن الانترنت ووسائل الاتصال الحديثة.

أرادت والدتي -يرحمها الله- أن تصنع مني رجل المستقبل فأعتمدت على نفسي منذ أن كنت طفلا لا يتجاوز السادسة من العمر.
أرسلتني مع قافلة لأبحث عن لقمة العيش في مكة. حافي القدمين لا أملك سوى ما أستر به جسدي النحيل الصغير.

مشينا سبعة أيام متواصلة مشيًا وعلى الجمال، في زمن كانت اللقمة صعبة جدًا.

كانت تلك سفرتي الأولى لكي أعمل فأجلب الرزق لوالدتي.
وصلنا مكة وأنا في حالة يرثى لها.. في مكة هاجمني البعوض حتى اصبحت لا أستطيع المشي على قدمي ولم أستطع تحمل العمل والحياة. وبعد اشهر رجعت إلى المنطقة كما ذهبت لا أملك شيئًا.

الفراق الثاني

أمام إصرار والدتي أن اعتمد على نفسي أرسلتني مرة أخرى في سفر طويل جدا هذه المرة مع قافلة وأنا في الثامنة من عمري تقريبا.

وهذه السفرة لم يكن القصد منها ان أذهب إلى مكة فأعمل وإنما أذهب إلى خارج البلاد عند أخي سعيد الذي كان يعمل تاجرًا في السودان.
لقد كانت جرأة عجيبة من الوالدة -يرحمها الله- أن أغادر وأنا في هذه السن ولكن لقوة الإيمان في قلبها والتوكل على الله سبب رئيس أن ترسل فلذة كبدها في هذا العمر ليخوض غمار البحار فلربما يتغير الحال إلى الأحسن.


لقمة العيش

كان سعيد أخي -رحمه الله- في بورت سودان وهي مدينة في السودان وكانوا يسمونها زمان (بر السودان) فقالت فرصة اني اذهب إلى السودان لكي أجلب لهم ما أستطيع حمله من أرزاق وغيرها.

سافرنا ونفد الماء الذي لدينا ونحن في الطريق وأشرفنا على الهلاك، فقذفني رجال القافلة على ظهر احد الجمال خوفا على حياتي لأنني لم استطع المشي، حيث كنت أمشي حافي القدمين، وما إن شعُر الجمل بوجود ماء لأن لديه حاسة شم قوية فإذا به ينطلق مسرعا آخذا أقصر طريق من تحت شجرة كبيرة بها شوك، وانتبهت لذلك ومباشرة رميت نفسي من على ظهر الجمل فوقعت على ألأرض فشُج راسي ولاحظت حينها الجمل وهو ينطلق تحت جذع شجرة ليشرب من الماء وصرخت يوجد ماء فانطلقت نحو الماء لأضع رأسي كي أشرب منه وكنت أنا والجمل والحمار والغنم في ذلك المستنقع نشرب منه ولم اشعر بالجرح إلا بعد أن شاهدت لون الماء ينقلب إلى أحمر بسبب الجرح الغائر في رأسي.

بركة الدم

أخذني أصحاب القافلة ولأنه لا يوجد لديهم حقيبة اسعاف أو علاج فقد أخذوا عجينة من دقيق لديهم ووضعوها على رأسي لإيقاف نزيف الدم وعندما وصلنا إلى الطائف أخذوني للرجل الحكيم أي الطبيب ويدعونه «التمرجي» لكي يعالج إصابتي وعندما شاهدني تألم لوضعي وبدأ بإزالة قطعة القماش والعجين الذي على الجرح وجسمه يقشعر مما يرى حيث قد تخمرت العجينة واصبح صلبة على الجرح وما أن انتهى الطبيب من إزالة الخرقة صرخ من هول ما يرى فقد شاهد دودا أبيض قد تكون من البكتيريا في العجينة وعشعش في رأس العبد الفقير إلى الله وهو أنا فبدأ بتنظيفه وهو يتحدث بكلام لا أفقهه وبلغة لا أفهمها ثم وضع عليه مادة مطهرة وهي «المايكرو كروم» كما يدعونه لإيقاف النزيف وتنظيف الجرح.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 02-08-2013, 12:11 AM   رقم المشاركة : 3
خرجت من الباحة حافي القدمين وهذه قصتي مع بيت البريد المتحرك على عجلات


 

سيارة البريد

قبل السفر بيوم قالوا لي نحن ننتظر سيارة البريد لكي تأخذنا إلى مكة ومن ثم إلى جدة

كنت أسمع هذا الكلام ولا أعلم ماذا يقصدون بالسيارة وعندما سألت عنها قالوا لي هذا ليس شغلك هي سيارة مثل هذا البيت تنقلك إلى مكة ثم جدة فقط ولم يعطوني تفاصيل حولها بل انني عندما شاهدت إعصارا قادما من أسفل وادي وج في الطائف هربت إلى أقرب سفح جبل خوفا من ذلك الإعصار
وإذا به سيارة البريد تشق الوادي قادمة إلينا لقد كان منظرها عجيبا وشكلها رائعا وأن أقف أراها مندهشا متأملا في هذا الكائن العجيب الذي أراه لأول مرة في حياتي وقد كانت بالفعل مثل البيت يمشي.

التطور المذهل

أخذوني إلى جدة وقد كانت مدينة صغيرة جدا محصورة في مكان واحد وبالمناسبة فإنني عندما أقارن بين جدة ذلك الوقت والآن بعد 60 سنة أرى تطورا مذهلا في سنين تعتبر قصيرة جدا في عمر المدن، وها نحن الآن في مقدمة العالم .

وصلنا إلى جدة لكي نجهز للسفر إلى السودان وهناك أيضا استوقفتني عبارات البحر والباخرة كلام لا أفهمه ولا أعرف وعندما أسأل عنه قالوا هذا ليس شغلك ستراه أمامك
وصلنا حافة البحر ووجدنا سنابيك تأخذنا في عرض البحر لنركب باخرة قد اتت يوم أمس من السودان محملة بالمواشي وأفرغتها وانتظرتنا لكي نركب ظهرها بدلا من المواشي

وهي عبارة عن سطح سفينة كبيرة جدا وفي مقدمته غرف مبنية فوق بعض فيها قبطان السفينة وسطحها من الحديد الفولاذ مرشوش بالماء ولا يوجد بها غرف نستلقيها فيها لتقينا حر الشمس وهواء البحر، كما لا يوجد مقاعد نجلس عليها أو حتى مقابض نتمسك بها في حال ارتفاع الموج أو انخفاضه
رحلة استغرقت منا 18 ساعة في خضم البحر لتنقل إلى أقرب ميناء سوداني.



صورة قديمة لمدينة سواكن بالسودان

الرحلة الصعبة

لم نكن نشعر بالليل ولا بالنهار طوال تلك الرحلة الصعبة جدا فقد كانت السفينة تتقاذفنا بين جنباتها كأكياس من الشعير تلقينا من جانب إلى آخر فإذا ارتفع الموج قذفتنا السفينة في آخرها لأنه كما اسلفت لا يوجد مقابض نتمسك بها وإذا انخفض الموج أو مالت يمينا ويسيرا قذفتنا في كل اتجاه على سطح لا يحمينا بعد الله سوى جدارها والا اصبحنا في خبر كان

وصلنا ميناء سودانيا يقال له ميناء «سواكن»


صورة قديمة لمدينة سواكن بالسودان

ونحن في حالة يرثى لها وقد كان في استقبالنا رجل يدعى أحمد محمد أبو بكر الأفندي من عائلة الأفندي بالباحة يعمل هناك وحيث انني طفل صغير اتمنى رؤية الأطفال والتحدث معها فلقد شاءت الأقدار أن ألتقي بابنه «صابر» أحمد الأفندي الذي بعد مجيئنا من السودان وبعد دراستنا هناك تولى والده إدارة مؤسسة النقد وابنه صابر في بنك الرياض وانا أعمل مساعدا لرئيس الحسابات في البنك العربي.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 02-08-2013, 12:12 AM   رقم المشاركة : 4
حياتنا بين أمر ونهي: «افعل كذا ولا تفعل كذا».


 

ميناء سواكن

عند وصولنا ميناء سواكن في السودان كان الجميع يتحدث عن مدن وعن أشياء لا أعلمها تحدثوا عن مدينة بورت سودان بقولهم نريد أن نذهب لمدينة «بر السودان» «القطار»

قائلين فيما بينهم «لعلنا نجد «القَطْر» لنركب فيه إلى بورت سودان»، سألتهم عن القطر فلم يجبني أحد وبعد معاناة من البحث عن الإجابة عن هذا القطر لأن الباخرة أحدثت في داخلي زلزالا عنيفا، فقلت لنفسي لعل القطر يكون أقل عنفا من هذا فنتقبلهم أو أكثر عنفا فنستعد له

أخيرا أجابني أحدهم قائلا «عبارة عن غرف تمشي على الحديد» وعندما وصلنا محطة القطار إذا هو بالفعل كما يقولون عبارة عن غرف كثيرة على مسافة طويلة جدا تمشي على حديد لا اخفيك سرا أنني مستسلم لما سأواجه حيث كنت في حينها «مسيرا ولست مخيرا».


صورة قديمة لقطار في السودان

حياتنا بين أمر ونهي: «افعل كذا ولا تفعل كذا».

مدينة بورت سودان


وعندما وصلنا مدينة بورت السودان أو «بر السودان» على قولهم وجدتها مدينة متكاملة شوارع وسيارات ومحال تجارية..
مدينة مكتظة بالناس وبالحركة لقد كانت مستعمرة من الانجليز وكان الناس لهم اسلوب جميل في الحياة
كانت وجهتي لأخي سعيد «يرحمه الله» وهو والد الكابتن طيار كمال الغامدي حيث سينقلني مرافقي إليه،
لقد كانت سعادته كبيرة عندما رآني رغم شدة تعامله وحرصه.

القراءة والكتابة

هناك في بورت سودان أدخلني أخي سعيد للخلوة لأتعلم القراءة والكتابة فقد كانت هي المربع الأول في التعليم بحيث تتعلم العلوم الشرعية والقرآن وهي قريبة من «دكان» محل تجاري لأخي سعيد
وكان عبارة عن حوش به مجموعة من الطلاب يقوم على تدريسهم شخص يدعى «الفقيه» أما الوسائل المستخدمة فهو لوح خشبي يتم حرقه بالنار حتى يصبح املس ونتعلم عليه الكتابة بحيث نكتب الحروف العربية وكانت وسائل التربية هي العصا والسوط
لقد كنت حينها لا أعرف أن أفرق بين الف والباء ولا الدال والذال،
قرأنا في هذه الخلوة لمدة سنة كنت أمشي بين الدكان والخلوة فبعد أن افتح الدكان في الصباح الباكر أقوم بتنظيفه وتجهيزه لاستقبال الزبائن ثم أذهب مسرعا إلى الخلوة عند الفقيه لأتعلم.

لقد عشت في قسوة وشدة وبعد سنة من الدراسة في الخلوة دخلت المدرسة النظامية
وكانت عبارة عن مدرسة أجنبيه تمولها الحكومة الإنجليزية وتقوم بتدريس اللغة العربية والانجليزية في آن واحد
حيث درست فيها المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية درسنا التاريخ والجغرافيا.. تاريخ مصر والسودان.


لقد كانت اياما صعبة ومثيرة غبت عنها فترة طويلة وعند عودتي أبلغوها انني قادم ثم قالوا لها نريدك أن تتعرفي على ابنك من بين القادمين من السفر
فردت عليهم بلغة مليئة بالثقة «هو الذي يجب أن يعرفني وعليه أن يأتي إلي».

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 02-08-2013, 12:13 AM   رقم المشاركة : 5
العودة إلى الوطن , المفتاح الرئيسي , وظيفة افضل


 

العودة إلى الوطن

بعد أن تخرجت من المرحلة التي تعتبر أعلى من المرحلة الثانوية هنا في المملكة في حينها وإجادتي للغة الانجليزية قررنا العودة إلى أرض الوطن الغالي..
حيث رجعت من هناك وأنا في السادسة عشرة من العمر.

كانت أولى محطات الوصول هي مدينة جدة التي تغيرت كثيرا في فترة وجيزة وبدأنا رحلة من نوع آخر وهو البحث عن الوظيفة هناك في شارع الملك عبدالعزيز يوجد شركة زينل وهي الوكيل المعتمد لشركة فورد
وكان مدير المعرض الشاعر يحيى حسن توفيق «يحفظه الله» وتم تعييني مساعدا له براتب وقدره 350 ريالا،
لقد كان ذلك الراتب له صدى كبير في نفسي فالمبلغ يعتبر في ذلك الوقت كبيرا،
اتذكر حينها عندما دخل علينا في المعرض الملك فيصل -رحمه الله- وهو شاب ومعه محمد علي رضا وعلي رضا فكانوا زملاء دراسة.

المفتاح الرئيسي

استمررت في بيت زينل مساعدا لمدير المعرض وفي يوم من الأيام وأنا في المكتب دخل علينا ضابط برتبة لواء ويحمل خطابا رسميا بتسليمه سيارة احتفينا به كاي زبون قادم وعندما سلم لي الخطاب تحدثت باللغة الانجليزية مع مهندس يعمل في الشركة طالبا منه اكمال اجراءات اللواء
وقد كان هذا المفتاح الرئيسي لتغيير الدفة في حياتي سألني الضابط من أنا، قلت له أنا شاب سعودي ثم سألني عن دراستي وحياتي
واقترح علي عندما عرف مؤهلاتي أن ألتحق بوزارة الدفاع لأتخرج منها ضابطا لقد كان ينظر إلي بشيء من الاعجاب كنت حينها قابلا لأي تغيير للأفضل بالتأكيد.


وظيفة افضل

حصلت على وظيفة براتب أعلى في البنك العربي وذهبت من معرض زينل بدون تقديم استقالة وبدون ان أبلغهم فقد كنت اتوقع أن الأمر عادي فقد كان في البنك أحد زملاء الدراسة في السودان
وعملت معه في قسم الحسابات وبعد مضي سنة دعاني مدير البنك طالبا مني أن أعود إلى الشركة التي كنت أعمل حيث قال ان الشيخ أحمد علي زينل رئيس الشركة اتصل معاتبا البنك كيف يقوم على توظيفي بدون أن اقدم استقالتي أو أنهي خدماتي،
وعند ذهابي إلى الشركة عاتبني يحيى توفيق على خروجي من الشركة بدون اذنهم، ثم حولني لمدير الشركة الذي قال لي كيف تخرج بدون ان تأخذ مستحقاتك،
وتفاجأت بأنهم يسلمون 360 ريالا مقابل مستحقاتي لديهم، لقد كانت قيمتها عالية حيث تساوي عندي آلاف الريالات كنت حينها تمنيت ان يقول لي ابق هنا ونعطيك راتبا أفضل حيث كان العمل في البنك شاقا رغم ارتفاع الراتب.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 02-08-2013, 12:14 AM   رقم المشاركة : 6
تشرفت برفقة الملوك.. وفهد بن سعود سلمني 3 جوائز في عرض عسكري


 



وفي اليوم الثاني ذهبت إلى وزارة الدفاع في شبرا بالطائف. وقدمت خطابي الذي طلبت من خلاله تعيينًا في الوزارة. فسألوني هل أريد القوات الجوية أم البرية. فقلت لهم أريد الجوية. عند ذلك قال لي المسؤول حولوه لشؤون الطيران ليتم تقييمي.

وعند انتظاري إنهاء إجراءاتي قال لي مسؤول آخر بعد أن قرأ معروضي: هل تريد الكلية العسكرية في الرياض أم الطيران في الظهران. قلت أريد الطيران. فقال الطيران يحتاج لغة إنجليزية. قلت: عندي لغة إنجليزية. دلني بعد ذلك على شعبة الطيران في وزارة الدفاع.
وأخبروني أنهم سيعملون لي اختبارين باللغة العربية والانجليزية في اليوم التالي.

رجعت إلى الكرسي الذي استأجرته في تلك القهوة. وأنا أفكر في ماذا سيختبرونني؟!.
فالعربية لم ادرس فيها إلا مناهج السودان المكونة من تاريخ مصر والسودان. لقد اختلطت علي الأمور في اسئلة اللغة العربية ولا اعلم ماذا كتبت. واستغرق مني ذلك حوالي الساعة ونصف الساعة في إجابة اللغة العربية.
طلبت منهم بعد ذلك ان اعرف عن اختبار اللغة الانجليزية. فقال لي المسؤول أنت استغرقت وقتًا طويلا في اللغة العربية فكيف باللغة الانجليزية؟ قلت فقط أريد أن أطلع على الأسئلة لأعرف هل أستطيع حلها ام لا.

وبالفعل سلم لي الأسئلة وقد كانت اختيار متعدد. فأخذت القلم وأجبت عليها جميعها وأنا في جلستي تلك. وسلمتها تفاجأ المسؤول بالإجابة المتقنة عندها طلب مني الذهاب إلى جدة ومن ثم في طائرة إلى الظهران.

انتقال من حافة البحر الأحمر إلى الخليج العربي. لم يتجاوز عمري وقتها الثامنة عشرة او التاسعة عشرة من العمر تقريبا.

طائرة الظهران

وصلت على متن تلك الطائرة إلى الظهران أحمل طموحا ليس له نهاية وهمة ليس لها حدود.
وفي اليوم الثاني من وصولي إلى الظهران توجهت إلى قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية. التي أصبحت بعد ذلك بسنوات قائدًا لها وهذا فخر لي ووسام وشيء لا أنساه طول عمري.
وجهوني إلى بعثة التدريب التي كان تركيزها على اللغة الانجليزية. وكان وكيل القائد هو علي وهبي «رحمه الله» الذي عندما رآني دعا رئيس القاعدة الأمريكي الذي هو بدوره أخذني إلى مكتبه. وبدأ يتحدث معي. فسألني عن مستواي في اللغة الانجليزية وهل لدي قليل منها. قلت له لدي أكثر من القليل.
ثم دعا المسؤولة التعليمية وطلب منها اعطائي المستويات الثلاث الأولى من الكتب لقياس اختباري. قبل التخرج من دراسة هندسة الطيران أتت لجنة من جدة ليبحثوا عمن لديه مبادئ في اللغة الانجليزية جيدة ليدرس في مدارس سلاح الطيران في جدة ويصبح طيارا. فرشحني مدير المدرسة علي وهبي لذلك. وقبلت ترشيحه.


ثلاث جوائز

عند الانتهاء من دراستي في جدة لأتخرج طيارًا. وكان موقع الاحتفال قريبًا من المحال التجارية والقهاوي التي كانت بمثابة الفنادق والشقق المفروشة للناس.
وقد كان الحفل على شرف صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سعود. وقد كنت قائد الطابور في حفل التخرج.
وعندما أعلنوا النتائج أعلن المقدم أسماء المتخرجين كان اسمي الأول على الدورة.


شهادة التخرج برتبة ملازم ثاني طيار اعتباراً من 22/7/1379هـ

وبعد أن استلمت شهادتي من يد سمو الأمير ناداني المذيع مرة أخرى
قائلا: الخريج علي أحمد الغامدي الأول في القيادة العسكرية والسيطرة.
ثم ناداني مرة ثالثة قائلا علي أحمد الغامدي الأول في العلوم الدراسية.
لقد استلمت 3 جوائز في ذلك الحفل وكان وقعها كبيرًا في نفسي وفي نفوس الحاضرين لذلك الاحتفال أو الذين يسمعونه عبر مكبرات الصوت..

أعطوني إجازة خمسة عشر يومًا بعد حفل التخرج. وكان أهالي جدة من رجال الأعمال وتجارها وعلية القوم فيها يحتفون بأبنائهم الخريجين. وانا لم يكن هناك احد يحتفي بي.
وقد كنت أتلقى دعوة من زملائي لحضور الحفلات الخاصة بهم وكانت الأسر تتفاجأ بوجودي وتبارك لي أن كنت الأول على الدفعة في ثلاث جوائز منها.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 02-08-2013, 12:14 AM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عضو ساحات
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالرحمن أبورياح is on a distinguished road

مدرس طيران , التحدي الكبير


 

مدرس طيران

كنت اقضي وقتي في غرفة بالمعسكر وبعد 15 يومًا اتصلوا بي وأبلغوني أنهم اختاروني في دورة لمدة ثلاثة اشهر لأتخرج بعدها مدرس طيران. مع أناس طيارين بالفعل. واصبحت بعد تلك الدورة مدرس طيران.

وتم تكليفي على الطائف حيث كنت من المؤسسين لقاعدة الطائف الجوية وكنت قائد القوة وركن الاستخبارات العسكرية وفي نفس الوقت مدرس طيران.



لقد كافحت كفاحًا مرًا. وكنت لا أعرف أحدًا في الطائف ومعي زوجتي التي كان لها دور فيما وصلت إليه فقد صبرت علي كثيرًا وتحملتني وساندتني. وكنت وقتها برتبة نقيب. ثم ترقيت إلى رتبة رائد.

التحدي الكبير



حدثت مشكلة أمنية الأمر الذي جعلهم يحتاجون إلى كل من هو رائد. فتم استدعائي عارضين عليّ أن انتقل إلى موقع آخر. فقلت لهم أنا جندي مجند اينما تضعوني فأنا جاهز.
فقالوا: لك مهلة عشرة أيام، ترتب وضعك مع اسرتك وتنتقل إلى الظهران. ونقلت إلى الظهران قائدًا لمعهد الدراسات الفنية والذي كان به 280 مدرسًا بريطانيًا وإدارة كبيرة وطلابًا كثيرين.

كانت بالنسبة لي مرحلة تحدٍ صريح، فالعمل في المعهد يكون أو لا يكون. فإما أن تثبت الثقة التي أولاها إياك ولاة الأمر وإلا شيء آخر. هناك من كان يرى أنه أحق مني وأجدر بهذا المنصب.



ولكنني ولله الحمد أثبت وجودي في المعهد لمدة عشر سنين.

استقبلت فيه ملوك هذه البلاد -يرحمهم الله-. بدءًا من الملك فيصل والملك خالد والملك فهد.

كان الأمير سلطان بن عبدالعزيز -يرحمه الله- لا يرى إلا المعهد في نشاطاته وخريجيه وتأهيله. وكان يدعوني بين الفينة والأخرى. وكان كل تعاملي جادًا في كل شيء.
قمنا بتدريس فنيين من القوات الجوية البحرينية والقطرية والعمانية والإماراتية.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 02-08-2013, 12:15 AM   رقم المشاركة : 8
زيارة الملك فيصل


 

زيارة الملك فيصل



عندما زارنا الملك فيصل في المعهد رأيت الاحترام والتقدير والإجلال من إخوانه الملوك خالد وفهد والأمير سلطان -يرحمهم الله-.

وكنت شخصيًا اتخلخل من الداخل. وعندما حييته عند استقبالي له، كنت لا أشعر حينها هل أنا واقف أم في غيبوبة أم ماذا. ولكن لطف من الله جعلني أتماسك أمام هذا الرجل العملاق.

لقد كان صقرًا. صافحته وسلمت على كتفه. ورحبت به. فبادرني بالبشاشة وقال: نحن في معيتك. الأمر الذي خفف علي كثيرًا رسم خطة السير.
ليالي لم أنم في بيتي استعدادا لهذه الزيارة التاريخية. وضعت خطة لا أحد يعلم كيف هي حتى يمشي كل شيء بسلام.

دخل الفصول وكان هناك مدرس انجليزي من جنسية بريطانية ارتبك عندما رأى الملك فيصل ولاحظته وجلا. فعندما اشرت له بالهدوء رآه الملك فيصل وكان يده بيدي فضغط على يدي أن اتركه لأنه رأى الرجل مرتبكًا فضحكت من تلك الشدة. حتى الأمير سلطان كان في غاية السرور. كانت زيارة موفقة.

لقد زارني الملك خالد في التخرج



والملك فهد زارنا أكثر من مرة.



ولقد أتتني خطابات من الانجليز والأمريكان يعربون عن شكرهم وتقديرهم لي شخصيًا أن منحتهم الفرصة ان يروا الملك فيصل. قائلين: ما كنا نحلم أن نراه ناهيك عن أنه يدخل فصولنا في المعهد.
لقد كانت عشر دقائق فقط وإذا بالملك كأخ شقيق يقف معك كأنك في بيتك. وللمعلومية فإنه بعد زيارة الملك فيصل للمنطقة الشرقية بدأت مرحلة التطور المذهل في كل مناحي الحياة.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 02-08-2013, 12:16 AM   رقم المشاركة : 9
قائدًا لقاعدة الملك عبدالعزيز , طلبت الإحالة 3 مرات


 

قائدًا لقاعدة الملك عبدالعزيز



بعد عشر سنوات من النجاح رشحني سمو الأمير سلطان قائدًا لقاعدة الملك عبدالعزيز الجوية
واستمررت فيها ست سنوات، وسميت بهذا الاسم وأنا قائد لها وهذا شيء أفتخر به كثيرًا.
كنا نقوم فيها أيضا بتدريب الطيارين للقوات الجوية لدول الخليج العربي.

وخلال تلك الفترة حصلت على دورة الأركان في أمريكا لمدة عام. كنت رجلا عسكريا بحتًا.



فقد حرصت على أن أحصل على جميع الدورات البرية والجوية.

من قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية أتى نقلي إلى أن أكون رئيس هيئة الإمدادات الجوية.
الرجل الثاني بعد قائد القوات الجوية.



كنا نتعامل مع الخبراء في القوات الجوية البريطانية والأمريكية واجتماعاتنا معهم.
لهذا يجب أن تكون حاضر الذهن ومطور نفسك في حديثك في قيافتك في حضورك الاجتماعات في اتخاذ القرارات.

3 مرات

نظرًا لظروفي الصحية بعد هذه السنين من الكفاح،
طلبت الإحالة 3 مرات على التقاعد بعد أن حصلت على رتبة لواء.
وعندما أتى الأمير سلطان إلى جدة اتصل بي مسؤول في القوات الجوية قال الأمير يريدك في جدة.



عندما شاهدني وقف -يرحمه الله- ومسك يدي حيث كان ذلك آخر لقاء رسميًا بيننا.
قال لي: منك أو منا؟ قلت مني يا طويل العمر، ولكن لها اسبابها حيث شرحت له تلك الأسباب.
فقال لي: الله يوفقك. بعدما شيدت منزلي واستقررت به.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 02-08-2013, 12:16 AM   رقم المشاركة : 10
الحياة الاجتماعية , منهج الأبناء , مصر تغلي , وقت فراغك


 

الحياة الاجتماعية



هل كانت لك علاقات اجتماعية أثناء عملك؟

لا توجد لدي علاقات بل كانت محدودة جدًا. فأنا أولا لا ألعب بلوت. وهذا جزء من العلاقات الاجتماعية في هذا الوطن. ولا أعرف السهر. أنام مبكرًا وأصحى مبكرًا، ولا أنام في النهار.
لدي ساعة أمارس فيها السباحة فأنا مشترك في نادٍ منذ عشر سنين. أذهب إليه صباحًا حيث لا يوجد أحد وأمارس فيه الرياضة.

لا أشرب الدخان -ولله الحمد- وأكره اسمه وأكره التعامل مع أصحابه.

منهج الأبناء



ابني الأكبر أحمد له حياته الخاصة وله علاقاته الاجتماعية الممتازة مع الطيارين وغيرهم. وهو ناجح في حياته ولله الحمد.
أما سلطان فهو يعمل في جامعة الملك عبدالله وله حياته الخاصة والجيدة ولله الحمد. ولديه 700 ساعة طيران وكان يرغب الالتحاق بالخطوط السعودية ولكن هناك من وقف في طريقه. ففضلت ألا أتدخل في ذلك فكل واحد له حياته كما انني ارفض الوساطة وانصح أخواني ألا ينهجوا ذلك فالمثل يقول الذي لا يأكل بيده لا يشبع. النجاحات تجير للأشخاص أنفسهم افضل من أن تجير لغيرهم.

مصر تغلي

من خلال تجربتك العسكرية ما رأيك في الأحداث التي تجري حولنا؟ وكيف تقرأ المستقبل؟
أنأ أحب قراءة التاريخ الحديث الذي يترجم وضعنا الحالي. وأقول: تعرف على من حولك من الناس لتعرف نفسك. اذهب إلى اليمن وسوريا ولبنان والأردن والعراق ومصر وغيرها. لتعرف ما اسفرت عنه هذه التغيرات. اسأل نفسك ما أحدثته هذه التغيرات. وهل هي مرض معدٍ أم لا؟
وأنا اقول إنها مرض معدٍ. لأن كل ذي نعمة محسود. في صحته في ماله في جاهه محسود.
لقد جلست مع قياديين بعضهم كان رئيس دولة. منهم الرئيس حسني مبارك الذي لم يكن ذلك الرجل السيئ. فقد كان لي معه مواقف. حيث كان طيارًا مقاتلا وجلس معي عدة مرات. وقد قمنا بتدريب 40 ضابطًا إلكترونيًا مصريًا في المعهد.

فانا اقول انظر ما يحدث حولك. شاهد ما يجري في اليمن التي تعتبر جمرة ملتهبة وإياك ان تدير لهم ظهرك، رغم أن كل طياريهم درسناهم عندنا.
أما البحرين فهم رجال وملكهم رجل فاضل وكان يتمنى مني زيارتهم. مصر تغلي.
اللهم احفظ بلادنا.

انظر ما نحن فيه من رغد العيش والأمن والأمان ولله الحمد. ولو نظرت كتسلسل لملوك هذه البلاد يرحم الله من مات ويحفظ الله من بقي لتجدهم ماشين على نفس الوتيرة. يحرصون على أمن هذه البلاد واستقرارها.

وقت فراغك



أنا جاهز الآن في أي متر مربع في أي مسؤولية من المسؤوليات التي يحتاجها وطني،
قدر جهدي طالما فيّ عرق ينبض. أعيش حياتي بكل بساطة ولدي جيران طيبون.
واعتبر نفسي جنديًا تحت أي سلاح في أي زمان وفي أي مكان.
أحب «الباحة» أرجع إليها لأنني أحب الهدوء والاسترخاء.
واسأل الله ان يختم لي بخير.

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:59 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir