يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > ساحة الجوانب المشرقة من التاريخ والسير

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-29-2011, 02:04 PM   رقم المشاركة : 1
قلعة بخروش شاهد عصر يندثر!!


 

نقلته دعماً للفائدة السياحية





من هو بخروش ؟
هو بخروش بن علاس بن مسعود الزهراني، من قرية العُّدية – شمال الأطاولة - التابعة لقبيلة قريش بزهران (من قبائل منطقة الباحة) كان أمير قومه قبائل زهران، وقائداً عسكرياً وفارساً مغواراً، حقق انتصارات تاريخية ضد القوات التركية الغازية لبعض اجزاء الجزيرة العربية، وساند الدولة السعودية الاولى، وتحالف معها ضد الاتراك.. لكن بعض قومه خذلوه، عندما أخذوه غيلة، وسلموه للأتراك، مقابل تسليمهم أسراهم من الزهرانيين .. أما فترة حكمــة فكانت أواخر القرن الثاني عشر الهجري وبداية القرن الثالث عشر حيث أنتهي حكمه في عام 1231هـ.. أما حنكته وبراعته فقد كان قائداً محنكاً، وفارساً بارعاً.
قلعة بخروش
قلعة واسعة وشامخة وشديدة التحصين، مبنيةٌ بالحجارة الضخمة، ويتجاوز عُمرها الآن أكثر من مائتي سنة.. وكانت تتألف من أربع قلاعٍ دائرية، ومن جوانب تلك القلاع كان يمتد سورٌ متين من الحجارة، وتشكل تلك القلعة الأثرية شكلاً قريباً من قصر المصمك المعروف بالرياض ، غير أن البناء الحديث والمجاور لتلك القلعة، ساهم بشكلٍ كبير في انهدام الجهة الشمالية، وساهم ذلك البناء الحديث في إزالة القلعتين الدائريتين اللتين كانتا في تلك الجهة.. والقلعة بتعبيرٍ أدق كانت « قلعة حرب» حيث كان يبدو - إلى قريب - على أبراجها آثار قذائف المدافع العثمانية، ويتوسطها بناءٌ عجيبٌ ومترابط للمنازل والخنادق، بل وحتى الأبراج الصغيرة لتبادل اطلاق النيران، وفي التقدير الشخصي للاخ عبدالله بن موسى الزهراني – أحد المهتمين بالكتابات التاريخية - أن القلعة كانت تتسع لحوالي من ( 3000 - 4000 مقاتل) وكان يرى في أرجائها أماكن منظمة لكل شيء، بدءأً من طريقة قتال المدافعين، وانتهاءً بأماكن حفظ الطعام والماشية، في القلعة الغربية من جهتها الجنوبية، وعند تأمل صورة القلعة يبدو ارتفاعٌ نسبي لمكان بنائها، حيث بُنيّت كما هي عادت أهل المنطقة هناك، في مكانٍ مرتفع يُسمى (الريع أو المقرى) أي المكان المرتفع عما سواه، وتلك التقنية القديمة في البناء، تعد وسيلةٌ ناجحة لكشف العدو، وللتقليل من آثار قذائف المدفعية كما في المعارك الكبيرة.. أما هيئة القلعة الشرقية من جهتها الجنوبية، فكانت تبدو بعض الأبراج الصغيرة، لتكون مهيأة لتبادل إطلاق النيران، إضافة إلى أن تلك القلعة الحربية المستديرة تستخدم كبرجٍ من أبراج المراقبة.. ومعروف أن الحصون ذات الأبراج الدائرية قليلةٌ في منطقة الباحة، حيث إن البناء المربع للقلاع هو الغالب في بناء حصون المنطقة، أما في قلعة الأمير بخروش فالحصون دائرية الشكل، لتجنب آثار المدفعية، ولذلك كان البرج المستدير أكبر طولاً، ولولا عوامل الدهر و قسوتها، لظلت على قامتها المنصوبة في شموخ ظاهر.
الأجزاء الداخلية
وطبقاً لزائر للمكان قبل سنوات يقول : في لمحة للأجزاء الداخلية للقلعة، نجد الدقة في التنظيم والبناء، واذا نظرنا الى ذلك البيت المشيد « قريباً « باللون الأبيض في منتصف المنازل رأينا أعجوبةً حية على كمال البناء، وأعتقد بأن صاحب ذلك المنزل الكبير «بعض الشيء» كان ذا شأنٍ و رئاسة.. كما أن بعضاً من ممرات القلعة، المسماه شعبياً بـ (المساريب) يظهر فيها مدى سعة باحات القلعة، حيث بإمكان الزائر الانتقال خلالها من مكانٍ إلى آخر وهو داخل أجزاء القلعة.. ورغم تقادم الأيام والسنين على تلك القلعة العجيبة فإن بعض أجزائها مازال صامداً .

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-29-2011, 09:58 PM   رقم المشاركة : 2

 

فعلآ كان هذا العملاق احد رموززهران وحامي حماها ومن الدهاه الذين اذاقو الاتراك مرارة الهزائم واخذ علي حين غره وانا شخصيا تربطني علاقه قويه باحد احفاده من قرية القسمه بقريش زهران الله يعطيك العافيه والصحه علي المعلومات القيمه التي تغيب عن الكثيرين لك كل الموده والاحترام

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-30-2011, 12:24 AM   رقم المشاركة : 3

 

.

*****

الأخت نزهة المشتاق

كتب الأخ العزيز عبدالله بن موسى (الجابري)
بتاريخ 15-05-2006م في منتدى الديرة موضوع بعنوان:

أميـــــــــــــرٌ من زمن الحرب ( بخروش بن علاس الزهراني )

تناول في ( 6 ) حلقات سيرة بخروش بن علاس الزهراني وقدم عدد من الصور وبعده تناقلت كتاب المنتديات والمواقع الموضوع بالنقل والتغيير والتقديم والتأخير

وفي منتدى الديرة يعتبر أي موضوع تأريخي تحت النقد والتصحيح والمتابعة نظرا لوجود مجموعة من الأعضاء المؤرخين وعلى رأسم الشيخ الوالد (أبو عبدالرحمن) قينان الزهراني والأستاذ عبدالله بن مرضي الزهراني وعبدالله بن موسى الجابري وغيرهم ومع ذلك لم اجد من يعترض أو يصحح نظراً لما بذله الأخ عبدالله من جهد لتوثيق الموضوع

وقد يكون من المناسب بعد الاذن نقل ما كتبه الأخ عبدالله بن موسى ( الحابري ) في منتدى الديرة لتكتمل الصورة عن ( بخروش بن علاس الزهراني ) واعتقد أن الأخ العزيز الشاعر حسن الدوسي لديه قصائد في المغفور له بإذن الله بخروش بن علاس الزهراني وإن تابع الموضوع فأعتقد أنه سيكتبها

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 10-30-2011, 12:32 AM   رقم المشاركة : 4

 

.

*****

منقول بالنص والتنسيق من منتدى الديرة للكاتب ( الجابري )

*****
بسم الله الرحمن الرحيم


قيل قديماً ( لكل زمانٍ دولةٌ و رجال ) و نحن كـ " قُراءٍ " مبتدئين لأيام الدهر ولياليه الفانية نجد أن ( التاريخ لاينسى الدُّول , ولا يتجاهل الرجال ) بل هي طبيعة النسيان البشرية التي تجهل الكثير , وتتناسى حقائق الأيام ..



منذُ ما يقارب الستة أشهر بدأت في رحلة بحثٍ ممتعة , سبرت من خلالها أعواماً تليدةً من المجد , وقضيت بها عُمراً يتجاوز المئتين عام . كانت تلك الأشهر الجميلة التي قضيتها مع شخصية هذا البحث الكريم أشهراً أعُدها من أيام حياتي , ليس لأنها تتحدث عن شخصيةٍ عاشت ترسم مجداً لصفحات قبيلةٍ أنتسب إليها , بل لأنها شخصيةٌ جمعت بين أنواعٍ شتى من المجد , و الشجاعة , والرئاسة .. ( لا ) ليست كذلك .. بل لأنها شخصيةٌ كريمة لم ترتضي ذُلّ البشوات , ولا مهانة دفع أموال البسطاء الى سرايا عُظماء اسطنبول, وما أحرى بنا أن نقتبس من تاريخ تلك الشخصية العظيمة , نوراً من فجر الحرية , وشمساً جلية من هيبة الكرامة , و عَظَمة الحق .


رغم ذلك كله , فـ" للحقيقة " أقول لقد جَمعتُ شيئاً عن تلك الشخصية التاريخية , وفاتتني أشياءٌ أخرى , فإن أخطئتُ الصواب فدفعوا بذلك إلى نفسي , وإن أصبت فبتوفيقٍ من الله عز وجل .


بخروش بن علاس الزهراني


نسبهُ : لأسباب طول الأثر بين حياة الأمير بخروش بن علاس الزهراني الذي عاش في القرن الثاني عشر الهجري وبين الباحثين التاريخيين , كان لزاماً على أقوال التاريخ والمؤرخين أن تختلف وتتعارض وتتضاد في بعض المواقف التاريخية , فالمشهور عن نسب شخصيتنا الكريمة هو اسم { بخروش بن علاس } , غير أن الحقائق التاريخية التي تُحَدثُنا عنها بعض المصادر التاريخية القريبة من حياة ذلك الأمير , تُثبت أن اسم بخروش بن علاس اسم شهرةٍ أطلقه رواد التاريخ على تلك الشخصية الفريدة .. بينما أن الاسم الحقيقي والكامل لشخصيتنا التاريخية على أصح الروايات هو :

بخروش بن مسعود العلاسي البخروشي القرشي العامري الزهراني .

وتلك الشخصية الحربية التي حاربت طويلاً جحافل القوات العثمانية , شخصيةٌ كريمة من بيت شياخةٍ وحكم , فـ" جدهُ " الثاني المسمى بالبخروشي ( رواية شعبية ) كان ذا منصبٍ وشياخة على قومه من قريش بني عامر , وأستمر حكم تلك الأسرة حتى بعد مقتل بخروش بن علاس حيث اقتصرت شياخة تلك الأسرة على قبيلة بني عُمر في شخصية الشيخ عيظة بن جبران البخروشي , أما الأمير بخروش بن علاس فقد كان شيخاً على كافة قبائل زهران , وأسماه كثيرٌ من كُتاب التاريخ باسم الأمير عندما أضافوا إليه حكم بلاد غامد و زهران في دلالةٍ واضحة على امتداد حكمه , ورغم تتبعي لكثيرٍ من مصادر التاريخ إلا أنني لم أقف على حقيقةٍ تاريخية واضحة المعالم تُثبتُ حكم بخروش بن علاس لقبيلة غامد سوى خبر هزيمة بخروش بن علاس في بسل وانكسار { قومه } من غامد و زهران ..

توليه الحكم : في عام 1218هـ توجه عثمان المضايفي بحملة كبيرة لإخضاع بعض المتمردين على حكم الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود , وفي وادي الحمى ببادية بني كبير من بلاد غامد وقعت المعركة الفاصلة بين أولئك المتمردين وأرباب دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب , حيث استطاع عثمان المضايفي من إخضاع قبيلتي غامد و زهران لحكم الإمام عبدالعزيز بن محمد , وأختار عثمان المضايفي تعيين الشيخ بخروش بن علاس أميراً على كافة بلاد زهران ( العام 1218هـ) بعد أن كانت إمارته مختصةً بأبناء قبيلته من قريش .


شجاعته وأقول المؤرخين في ذلك :

جيوفاني فيناني .. مؤرخٌ ايطالي كان من أوائل الأوربيين الذين شاركوا في جيش محمد علي باشا , شاهد كثيراً من الوقائع الحربية بين الدولة السعودية الأولى وبين قوات محمد علي باشا , وهو من المؤرخين القلائل الذين حضروا معركة بسل , حيث كان شاهد عيان لبطولة بخروش بن علاس الزهراني حينما قال ( لم يشهد العرب أشجع من بخروش في زمانه )


• جيرالد دو غوري صاحب كتاب " حكام مكة " ينقل عن المؤرخ السويسري بوركهات الذي حضر مقتل بخروش بن علاس وكان شاهد عيانٍ أيضاً على شجاعة بخروش .. بعد أن وقع بخروش بن علاس الزهراني في أسر محمد علي باشا , تمكن بخروش من الهرب , وبعد القبض عليه أمر محمد علي باشا كل جنديٍ من جنوده المحيطين به جرح بخروش بن علاس بالسيف جرحاً رقيقاً حتى يطيل فترة تعذيبه , يقول بوركهات (وظلوا عاكفين عليه هكذا إلى أن هلك , دون أن يشتكي ) .


محمد آل زلفة مؤرخٌ سعودي ترجم لموريس تاميزيه كتابه " رحلةٌ في بلاد العرب " يقول آل زلفة عن بخروش بن علاس الزهراني ( أبرز زعماء قبيلة زهران , وهو واحدٌ من أشهر محاربي الجزيرة العربية , وفرسانها المعدودين ) .


بعضٌ من أخباره ( حكم بخروش ) : جميع الأخبار التي تتبعتها عن حكم الشيخ بخروش بن علاس أخبارٌ شعبية , يتناقلها رواة المنطقة من كبار السن , والمهتمين بتاريخ قبيلة زهران , وأنا حين أذكر تلك الأخبار القديمة , أهدف إلى محاولة الإحاطة بأكثر جوانب هذه الشخصية التاريخية , ورغم أن تلك الأخبار التي نقلها رعية بخروش بن علاس ممن عاصروه إلى من بعدهم ليست بتلك الصورة الجيدة , إلا أنني أرد كثيراً منها ولا ألفت لها بالاً ..

قلعة بخروش بن علاس بقريش الحسن : روى كثيرٌ من كبار السن حادثةً مفصلة عن أسباب بناء تلك القلعة , حيث تذكر الروايات .. بأن بخروش بن علاس قد طلب من بعض عُرّافِ وعُرفاءِ قرى قبيلة زهران تسجيل مطالبهم العامة , واحتياجاتهم الخاصة , وذلك بشأن دفعها إلى الشريف غالب (كان يدين بالولاء للدولة السعودية الأولى بعض الوقت , والبعض الآخر ينتكس على عقبه فيعود لتجديد الولاء والبيعة للدولة العثمانية ) .. غير أن بعض أكابر القبيلة قاموا بالاتفاق فيما بينهم لإبعاد بخروش بن علاس عن مركز رئاسة القبيلة , فقاموا بإرسال بعض الرسائل السرية إلى الشريف غالب تُخبره عن مدى سخط وغضب الأهالي من ديكتاتورية بخروش بن علاس , وأخذوا يكيلون له في تلك الرسائل التآمرية الكثير من التُهم والإسقاطات , منها على سبيل المثال لا الحصر " تهاونه في جباية الزكاة من بعض قرى زهران .. تطبيق الحدود الشرعية على بعض الأفراد دون بعض ... إلى غير ذلك من الاتهامات " .

بعد ذلك قام بخروش بن علاس بجمع مطالب الأهالي , وسار بها في عيد 1220هـ إلى الشريف غالب بمكة , وهناك في قصر الشريف غالب بدأ بخروش متحمساً في إعلان مطالب أهالي قبيلة زهران , والتي كان من أهمها تخفيض مقدار الزكاة السنوية , غير أن الشريف غالي فاجأ بخروش بسؤالٍ ذكي قائلاً له : ما رأيك بأفراد قبيلتك ..؟ فأجابه بخروش ببديهته الأصيلة : زهران ونعم , عند ذلك بدأ الشريف غالب باستعراض الرسائل السرية التي قام بعض الأهالي بإرسالها ..
وبعد الانتهاء من قراءة الرسائل كان الشريف غالب يتوقع من بخروش بن علاس دفاعاً طويلاً لإثبات عكس تلك التُرهات , إلا أن بخروش بن علاس بدأ صامتاً لم تنطق شفتاه إلا بعبارة : أنت أعرف بي منهم .
وهناك أطبق الصمت قليلاً على الشريف غالب قبل أن يعود ليقول " رغم ذلك فأنا أجدد ثقتي بك , وأسألك أن تُحسن الأمر برعيتك "

ماذا حدث بعد ذلك ..؟

بعد عودة بخروش بن علاس إلى بلاد زهران بدأ بالتحضير للانتقام من معارضيه , فأمر عَبدَهُ الحبشي المسمى " نويري " بجمع أولئك القوم في باحة منزله المبسط .. وما أن أجتمع القوم حتى بدأ بخروش يخطب في جمعهم مفنداً تلك الترهات التي بعثوا بها إلى الشريف غالب , وبعد الانتهاء أخبرهم أن في نيته بناء حصن شامخ , وأنه أختار أولئك القوم لمساعدته في بناء قلعته التاريخية .
حيث قام بخروش بن علاس بإنزال عقابه التاريخي على أولئك المعارضين , فأمر بعضاً منهم بالإتيان بالحجارة على ظهور الجمال من وادي ليّة بالقرب من الطائف , والبعض الآخر أمره بالإتيان بالحجارة على ظهور الجمال من فج الغواة بالقرب من منطقة مكة المكرمة , والبعض الآخر وهم أشد القوم خيانة أمرهم بإحضار الحجارة على ظهور الجمال من مسافاتٍ بعيدة اتفقت بعض الروايات على أنها من مناطقٍ معروفة على خط المدينة المنورة .

يقول أحد شعراء المنطقة ..

لا سلم الله بو مساعد فلا أبغي حُكم بخروش
يقول غدّه يانويري ولا أعجبني غداهم
أثار ذا كايه الغداء يقطعون الرأس بالسيف
وزاد ربي زوّل أمره ورى حُكم الضلالي




أعماله الحربية : إذا قرأنا صحائف تاريخ الدولة السعودية الأولى , وجدنا أن كثيراً من معارك الثوار الجنوبيين دائماً ما تأتي في إشارات بسيطة لا تعطي انطباعاً كاملاً أو واضحاً عما كان يدور في الجنوب , ورغم تصفحي لكثيرٍ من كتابات النجديين في تلك الفترة الحرجة , لم أجد وصفاً دقيقاً أو اهتماماً واضحاً بثورة الجنوب , رغم أن تلك الثورة والمقاومة الجنوبية كانت باعتراف أولئك المؤرخين النجديين ( أحسن الله إليهم ) سبباً من أسباب تأخر انهيار الدولة السعودية الأولى .
والأعجب من ذلك أن قراءتك لصحائف المؤرخين الغربيين كأمثال جيرالد دو غوري وموريس تاميزية وجيوفاني فيناتي وجورج سادلير ترسم لك الملامح التفصيلة الكاملة لما كان يحدث في الجنوب , وأجد لمؤرخي الدولة السعودية الأولى من أبناء الإحساء ونجد , عذراً عندما أقول ربما كان في بُعد المسافة , ومشقة السفر عذرٌ مقنع , وسببٌ واضح لما حدث في كتابات تلك الفترة .

1- معركة القنفذة :

تمهيد : قارئ التاريخ .. عندما أتحدث عن معركة القنفذة كفقرةٍ أولى من فقرات هذا المبحث , أجد في كتابة أستاذ الوثائق التاريخية السيد أحمد مرسي عباس عزاءً عندما بدأ كتابه الجميل عن تاريخ الدولة السعودية الأولى بقوله ( التاريخ لا ينشد إلا الحقيقة سواءً كانت من وثيقة أو من شهادة شاهد العيان ) .
وأقول بأن ذلك القول الرائع كان بمثابة العزاء لان كثيراً من كتابات المؤرخين على اختلاف مشاربهم وأوطانهم تحدثوا عن دور البطل العسيري طامي بن شعيب في تلك المعركة , رغم أن شاهد العيان التاريخي , وبعض كتابات المنصفين أثبتت بطولة بخروش بن علاس في تلك المعركة الساحلية , فالكثير من أبناء غامد و زهران يسمعون إلى الآن بمقولة ( سَلّب القنفذة ) أو ( سَلّب البندر ) .. إضافةً إلى أن الوثيقة الدورية التي بعث بها القائد سيوم أوغلو إلى محمد علي باشا والموجودة بقصر عابدين بك بمصر تُثبت اشتراك بخروش بن علاس وقبائله على رأس جيش ( الوهابيين ) على حد تعبير الوثيقة .

إرهاصات المعركة : كان محمد علي باشا الوالي العثماني بمصر يطمع إلى الغنى والثراء لدولته العليّة , حيث تمكن ذلك الباشا الشقي من وضع مخططٍ شيطاني للقضاء على الدولة السعودية الأولى عن طريق احتلال الحجاز وبلاد غامد و زهران وأرض عسير .. لكن كيف تم ذلك ؟
بعد أن استطاع محمد علي باشا من الاستيلاء على الحجاز ( المدينة ومكة وجدة والطائف) بدأت أنظاره تتوجه شوقاً إلى أرض زهران وغامد و العسييريين , إلا أن قوة الثورة والعصيان في تلك الأراضي الشامخة , دفعت بمحمد علي باشا إلى التفكير بالاستيلاء على مناطق أخرى ستساعده مستقبلاً في حربه التوسعية , لذلك قرر محمد علي باشا توجيه عساكره الشيهانية إلى بلدة القنفذة للاستيلاء عليها في عام 1229هـ , 1814 م .


المعـركة : كانت بلدة القنفذة قبل استيلاء محمد علي باشا عليها , تخضع لحكم الثائر العسيري طامي بن شعيب , حيث حاميتهُ الصغيرة والتي تُقدّر بأربعمائة فارس تُسيّرُ أمر تلك البلدة وتراقب مجال المد البحري باعتبار بلدة القنفذة ميناءً بحرياً هاماً .
وقبل وصول قوات محمد علي باشا إلى القنفذة فَضَلَ البطل الثائر طامي بن شعيب الانسحاب من البلدة , تحت اعتبار أن قواته البسيطة لا تستطيع مقاومة قوات محمد علي باشا في تلك الفترة .
وبعد وصول القائدان حسن آغا , وسيوم أوغلو على رأس قواتهم المحمولة بحراً عن طريق ميناء جدة اكتملت صفوف الجيش الباشوي في بلدة القنفذة بجيشٍ لا يقل عن ألفٍ وخمسمائة جندي مدربين على مواجهة أشرس المخاطر وأشدها هولاً .
وهناك في بلدة القنفذة بدأ القائدان حسن آغا وسيوم أوغلو بتفقد تحصينات المدينة , فـ" أزداد" سرورهم انشراحاً بوجود أسوارٍ عالية تُحيط ببلدة القنفذة , ذلك لأن الجيوش الشعبية التي لا تمتلك البنادق لن تتمكن من اختراق تلك الأسوار الغليظة , غير أن المشكلة الوحيدة التي واجهها القائدان العثمانيان هي مصادر الماء , حيث أن مصادر الماء لبلدة القنفذة تبعُد ما يقارب ثلاث ساعات بالقرب من الجبال . وبعد تفكيرٍ طويل اتفق القائدان على بناء تحصينات محمية بعدّة أبراج متصلة من آبار الماء حتى أسوار بلدة القنفذة , ووضع القائدان بالقرب من مصادر المياه ما يقارب من مائة وخمسين جندياً من الأرناؤوط ( ميليشيات حربية , خطيرة التسليح , ذات أصولٍ مقدونية ).
وبعد استقرار القوات العثمانية في بلدة القنفذة بدأ الأمير العسيري طامي بن شعيب في الاتصال برفيق دربه الأمير بخروش بن علاس الزهراني , وذلك من أجل التخطيط سوياً للقضاء على تلك الحامية التركية المتواجدة في بلدة القنفذة .
وبعد مضي عشرين يوماً تحرك طامي بن شعيب على رأس قواته العسيرية قاصداً بلدة القنفذة , بينما كان بخروش بن علاس الزهراني وقبائله قد جدوا في المسير وفضلوا الاستقرار في أرضٍ ليست بالبعيدة عن بلدة المظيلف , وبعد تقابل الحليفين بخروش بن علاس و طامي بن شعيب تحركت قواتهم باتجاه بلدة القنفذة ليفاجئوا القوات الأرناؤوطية بالقرب من مصادر الماء بجيشٍ ضخم يُقارب العشرة الآلاف بطلٍ جنوبي .. لتبدأ المعركة ولتقاوم الميليشيات الأرناؤوطية رابعةً من نهار , ذلك لأن الجيش الشعبي بقيادة بخروش و طامي لا يمتلك الكثير من الأسلحة المتقدمة وهم في ذلك يستخدمون السلاح الأبيض الخفيف ( السيوف _ القنا ) وأنواعاً قليلة من البنادق البدائية .
وبعد أن دارت رحى المعركة بدأت القوات الأرناؤوطية بالتقهقر رويداً رويداً , ليفضل بعضُ منهم النجاة والهرب باتجاه بلدة القنفذة , وهناك وبسبب هرب القوات الأرناؤوطية انتشر الذعر سريعاً بين القوات المتبقية تحت إمرة حسن آغا وسيوم أوغلو , وفي محاولاتٍ يائسة بدأ القائدان العثمانيان في توجيه صفوف جيشهما , غير أن الوجل والوهل الذي أصاب الجيوش العثمانية جعل من أمر التوجيه والتنظيم أمراً مستحيلاً , وتحت نظرات الاضطراب وصيحات الفزع فضلت القوات العثمانية السلامة والنجاة بعد أن قَرُبَ الموت , وضاق العيش , واضمحلت رباطة الجأش .. فانطلقت أقدام القوات العثمانية تسابق الريح باتجاه مياه البحر في محاولةٍ يائسة للصعود على أسطح السفن الراسية في الميناء .
أما البطلان الجنوبيان بخروش بن علاس و طامي بن شعيب فقد ساقا بجيشهما نصال الرماح , وصافحا بشجاعتهما بيض الصّفاح , وبعد وصولهما إلى داخل البلدة تمكنوا من القضاء على عددٍ من الجنود العثمانيين والخدم التابعين لهم .
وأترك للكاتب التاريخي جيرالد دو غوري إكمال صورة ما حدث .. عندما قال

( وقد ذُبح كثيرٌ منهم " يقصد بذلك القوات العثمانية " داخل الماء وبالقرب من السفن )

وأكمل رسم ذلك المنظر الرهيب عندما قال ( سبحوا خلفهم والسيوف بين أسنانهم وحاربوهم داخل الماء )

ثم أخبر عن أحد القواد الأتراك قائلاً ( وقد نجا القائد التركي بنفسه , وأصبح على ظهر السفينة آمراً للتو أن تُرفع الأشرعة استعداداً للانطلاق السريع تاركاً للموت كل من لم يستطع الصعود إلى السفينة ) .

لم يكتفي جيرالد دو غوري بأحاديث تلك الكارثة المفزعة بل أخبرنا المزيد عن تلك الحامية المشئومة فقال
( كانت السفن لا تحتوي على كثيرٍ من الماء والزاد وقد توفي كثيرٌ من البحارة والجنود في هذه المسافة القصيرة بين القنفذة وجدة ) .

أما عن الغنائم التي وقعت في أيدي بخروش و طامي فقد قُدرت بالكثير من الذهب والخيول والجمال , والكثير الكثير من البنادق والذخائر , ولذلك أسمى أهل المنطقة تلك المعركة بالسلّب .




لنــا عودةٌ قريبة مع معركة الأطاولة , ومعركة ناصرة بلحارث




*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 10-30-2011, 01:00 AM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 11
نزهة المشتاق is on a distinguished road


 

الأخ الفاضل أبوميس

شكراً لمرورك الطيب ممتنة لك جداً

الأستاذ الفاضل عبدالرحيم قسقس

أستطيع أن أقول أنّ تاريخ منطقة الباحة لن يندثر طالما هناك أمثالك ممن يهتم لشأنه التليد
إضافتك هي الموضوع الرئيسي أخي الكريم ومانقلته لايعدو عن كونه مقالاً لكاتب اسمه بخيت بن طالع عن صحيفة زهران الألكترونية
وياحبذا تنقل ماتشاء عن تاريخ حصون وقلاع هذه القرى التي قد تتجاهلها هيئة الآثار ولاتكترث لماضيها المشرف وماخلده الأبطال من أبنائها من ملاحم بطولية
تشهد بجسارة أهل الجنوب
وسأكمل هنا مابدأه الكاتب حيث لم انقل سوى القليل مماكتبه يقول:

10-23-2011 02:50 am
الباحة - بخيت طالع
يهدد الإهمال والنسيان باندثار أهم قلعة حربية تاريخية أثرية على مستوى جنوب السعودية، وتعيش (قلعة بخروش) بقرية العُديّة شمالى الأطاولة حالة من الصمت والتهميش، حولها إلى ما يشبه الخرائب، في تنازل مدهش عن تاريخها وقيمتها الوطنية، كقاعدة دفاع حصينة، سجلت ذات يوم فخراً وطنياً في الدفاع عن تراب الوطن.
وخلال زيارة خاطفة لي إلى تلك القلعة (12 من رمضان 1432هـ) رأيتها وقد تحولت إلى خرائب وأطلال بعد أن كانت بالأمس مللء السمع والبصر، وبقيت لدقائق طويلة أتأملها وأحاول استنطاقها لعلها تروي لي طرفاً من أمجاد خالدة كانت سجلتها بفخر وهي تنافح عن الوطن وإنسانه وكرامته ضد تهديدات المعتدي الأجنبي.
والواقع أن (قلعة بخروش) شمالي الاطاولة بأربعة أكيال (30 كم شمال مدينة الباحة) قريباً من الطريق العام – طريق الجنوب – في قرية العُديّة، ليست مجموعة من الحجارة التي تم تشكيلها لتكون مجموعة مبان متجاورة ومحاطة بسور منيع، ولكنها قيمة تاريخة وطنية غالية.
وخلال حديث دار بيني وبين عدد قليل من المحيطين بتلك القلعة، ألقوا باللائمة على هيئة السياحة والآثار، كونها لم تلفت إلى ترميمها وتحويلها إلى متحف تاريخي يليق بها، وقالوا إنه يتعين على إمارة الباحة لفت انتباه هيئة السياحة والآثار إلى تلك القلعة، بحكم المسؤولية والقرب من المكان ومعرفته.
زيارة سابقة
والحقيقة أنني كنت قد زرت تلك القلعة سابقاً، في زيارة طويلة وموسعة، وذلك في صيف 1427 هـ - 2006 م.. ووجدت نفسي حينذاك أقف أمام القليل، الذي بقي من منازل وقلاع وآثار أحد أهم القادة العسكريين الجنوبين في التاريخ الحديث، والذي قطعت رأسه وطاف بها الأتراك في شوارع استانبول قبل قرنين من اليوم، إنه القائد الوطني الشهير الامير (بخروش بن علاَّس الزهراني).. ولقد كان التاريخ يترآى أمامي برهبته، وتطاوله، وقيمته، وشموخه.. هناك في (قرية العُديَّة) بجوار بلدة الأطاولة (شمالي مدينة الباحة بـ 30 كم) وبرفقة عدد من أبناء أحفاد (بخروش) تجولت في مرابع الأمير الذي دوَّخ الدولة العثمانية، وأذاق قواتها الهوان والعلقم، في أكثر من منازلة عسكرية طاحنة.. وكان له مواقف مشرفة مع الدولة السعودية الأولى، عندما جعل من نفسه وعتاده وقومه، حليفاً قوياً لـ (السعوديين) ودولتهم بالدرعية (الدولة السعودية الاولى)، ضد الغزاة الطامعين في ارض نجد والحجاز.. وممن سجل اسمه في التاريخ، ثائراً وطنياً ينافح عن تراب وطنه.
وصف القلعة
خلال جولتي وعبر حوالي ساعتين من التجوال، عاد بنا التاريخ إلى أكثر من (200) سنة مضت، حيث كانت تقوم هناك قلعة عسكرية من طراز فريد.. يقودها فارس عبقري، كان يتمتع بفكر سبق به زمانه، طبقا للشواهد التي مازالت حية على الأرض، أو لما سجلته دفاتر التاريخ عنه، وعن فترة حكمه في ذلك الزمن البعيد، فقد شاهدنا أولاً ملمحاً عاماً للقلاع والبيوت والزوايا.. ثم وقفنا أمام بقايا (حصن الكاشف) ذي الشكل الدائري، ووجدناه قد تهدم في معظمه، إلا من جزء يسير مازال قائماً، ورأيت الحصن وقد بدا ذا بناء ضيق جداً، مما يوحي انه لم يكن للسكنى بل للأعمال الحربية، حيث احتوت جدرانه على عدة فتحات ضيقة، تكفي فقط لمرور ماسورة البندقية.. ومن اسمه يتضح أنه كان كاشفاً للأعداء، ومن خلالها يمكن شنَّ وابلٍ من النار إلى العدو من كل الاتجاهات.. ثم وقفنا على بئر الماء المسماة (بئر العُديَّة) وأخبرني مرافقي أنها كانت اقرب إلى البئر العسكرية، فقد كانت تؤمن المياه للمتحصنين بالقلعة أيام الحروب، حيث كانت محمية بغطاء من البناء المحكم، ومن خلالها تمتد جداول المياه إلى كل الدور والقلاع، وأشار أحد مرافقي إلى مكان مرابض الخيل، وإلى موقع المسجد، وإلى مكان السجن، وإلى مواقع الأنفاق، والبدرومات، والتي تهاوى معظمها ولم يعد إلا رسومها، ثم علمت أن جميع محتويات القلاع وخاصة الأثرية قد ضاعت أو توزعت بين الورثة مع السنين، فضاع بذلك تاريخٌ كان يمكن له أن يبقى شاهداً على ماض ذي قيمة.
من هو بخروش ؟
هو بخروش بن علاس بن مسعود الزهراني، من قرية العُّدية – شمال الأطاولة - التابعة لقبيلة قريش بزهران (من قبائل منطقة الباحة) كان أمير قومه قبائل زهران، وقائداً عسكرياً وفارساً مغواراً، حقق انتصارات تاريخية ضد القوات التركية الغازية لبعض اجزاء الجزيرة العربية، وساند الدولة السعودية الاولى، وتحالف معها ضد الاتراك.. لكن بعض قومه خذلوه، عندما أخذوه غيلة، وسلموه للأتراك، مقابل تسليمهم أسراهم من الزهرانيين .. أما فترة حكمــة فكانت أواخر القرن الثاني عشر الهجري وبداية القرن الثالث عشر حيث أنتهي حكمه في عام 1231هـ.. أما حنكته وبراعته فقد كان قائداً محنكاً، وفارساً بارعاً.
قلعة بخروش
قلعة واسعة وشامخة وشديدة التحصين، مبنيةٌ بالحجارة الضخمة، ويتجاوز عُمرها الآن أكثر من مائتي سنة.. وكانت تتألف من أربع قلاعٍ دائرية، ومن جوانب تلك القلاع كان يمتد سورٌ متين من الحجارة، وتشكل تلك القلعة الأثرية شكلاً قريباً من قصر المصمك المعروف بالرياض ، غير أن البناء الحديث والمجاور لتلك القلعة، ساهم بشكلٍ كبير في انهدام الجهة الشمالية، وساهم ذلك البناء الحديث في إزالة القلعتين الدائريتين اللتين كانتا في تلك الجهة.. والقلعة بتعبيرٍ أدق كانت « قلعة حرب» حيث كان يبدو - إلى قريب - على أبراجها آثار قذائف المدافع العثمانية، ويتوسطها بناءٌ عجيبٌ ومترابط للمنازل والخنادق، بل وحتى الأبراج الصغيرة لتبادل اطلاق النيران، وفي التقدير الشخصي للاخ عبدالله بن موسى الزهراني – أحد المهتمين بالكتابات التاريخية - أن القلعة كانت تتسع لحوالي من ( 3000 - 4000 مقاتل) وكان يرى في أرجائها أماكن منظمة لكل شيء، بدءأً من طريقة قتال المدافعين، وانتهاءً بأماكن حفظ الطعام والماشية، في القلعة الغربية من جهتها الجنوبية، وعند تأمل صورة القلعة يبدو ارتفاعٌ نسبي لمكان بنائها، حيث بُنيّت كما هي عادت أهل المنطقة هناك، في مكانٍ مرتفع يُسمى (الريع أو المقرى) أي المكان المرتفع عما سواه، وتلك التقنية القديمة في البناء، تعد وسيلةٌ ناجحة لكشف العدو، وللتقليل من آثار قذائف المدفعية كما في المعارك الكبيرة.. أما هيئة القلعة الشرقية من جهتها الجنوبية، فكانت تبدو بعض الأبراج الصغيرة، لتكون مهيأة لتبادل إطلاق النيران، إضافة إلى أن تلك القلعة الحربية المستديرة تستخدم كبرجٍ من أبراج المراقبة.. ومعروف أن الحصون ذات الأبراج الدائرية قليلةٌ في منطقة الباحة، حيث إن البناء المربع للقلاع هو الغالب في بناء حصون المنطقة، أما في قلعة الأمير بخروش فالحصون دائرية الشكل، لتجنب آثار المدفعية، ولذلك كان البرج المستدير أكبر طولاً، ولولا عوامل الدهر و قسوتها، لظلت على قامتها المنصوبة في شموخ ظاهر.
الأجزاء الداخلية
وطبقاً لزائر للمكان قبل سنوات يقول : في لمحة للأجزاء الداخلية للقلعة، نجد الدقة في التنظيم والبناء، واذا نظرنا الى ذلك البيت المشيد « قريباً « باللون الأبيض في منتصف المنازل رأينا أعجوبةً حية على كمال البناء، وأعتقد بأن صاحب ذلك المنزل الكبير «بعض الشيء» كان ذا شأنٍ و رئاسة.. كما أن بعضاً من ممرات القلعة، المسماه شعبياً بـ (المساريب) يظهر فيها مدى سعة باحات القلعة، حيث بإمكان الزائر الانتقال خلالها من مكانٍ إلى آخر وهو داخل أجزاء القلعة.. ورغم تقادم الأيام والسنين على تلك القلعة العجيبة فإن بعض أجزائها مازال صامداً .

كل الود والتقدير لسمو نبلكما
تحايا ملء الأخوة

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-30-2011, 01:03 AM   رقم المشاركة : 6

 

سأتابع المعارك التي دارت رحاها في تلك الحقبة
شكراً لإهتمامكم أخي الفاضل أبي توفيق
والشكر والتقدير موصول لكل باحث ومؤرخ

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-30-2011, 01:16 AM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 11
نزهة المشتاق is on a distinguished road


 

وإذا كنّا نتتبع الآثار القيّمة ونحيي تاريخها المشرّف نجد البعض يعمل جاهداً في محو بعض تلك الآثار
غير مبال بمشاعر أهل المنطقة وماتشكله تلك الحصون والقلاع من أهمية تاريخية لأهلها وللمنطقة وللسياحة في بلادنا

هذا حصن فرح في بلجرشي تمت إزالته أم ترك لاندري وهذا الخبر عن صحيفة الشرق الأوسط الألكترونية سنة 2007م

هدم حصن أثري في منطقة الباحة يثير خلافا بين السكان والأمانة
رئيس بلدية بلجرشي لـ «الشرق الأوسط»: الحصن لا قيمة له

عمليات الهدم التي جرت في حصن الفرح
جدة: علي عبد الخالق
اثار هدم حصن اثري في محافظة بلجرشي التابعة لمنطقة الباحة خلافا حادا بين المواطنين وبلدية تلك المنطقة على اثر هدم الحصن الذي يرى الاهالي انه اثر وتاريخ لا يقبلون بازالته في الوقت الذي تؤكد البلدية انه ليس له أي قيمة تراثية أو عمرانية أو تاريخية.

وكانت احدى الشركات المنفذة للطرق قد قامت بهدم الحصن بحجة انه يقع في حرم الطريق وقريب جدا منه وهو ما اعترض عليه الاهالي مؤكدين انه بعيد عن حرم الطريق.
ومعروف ان الحصون تمثل احد اهم الآثار التاريخية السعودية بشكل عام وعلى مستوى السعودية بشكل خاص وفي منطقة الباحة تحديدا، اذ سبق ونشرت «الشرق الأوسط» رفض جهات الاختصاص عن الآثار هدم حصن يقع في وسط حوش مواطن سعودي في محافظة المندق التابعة لمنطقة الباحة هي الاخرى، برغم تأكيدات صاحب المنزل لـ«الشرق الأوسط» بمحاولاته هدم ذلك المنزل، إلا ان تلك الجهات رفضت بحجة انه اثر لا يسمح بازالته مهما كانت الاسباب.
وقلل سعيد الغامدي رئيس البلدية في محافظة بلجرشي من أهمية ذلك الحصن كونه ليست له قيمة تراثية أو عمرانية أو تاريخية، إضافة إلى دخوله في حرم الخط ما يجب إزالته للمصلحة العامة، مشيراً في الوقت نفسه إلى ان أهالي القرية هدفهم إثارة البلبلة حول أمور بسيطة لا تستدعي تلك التشنجات.
وأكد الغامدي أن هيئة السياحة لا علاقة لها بذلك الحصن كونه لا يدخل ضمن الأشياء التي تهتم بها الهيئة، مضيفاً ان الحصون تنقسم إلى أربعة حصون، حصن «استراتيجي»، و«حدود»، و«مراقبة»، و«زراعي»، وأن الحصن الذي تمت إزالته يندرج تحت قسم حصن المراقبة الذي لا يمثل قيمة تراثية، مشبهاً ذلك الحصن بـ«العشة» أو مبنى قديم يشوه المنظر الخارجي ويعيق تنفيذ الطريق المزمع تنفيذه.
وحضر الشعر ليرثي سقوط آخر حجر في حصن قرية الفرح الذي هدم بأمر بلدية بلجرشي، اذ يقول شاعر القرية «الحصن ما هو حصى بالي ولا ماضي.. الحصن دم الجدود ورمز للهيبة»، ليذهب غرم الله درويش شيخ قبيلة فرح الى أن هدم الحصن الذي يقع شرق القرية أساء لنا جميعاً كونه معلماً وتراثاً للقرية نفسها، مضيفاً أن الحصن ليس في حرم الخط الذي يبلغ عرضه 40 مترا، إذ يقع في 10 أمتار بعد 40 مترا. وأضاف أن «أهالي القرية تفاجأوا بوجود آليات ومعدات تعمل على إزالة الحصن دون أن تشعرهم أو شيخ القبيلة بذلك، إذ تمت مناقشتهم حول أسباب هدم الحصن والتي بررها المقاول أنه داخل في حرم الخط، وخوفاً من انهيار الحصن على حرم الخط، مطالباً في الوقت نفسه بإعادة بناء الحصن كون حصى الحصن لا زال أهالي القرية محتفظين بها»، مؤكدا في الوقت نفسه أن أهالي القرية تقدموا بخطابات اعتراض واستهجان إلى الجهات المعنية حول هدم معلمهم التراثي دون إذنهم أو إخبارهم، واصفاً إزالة حصن «الخربة» بمثابة موت أحد كبار القرية.
ويرى علي عياش أحد أهالي القرية أن هدم الحصن لم يكن مبرراً كونه لم يكن داخل حرم الخط، مشيراً إلى أن المتعارف علية أنه في الأماكن الضيقة والسكنية يكون حرم الخط 40 مترا، فيما يكون في الأماكن الواسعة 60 مترا، مؤكداً في الوقت نفسه أن المقاول اعترف بالخطأ الذي وقع فيه بهدم الحصن ووعد شفهياً بإعادة بنائه.
وطالب عياش بكل شدة باعادة بناء الحصن وبنفس الطريقة السابقة إضافة إلى كف اليد عن إزالة مثل تلك الآثار التراثية التي يتفاخر بها أهالي القرية.
من جهته يقول عبد الرحمن الخازم اختصاصي التسويق بجهاز تنمية السياحة بمنطقة الباحة، بأن إزالة الحصن جاء متناقضاً مع توجيه الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز نائب وزير الشؤون البلدية والقروية جميع الأمانات والبلديات بضرورة التنسيق مع الأمانة العامة للهيئة العليا للسياحة قبل تنفيذ أو إزالة مباني التراث العمراني، كون الهيئة لم تبلغ من قبل الجهة المعنية، بل بُلغت من قبل الأهالي بعد ما تمت إزالته. وقال الخازم لـ«الشرق الأوسط» ان هيئة السياحة حريصة على مثل ذلك التراث العمراني، إذ تم إرسال أحد المختصين للوقوف على الموقع ليتسنى له رفع تقريره النهائي للأمانة، مشيراً إلى أن التقرير بين أن الحصن الذي هدم كان قريباً من حرم الخط، ولم تكن هناك بدائل وهذا الأمر لا يبرر هدم أي من المباني التراثية كون المنطقة تزخر بالمباني والقرى التراثية إذ تبلغ الحصون في منطقة الباحة أكثر من 200 حصن. وألمح الخازم إلى ضرورة التنسيق مع هيئة السياحة قبل إزالة أي تراث عمراني ليتسنى للهيئة التنسيق مع المجتمع المدني، مضيفاً ان منطقة الباحة تزخر بمواقع وقرى تراثية تعود إلى عقود من الزمان وحصون يعود تاريخها إلى 200 سنة.

نأمل أن تتظافر جهود أبناء المنطقة لمنع العبث من إزالة وهدم
لتاريخهم المتمثل في الحصون والقلاع التاريخية وكل أثر هام

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-30-2011, 11:27 PM   رقم المشاركة : 8

 

.

*****

نتابع نقل ما كتبه الأخ العزيز ( الجابري )
في منتدى الديرة وننقله بنفس الشكل والتنسيق
*****

2- معركة قريش الحسن

ارهصات المعركة : بعد الانتصار الكبير لمحاربي الدولة السعودية الأولى من أبناء الجنوب , والمتمثل في انتصار بخروش بن علاس و طامي بن شعيب على القوات العثمانية في سواحل بلدة القنفذة , بدأ محمد علي باشا حانقاً وغاضباً على شخص بخروش بن علاس وقبائله , ولذلك بدأ محمد علي باشا في التفكير جدياً للقضاء على بخروش وتأديب قبائله , خصوصاً وأن بخروش بدأ في تغيير خطط هجومه على القوات التركية , واستخدم في طريقة حربه الجديدة طرائق حرب العصابات , حيث كان يُغيرُ كثيراً على خط الإمدادات العثمانية , ويضرب الأهداف المتحركة والساكنة ذات الدفاعات المتماسكة و التحصينات القوية .

لذلك كله كان كثيراً ما يكتب محمد علي باشا لرؤساء جنوده بضرورة الانتهاء من بخروش بن علاس , وفي تلك المراسلات المكتوبة نَجِدُ محمد علي باشا يصف بخروش بعدّة أوصاف منها ( الكافر – الملعون – الشقي – المفسد – المحرش ) ... ولا أبالغ إذا قلت " ورب المتقدمين والمتأخرين " ما كان استخدام محمد علي باشا لتلك الأوصاف إلا دلالة واضحة على شدّة كربه وضيق نفسه من صمود البطل الثائر بخروش بن علاس .


الاستعداد للمعركة : من أجل الانتهاء من بخروش قام محمد علي باشا بتجهيز السلاح والعدّة الحربية اللازمة , إضافةً إلى توفير الكمية المناسبة من الغذاء والدواء والخيام , واستأجر لذلك عدداً كبيراً من الجمال والخيول , ووضع عشرين ألف مقاتل من الأتراك والمغاربة والمصريين تحت إمرة عابدين بك رجل الحرب الأول وضابط الرتب العليا في الجيش العثماني .

أما البطل الثائر بخروش بن علاس فقد كانت تجهيزاته على نحوٍ من البساطة لا يمكن تصديقه , فقد عمد الرجل إلى عقد ألوية قبيلة زهران , وجمع أعدادهم التي لا تتجاوز الثلاثة آلاف مقاتل في وادي قريش الحسن , وأظهر بخروش استعداداً صامداً للحصار والمقاومة فبدأ بتجهيز عدة الحصار الأولية من الماء والغذاء والسلاح , وعمل على تدريب مقاتليه على طريقة حرب الدفاع والهجوم .
وعندما تناما إلى الإمام عبدا لله بن سعود ( آخر حكام الدولة السعودية الأولى ) خبر استعدادات محمد علي باشا للقضاء على بخروش , أرسل أوامره إلى حلفائه في عسير بسرعة الوقوف مع بخروش لصد أخطار هذه الحملة الجائحة , فهب من عسير الثائر طامي بن شعيب مع أفراد قومه من العسيريين ورجال ألمع , وتوافد الأمير محمد بن دهمان الشهري بأفراد قومه من رجال الحجر , وشارك الشيخ شعلان أمير الفزع و شمران وبعض من قومه أيضاً لصد الزحف التركي ..

وهناك في وادي قريش الحسن بدأ بخروش في تنظيم الصفوف , فقام بتقسيم الجيش الجنوبي المشترك إلى ثلاثة فرق ..
الفرقة الأولى : ومهمتها القتال من داخل القلاع والحصون المنتشرة بوادي قريش الحسن , وذلك من أجل تكوين نقطة " حرب " لإقناع الجيش التركي بأن النصر لن يأتي سوى بالقضاء على أولئك المتحصنين , إضافةً إلى أن بخروش بن علاس كان يهدف أيضاً بتلك الفكرة إلى إشغال الجيش العثماني الكبير بمعارك جانبية , ومحاولة تقسيم صفوفهم إلى عدة أقسام .

الفرقة الثانية : وهي فرقة الهجوم , أو فكّ الكماشة , وتلك الفرقة تتخذ من أعالي جبال وادي قريش مقراً خفياً لتواجدها , حيث تعمل على مبدأ الخطة الحربية المعروفة بالهجوم السريع والمباغت على الخصم , ويبدأ عمل تلك الفرقة مع بدء معارك القوات العثمانية مع جنود الثورة الجنوبيين المتحصنين في القلاع والحصون .

الفرقة الثالثة : وهذه الفرقة هي الأقل عدداً والأكثر خطراً , حيث تعتمد على مبدأ الحرب القائل ( أقتل وأهرب ) ومهمة تلك الفرقة هي محاولة ضرب الإمدادات الخلفية للقوات العثمانية قبل وصولها إلى ساحة المعركة .


قلعة بخروش بن علاس ( التحصينات الدفاعية ) :

قلعةٌ تجاوز عُمرها الحالي مائتين وسبع سنوات (207س ) مبنيةٌ بالحجارة , وتتكون تلك القلعة الشامخة من أربع قلاعٍ دائرية ( شرق - غرب - شمال - جنوب ) ومن جوانب تلك القلاع يمتد سورٌ متين من الحجارة , وتشكل تلك القلعة الأثرية شكلاً شبيهاً بقصر المصمك في ضواحي الدرعية , غير أن البناء الحديث والمجاور لتلك القلعة ساهم بشكلٍ كبير في انهدام الجهة الشمالية , وساهم ذلك البناء الحديث (خصوصاً وأن فرع وزارة المحافظة على التراث بمنطقة الباحة يغط في نومٍ عميق) في ازالت القلعتين الدائريتين الموجودة في تلك الجهة .

والقلعة بتعبيرٍ شامل " قلعة حرب" على ابراجها آثار قذائف المدافع العثمانية , ويتوسطها بناءٌ عجيبٌ ومترابط للمنازل والخنادق بل وحتى الأبراج الصغيرة لتبادل اطلاق النيران , وفي تقديري الشخصي أن القلعة تتسع لأكثر من ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف مقاتل ( 3000- 4000 مقاتل ) , حيث ترى في أردان تلك القلعة أماكناً منظمة لكل شيء بدأ من طريقة قتال المدافعين وانتهاءً بأماكن حفظ الطعام والماشية .



القلعة الغربية من الجهة الجنوبية , وفي الصورة ارتفاعٌ نسبي لمكان بناء القلعة , حيث بُنيّت كما هي عادت أهل المنطقة في مكانٍ مرتفع يُسمى بالريع أو المقرى وتلك التقنية القديمة في البناء وسيلةٌ ناجحة للتقليل من آثار قذائف المدفعية .



القلعة الشرقية من الجهة الجنوبية , وفي الصورة كما نرى بعض الأبراج الصغيرة لتبادل اطلاق النيران , اضافةً إلى أن تلك القلعة الحربية المستديرة تستخدم كبرجٍ من أبراج المراقبة .



الحصون أو الأبراج الدائرية قليلةٌ جداً في منطقة الباحة , حيث البناء المربع هو الغالب في حصون المنطقة , أما هنا في قلعة الأمير بخروش فالحصون دائرية الشكل لتجنب آثار المدفعية , وكما يظهر في الصورة فالبرج المستدير أكبر طولاً , لولا أن عوامل الدهر كانت قاسيةً على قامته المنصوبة .



لمحةٌ عن الأجزاء الداخلية للقلعة , حيث الدقة في التنظيم والبناء , واذا نظرنا الى ذلك البيت المشيد " قريباً " باللون الأبيض في منتصف المنازل رأينا أعجوبةً حية على كمال البناء , وأعتقد بأن صاحب ذلك المنزل الكبير "بعض الشيء" كان ذا شأنٍ و رئاسة .




بعضٌ من ممرات القلعة , المسماه شعبياً بـ " المساريب " , ويظهر فيها مدى وسع باحات القلعة حيث بإمكان الزائر الأنتقال في خلالها من مكانٍ إلى آخر داخل أجزاء القلعة .



رغم تعاهد الأيام والسنين على تلك القوى الصامدة , إلا أنها ما زالت ذات شأن واهتمام لكل الناظرين .



معركة قريش الحسن : في شهر شوال من عام 1229هـ سارت العساكر الشيهانية العثمانية من مكة والطائف باتجاه بخروش , لتبدأ المعركة التي وصفها كثيرٌ من كُتاب التاريخ بالمعركة الكبيرة , حيث قامت القوات العثمانية في بداية الأمر بضرب حصارٍ شديد على القلاع والحصون , وقامت بتبادل إطلاق النيران الكثيفة مع الجنود المتحصنين , حتى غربت شمس ذلك النهار على ليلٍ طويل مرهق من القتال المتفرق بين الجنود المتحصنين والقوات العثمانية .
وفي الصباح الباكر لليوم الثاني كانت الفرقة التي اتخذت من أعالي الجبال مركزً خفياً لتواجدها , تنهال على رؤوس القوات العثمانية بنيران كـ "كيزان " برد الثريا , مما جعل القوات العثمانية تتحول من مركز الهجوم إلى مركز الدفاع , وذلك التراجع الدفاعي للقوات العثمانية كان سبيلاً مساعداً لخروج القوات الجنوبية المتحصنة داخل الحصون والقلاع , ولقد أدى ذلك الخروج للقوات الجنوبية إلى تكوين فك كماشة أخرى على صفوف الجيش العثماني .
وبعد ساعاتٍ من الالتحام الدموي في ساحة المعركة بدأ الخوف والتقهقر واضحاً على صفوف الجيش العثماني , الذي سقط منه في ساعات معدودة ما يقارب ألف جندي .. وفي تلك اللحظات الحرجة لم يجد عابدين بك بُداً من الانسحاب , غير أنه وقبل أن يُصدر عابدين بك أوامره بالانسحاب كانت الجيوش العثمانية تولي الأدبار هاربةً في هزيمةٍ وصفها كثيرٌ من كتاب تاريخ الدولة السعودية الأولى بأنها ( شنعـاء ) .
كتب صلاح الدين المختار قائلاً ( ولولا وفرة الخيل لدى القوات المعتدية " يقصد القوات العثمانية " لما سلم من رجالها أحد )
ورغم ذلك كله لم يقتنع رجل الحرب الأول بخروش بن علاس بهزيمة العثمانيين , بل بدأ بمطاردة فلولهم المهزومة , وقتل منهم خلقاً قبل أن تصل القوات العثمانية إلى أسوار مدينة الطائف , حيث قام بخروش بن علاس بضرب حصار شديد على أسوارها , وهناك أرسل بخروش بن علاس الزهراني رسالته التاريخية إلى محمد علي باشا والتي قال فيها ..
( إذا كانت هذه جنودك , فخيرٌ لك أن تعود إلى حرمك , والتمتعْ بمنظر مياه النيل , و إلا فأحضر رجالاً غيرهم ) .


*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 10-30-2011, 11:36 PM   رقم المشاركة : 9

 

.

*****

نتابع ما كتبه الأخ العزيز ( الجابري )
في منتدى الديرة وننقله بنفس الشكل والتنسيق

*****

3- معركة ناصرة بلحارث



في أواخر شهر شوال من عام 1229هـ نما إلى سمع الأمير بخروش بن علاس تقدم فرقةٍ كبيرة من الجيش العثماني إلى ناصرة بلحارث , حيث قامت تلك الفرقة العثمانية ببناء الثكنات العسكرية , وجعلت من بلدة الناصرة ببلحارث حصنا منيعاً ومركزاً عسكرياً تستطيع من خلاله القوات العثمانية الهجوم على بلاد زهران وغامد و العسييريين في أي وقتٍ شاءت , بل والأهم من ذلك أن القوات العثمانية أصبح بمقدورها الانسحاب والرجوع إلى ذلك الحصن المنيع بدلاً من الانسحاب إلى بلدة الطائف البعيدة بعض الشيء .

عند ذلك أحس بخروش بن علاس بالخطر من وجود ذلك الحصن العسكري , فقام بجمع ألوية مقاتلي قبيلة زهران وغامد ونظّم صفوفهم الشعبية , استعداداً للرحيل بهم إلى بلدة الناصرة .

وهناك بالقرب من حصن الناصرة ببلحارث قام بخروش بتوزيع مقاتليه إلى عدّة فُرق , حيث كان الهدف من ذلك التوزيع المنظم القضاء على مكامن قوة الحامية التركية . خصوصاً وأن بخروش قد أدرك بحنكته الحربية المعروفة أن أفضل طريقةٍ للقتال هي طريقة الهجوم السريع والمباغت , بعد أن أخبر مقاتليه .. بأن حرب الاستنزاف وتبادل النيران لا تخدم وجودهم المكشوف خارج أسوار حصن الناصرة .


وفي ساعة الصفر المحددة تقدم بخروش بن علاس بمقاتليه في تنظيمٍ حربي دقيق إلى أسوار الحصن التركي , حيث انقسم جيش بخروش البسيط إلى عددٍ من الفرق المعدة مسبقاً , وذلك من أجل زيادة عنصر المباغتة , ومن أجل إحداث ثغرات كبيرة في خطوط الدفاع الأولى , وأيضاً لتسهيل عمل بعض الفرق الصغيرة التي كانت خطة عملها محددةً بمحاولة تجاوز الأسوار وجذب الأتراك إلى الانشغال بساحات الحصن الداخلية للقيام بعملية " تطهير الساحات من العنصر الدخيل " ..

كانت خطة بخروش بن علاس الحربية محكمةً لدرجة أن الحصن التركي سقط سريعاً في أيدي مقاتلي غامد و زهران , واستطاع بخروش بمن معه من المقاتلين القضاء على فلول الحامية العثمانية المختبئة داخل جنبات الحصن , بعد أن تم احراق وتهديم أجزاءٍ كبيرة من الحصن ..
وللتاريخ فهذه هي المرة الثالثة التي يتمكن فيها بخروش بن علاس الزهراني من هزيمة العثمانيين , خصوصاً وأنه تمكن أيضاً من الاستيلاء على جميع ممتلكات الحامية التركية من البنادق والذخائر والخيول بل وحتى البزّات العسكرية .


نستعرض قريباً

بخروش بن علاس يُهدي إلى القوات العثمانية فزع الموت

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 10-30-2011, 11:43 PM   رقم المشاركة : 10

 

.

*****

نتابع نقل ما كتبه الأخ العزيز ( الجابري )
في منتدى الديرة وننقله بنفس الشكل والتنسيق
*****

بسم الله الرحمن الرحيم


بعد التوقف الطارىء نبدأ من جديد في إكمال شرح سيرة المجاهد الشيخ بخروش بن علاس الزهراني ..

4- فزع الموت


بعد الهجوم المباغت والسريع لبخروش بن علاس على الحامية التركية المتواجدة ببلدة ناصرة بلحارث , بدأ محمد علي باشا محبطاً وحانقاً على بخروش , خصوصاً وأن ذلك الثائر الجنوبي " وللمرة الثالثة " قد أدب القوات العثمانية وأذاقها ويلات الحروب في معارك لم تفصل بينها سوى بضعة أسابيعٍ قليلة .


لذلك كله تقدم عابدين بك بطلبٍ إلى محمد علي باشا يسأله فيه عن إمكانية السماح له بمهاجمة بخروش بن علاس وقبائله مرةً أخرى , وإذا كنتم تذكرون أيها القراء الكرام فـ " عابدين بك " هو القائد العثماني المنهزم في معركة الأطاولة , وهو بذلك الطلب الانتحاري يطلب رضا محمد علي باشا في المقام العام , إضافةً إلى أن الرجل يبحث عن الانتقام والثأر الشخصي لهزيمته السابقة ..

وأمام ذلك الطلب الكريم من عابدين بك لم يكن لمحمد علي باشا بُداً من الموافقة الفورية على الهجوم , بل أمر محمد علي باشا قائده عابدين بك أن يختار لجيشه أفضل الجنود العثمانيين , وأن لا يبخل على جيشه بأفضل أنواع الذخائر والخيول , وأن يعمل على وضع خطة حربية متقنة للقضاء على بخروش.

وأمام تلك التسهيلات الحربية فَضّلَ عابدين بك اختيار جند جيشه من فئة الجند الأرناؤوطية وهم كما أسلفت سابقاً يُعدون من أخطر فئات الجيش العثماني لقوة تسليحهم , ولخبرتهم الطويلة في حروب البلقان ومقدونيا .. إضافةً إلى أن هؤلاء الجنود الذين تم الاستعانة بهم هذه المرة يسمّون في عُرف مقاتلي أوربا بمقاتلي الجبال حيث هم الأفضل والأقوى بين محاربي أوربا .

وفي شهر ذو القعدة من عام 1229هـ سار عابدين بك بجيشه المكوّن من خمسة آلاف مقاتل أرناؤوطي إلى بلاد زهران , حيث استطاع الجيش الأرناؤوطي احتلال مناطقٍ صغيرة في الطرف الشمالي لقبيلة زهران , وقام عابدين بك بإحراق مسافة أربعين ميلاً من الأرض الخضراء , وذلك من أجل تكوين صحراء صناعية بين قواته وقوات بخروش بن علاس لمنع الهجمات اليومية ولإقناع مقاتلي زهران بأن لا فائدة من المقاومة .

لكن ما الذي حدث لبخروش بن علاس ؟

كان بخروش يعلم تمام الثقة بحنكته الحربية أن لا طاقة له ولا لمقاتليه في مقاومة الجيش العثماني وجهاً لوجه , وما ذلك إلا للفرق الشاسع بين تسليح الفريقين , فعمد إلى الخطة القائلة ( تظاهر بالهزيمة , وأقنع خصمك بالنصر ) .

وفي صبيحة يومٍ بارد من أيام شهر ذي القعدة كان الجند الأرناؤوطي يغط في نومٍ عميق , بينما بخروش ومقاتليه يجدّون السير ليلاً لمفاجئة القوات الأوربية في " قِرّة " الصباح الأولى .. حيث تسلل بخروش بن علاس ومقاتليه في خفاءٍ إلى وسط المعسكر العثماني , وفجأةً وقبل أن تطلق المزامير الحربية أصواتها المكلومة , بدأ بخروش ورفاقه في تدمير كل شيء .. يُخبر الكاتب جيرالد دو غوري عن تلك المفاجأة الدموية قائلاً ( هرب كل الجنود إلى خيولهم ) .. ( ولحق بهم بخروش لمدة يومين ) .. ثم أضاف قائلاً ( وهكذا فإن الأتراك قد أضاعوا كل خيامهم مرةً أخرى , وكل معداتهم الحربية الثقيلة , وحوائجهم الشخصية وتموينهم ) ثم أخبر عن عدد القتلى من الجند الأرناؤوطي العثماني فقال ( وقتل في هذه الواقعة ثمانمائة جندي تركي من المشاة وثمانيين فارساً ) .. أما عن عدد القتلى من صفوف قبيلة زهران فقال ( ستين من الوهابيين ) ..

ثم أخبر جيرالد دو غوري عن حالة الجيش العثماني بعد هروبه إلى مدينة الطائف قائلاً ( كان الجيش يرتجف من الخوف بين أسوار المدينة ) .

نستعرض قريباً ( بداية النهاية ) .

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:09 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir