التوت البري الأسود يقي من السرطان
-----------------------------------------------
أظهرت نتائج عدد من الدراسات الحديثة أن التوت الأسود البري يمثل وقاية - وربما سلاحاً فعالاً - ضد سرطانات الأمعاء والمريء والقولون .
ففي دراسة أجراها فريق علماء في جامعة أوهايو تبين أن هذه الفاكهة توقف نمو الورم عبر قمع بروتين اسمه “بيتا كاتينين”، وذلك من خلال مركّب اسمه “أنثوسيانين” الذي يعطيها لونها الأسود إضافة إلى فيتامينات مكافحة للسرطان ومعادن وحوامض .
قال أحد المشاركين في الدراسة، البروفسور في كلية الطب بجامعة أوهايو غاري ستونر لموقع “هلث نيوز” الأمريكي انه بسبب النسبة العالية من هذا المركّب يتمتع التوت البري بنشاط كبير مضاد للأكسدة وهو ما يجعله فعالاً جداً في محاربة الخلايا السرطانية .
وتوصّل العلماء إلى أن التوت البري المجفف والمجلّد منع تشكّل الأورام الخبيثة في أمعاء فئران معدّة للإصابة بسرطان الأمعاء، بنسبة 45% . وإذا تم التوصّل إلى النتائج ذاتها عند البشر فقد تستخدم هذه الفاكهة في تفادي سرطان الأمعاء .
كما أظهرت دراسة أجراها علماء جامعة مقاطعة أوهايو الأمريكية أن استهلاك التوت الأسود قد يقي من الإصابة بسرطان الحلق والمريء وذلك بسبب احتوائه على مركبات الأنثوسيانين (anthocyanins) .
وأجرى العلماء اختبارات على الفئران حيث تم إطعامها تركيزات مختلفة من التوت الأسود ومركبات الأنثوسيانين ثم تم تعريضها إلى مركبات (NMBA) المسببة لسرطان المريء .
وأظهرت النتائج أن مستخرج التوت الأسود والذي يحتوى على نسبة مرتفعة من مركبات الأنثوسيانين كذلك التوت الأسود نفسه كانت لها فاعلية كبيرة في منع الإصابة بسرطان المريء في الفئران .
وقال الباحث جاري ستونر انه خلال البحث أطعم فئراناً خلاصات من التوت الأسود غنية بمادة “الأنتوسيانين”، فتبين أن هذه المادة فاعلة في الحماية من سرطان المريء، وأن تناول الكميات ذاتها من حبيبات التوت تؤدي نتيجة مشابهة .
وأشارت هذه الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة كانسر فريفينشن ريسترش للأبحاث السرطانية، إلى أهمية “الأنتوسيانين” في التوت الأسود، كعامل وقائي من السرطان، وتؤكد صحة دراسات أخرى أجريت في المختبر حول المادة .
وجاء في بيان لستونر أن “المعطيات المتوافرة لدينا تثبت اثبات اليقين أن “الانتوسيانين” مهمة للوقاية من السرطان” .
وكان ستونر وزملاؤه أجروا أبحاثاً مخبرية على الفئران مستخدمين بودرة التوت الأسود، فجاءت النتائج مشجعة، وأشاروا إلى أن على المرضى تناول 60 غراماً من هذه البودرة يومياً .
كما أظهرت النتائج أن بعض أجزاء التوت الأسود التي لا تذوب بالماء كان لها أيضاً تأثير واق ضد سرطان المريء وهو ما يعنى وجود مركبات أخرى غير الأنثوسيانين بالتوت الأسود فعالة في الوقاية من سرطان المريء .
وفي دراسة سابقة نشرتها مجلة “التغذية والسرطان” الطبية في الولايات المتحدة وجد أن التوت الأسود من نوع “راسبيري”، يمثل سلاحاً فعالاً في الحرب على سرطان الأمعاء والقولون الذي يعتبر ثاني أسباب الوفاة السرطانية وسط الأمريكيين .
واكتشف الباحثون في جامعة أوهايو الأمريكية، بعد مقارنة النشاط المضاد للأكسدة الموجود في توت “راسبيري”، مع ذلك الموجود في الفراولة والعلّيق “بلوبيري”، وهي الثمار التي يعتقد أنها تحتوي على أعلى نسبة من مضادات الأكسدة، أن ثمار التوت الأسود “راسبيري” تتمتع بنسبة أعلى من النشاط المضاد للأكسدة بحوالي 40% من ثمار التوت الأخرى .
ولاختبار آثار هذه الثمار في الوقاية من السرطان، قام الباحثون بحقن عدد من الفئران بمادة مسرطنة تسبب أورام القولون، ثم تقسيم هذه الحيوانات بعد أربعة أسابيع إلى أربع مجموعات تم إطعامها أغذية مخلوطة أما ب 5 .2 أو 5 أو 10% من ثمار توت راسبيري الأسود، أو إطعامها غذاء عادياً دون الثمار، ومقارنتها مع مجموعتين من الفئران لم يتم حقنها بالمادة المسرطنة بحيث أطعمت الأولى غذاء يحتوي على 5% من التوت أو لا يحتوي على أي من هذه الثمار مطلقاً .
ووجد الباحثون أن جميع الفئران التي حقنت بالمسرطن أصيبت بآفات وأورام خبيثة، ولكن المجموعة التي أكلت أكثر كمية وأعلى تركيز من التوت، أظهرت عدداً أقل من الأورام، حيث قلت بنسبة 80% .
ولاحظ هؤلاء الباحثون وجود انكماش أيضاً في حجم الأورام في الحيوانات التي استهلكت أعلى مقدار من التوت الأسود إلى جانب انخفاض ملحوظ في إنتاج الشوارد الأكسجينية الحرة التي تلعب دوراً مهماً في ظهور السرطان .