يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-13-2014, 09:37 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو نشط
 
إحصائية العضو











من خارج الحدود غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
من خارج الحدود is on a distinguished road

استمتع بهذا الموضوع


 

لا توجد أي فائدة هنا فانصرف لدنياك بسلام ..

مقال للكاتب بصحيفة الباحه/ البحر الاحمر



في الثامن من ذي الحجة القادم إن كتب الله لي الحياة حتى ذلك اليوم سأكون قد أكملت عشرين سنة من اعتزال المجتمع ،، هي الجزء الأفضل في حياتي ،، تلك الحياة التي لم أحبها أبدا ...

كنت ولا زلت خريج ابتدائية بتقدير ( حيلوه ) كما هو التعبير بالجرشية الدارجة ،، خرجت من التعليم بمحو أمية في أسوأ صورة ممكنة وبمعرفة رائعة حول أشدّ العصوات إيلامًا وبأفضل طريقة لتخفيف ألم الفلقات وامتصاص لسعة العصوات وبحصيلة رائعة من كلمات التوبيخ وبسبابتين معوجتين من التأديب بأقلام الرصاص وبالمزيد من الذكريات التي ترسم على شفتيّ ابتسامة خيبة أمل بحجم ثقب الأوزون ... ولك أن تتخيل كيف ينتشلك أستاذ الصف الأول الابتدائي بكلتا يديه كما يفعل " هولك هوجن " على حلبة المصارعة مع فارق الأحجام ،، ثم يرفعك إلى حد الاقتراب من السقف ،، ثم يجذبك بكل ما لديه من قدرات تربوية بسرعة سقوط فيلكس في تجربته العلمية المثيرة ليكون آخر ما تتذكره قبل الغيبوبة هو صوت الارتطام بالبلاط ! ..

آخر لحظاتي في التعليم العام لا أعادها الله من أيام كانت في الصف الثاني المتوسط ،، حينما طلب مني معلم اللغة الانجليزية وفي أول حصّة من أيام العام الدراسي قراءة الكلمات فلم أعرف ثم الحروف فلم أعرف ثم سأل بعد صفعة بلغت سبع درجات على مقياس ريختر سؤال في غاية الوضوح : من الحمار الذي طلعك للصف الثاني ! ...

بيني وبينكم خشيت من الصفعة الثانية فأجبته بسرعة : الأستاذ فلان .... ولم أكن أدري بأن تلك الإجابة محفز للمزيد من مهارات ذلك الأستاذ - عفى الله عنّا وعنه - في الركل والشد من الشعر والسحب على البلاط من الفصل إلى مكتب المدير الذي برع بشكل مذهل في قرص الصدر ... حصة أخرى بعد تلك ودق الجرس للفسحة ،،، ولعنة الله على الشيطان ،،، خرجت منها ولم أعد ..

خضت تجربة أخرى بعد ذلك بسنوات طويلة في الدراسة الليلة واجتزت سنة وتركتها في فترة امتحانات نهاية العام للسنة الأخيرة بعد اجتياز جميع المواد العلمية للتفرغ لمشاهدة مباريات كأس العالم آنذاك لتخفيف نوبة احباط تراودني بيين الحين والآخر ،، ومن عجائب الصدف أن أحد زملاء الابتدائية كان أحد الأساتذة ..

بدايات الشبكة العنكبوتية كانت الساعة بستة ريالات والخدمة اسوأ من خدمات محكمتنا الشرعية ،، تظل خمسة عشرة سنة تنتظر السراب وقبل خروج الروح وتفاقم المأساة تتصل على الخصم وتسلمه السكين وتحلف عليه أن لا يستحيي فأنت لا تحتاج قدميك ولا يديك ،، اقطع يا رجل أقطع فهذا أرحم من ضياع العمر كله على أبواب أصحاب الفضيلة أصلح الله حالنا وحالهم وحال العاملين في شركة الاتصالات فلا زالت الخدمات سيئة إلى هذا المساء الربيعي الجميل ...

خلال هذه السنوات من العزلة الاختيارية قرأت عدد مهول من الصفحات في شتّى أنواع المعرفة المتاحة باللغة العربية التي كنت ولا زلت أتعامل معها بالبركة ،،، وتعرفت على عدد مهول من البشر يفوق عدد المهاجرين من ساق الغراب ..

تجربتي للعيش في العالم الواقعي غير موفقة ،، فكل الشعارات النبيلة التي تلوكها الأفواه ليس لها أي حماية قانونية ولا أخلاقية ويظل تطبيقها أمر اختياري وربما يخضع للمزاج ،، فإذا ما بقيت على سبيل المثال من التاسعة صباحًا إلى أذان الظهر على كراسي الانتظار أمام مكتب صاحب الفضيلة القاضي فيما هو يسولف مع فضيلة القاضي الجديد حتى يجهزون له مكتبه العامر فعليك أن توقف الزمن إذا كان للوقت في حياتك قيمة مادية أو حتى معنوية .. وأن تظل لثمانية أشهر تراجع نفس الموظف في البلدية فيقدم لك مسلسلة مكسيكية لا تنتهي من الاعتذارات فالأمر طبيعي جدا ،، ولا تفكر في تقديم شكوى للمدير فهذه الخطوة تزيد الأمور تعقيدًا ،، وإذا ما أصابتك لوثة جنون فصنعت مشروعًا سياحيًا هو الأول من نوعه في كل ساق الغراب ثم وجدت نفسك كل يومين تراجع البحث الجنائي فلا تسخر من زمن العصور الحجرية فلم يتغير شيء .. وإذا ما صارحك مدير الشرطة بعد ضياع أوراق مطالبتك الحقوقية للمرة الثالثة وبشكل جريء : أنت ما لقيت تشتكي إلا فلان ! ،، فأدع له كثيرا بحسن الختام فقد وفر عليك المزيد من ضياع أيام العمر ،، والأمر طبيعي جدًا إذا ما وكّلت أحد ( الدعوجية ) فربما كانت خبرته ذات أفضلية للتعاملات النظامية والشرعية ثم أخبرك عن موعد الجلسة بعد قبض جزء الأتعاب فاتضح لك بأنه يوم الجمعة !! ...

أضرب رأسك في الجدار ،، فإما أن تكون مثلهم أو تعتزل ،، وخسارة الاعتزال هي الأقل لمن فهم سبب الوجود في هذا الكوكب ... فلقد رأيت الغني والفقير يخرجون منها بكفن لم يدفعوا ثمنه ،، فيما اللذين سكبوا عليهم الدموع كثيرا أثناء برتوكولات العزاء يبدؤون سريعًا في الصراع على ما تركه غيرهم وسيتركونه بدورهم ..

عمر الإنسان في هذا الكوكب عدد قليل جدًا من فصول الربيع ،، وأفضل ما يمكن تناوله خلالها من مقبلات هي ما تمتم به برنارد شو : ليس عليك إسعاد الجميع ولكن عليك أن لا تؤذي أحدًا ،، فأسوأ ما قد يتعرض له الإنسان في حياته هو سرقة أيام العمر ،، تلك جريمة لا زالت خارج إطار دائرة اهتمام المشرعّين ،، وكما قالت حكمة رجل مجهول في محيط الشبكة العنكبوتية : العدل الذي يأتي بعد أوانه هو والظلم سواء ..

طابت أعماركم بكل الخيرات

* البحر الأحمر

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 04-16-2014, 11:18 PM   رقم المشاركة : 2

 

.

*****

حياك الله الأخ الكريم من خارج الحدود

نقل موفق لموضوع/ لا توجد أي فائدة هنا فانصرف لدنياك بسلام ..
للكاتب/ البحر الاحمر

وموضوعه كــ البحر الاحمر
مرصع بشعب المرجان الملونة

لك ولكاتب الموضوع كل تحية وتقدير

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:30 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir