قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله - فى اللقاء المفتوح
السؤال : ما حكم من لا يرى البيعة لـ ( ولي الأمر ) إن كان يترتب على ذلك خروج ؟
الجواب :
الذي لا يرى البيعة لـ ( ولي الأمر ) يموت ميتة جاهلية ؛ لأنه ليس له إمام ،
ومن المعلوم أن البيعة تثبت للإمام إذا بايعه أهل الحل والعقد ، ولا يمكن أن نقول :
أن البيعة حق لكل فرد من أفراد الأمة ، والدليل على هذا :
أن الصحابة - رضي الله عنهم - بايعوا الخليفة الأول أبا بكر - رضي الله عنه - ،
ولم يكن ذلك من كل فرد من أفراد الأمة ، بل من أهل الحل والعقد ،
فإذا بايع أهل الحل والعقد لرجل وجعلوه إمامًا عليهم صار إمامًا ،
وصار من خرج عن هذه البيعة يجب عليه أن يعود إلى البيعة حتى لا يموت ميتة جاهلية ،
أو يرفع أمره إلى ولي الأمر لينظر فيه ما يرى ؛
لأن مثل هذا المبدأ مبدأ خطير فاسد يؤدي إلى الفتن والشرور .
فنقول لهذا الرجل ناصحين له : اتق الله في نفسك ، واتق الله في أمتك ،
ويجب عليك أن تبايع لولي الأمر أو تعتقد أنه إمام ثابت ، سواء بايعت أنت أم لم تبايع ،
إذ أن الأمر في البيعة ليس لكل فرد من أفراد الناس ولكنه لأهل الحل والعقد .
السائل : وإذا كان عذره تعدد الولايات الإسلامية ، والبيعة تكون للإمام الواحد ؟
الجواب :
هذا عذر باطل مخالف لإجماع المسلمين ،
فتعدد الخلافات الإسلامية ثابت من عهد الصحابة - رضي الله عنهم - ،
وهي متعددة إلى يومنا هذا ،
والأئمة من أهل السنة كلهم متفقون على أن البيعة تكون للإمام أو للأمير الذي هم في حوزته ،
ولا أحد ينكر ذلك ، وهذا الذي قاله تلبيس من الشيطان ،
وإلا فإنه من المعلوم أن طريق المسلمين كلهم إلى يومنا هذا أن يبايعوا لمن كانت له الولاية على منطقتهم ،
ويرون أنه واجب الطاعة .
فنسأل هذا الرجل : إذا كنت لا ترى أن البيعة إلا لإمام واحد على عموم المسلمين ،
فمعنى ذلك : أن الناس الآن أصبحوا كلهم بلا إمام ، وهذا شيء مستحيل متعذر !
لو أننا أخذنا بهذا الرأي لأصبحت الأمور فوضى ،
كل إنسان يقول : ليس لأحد عليَّ طاعة ،
ولا يخفى ما في هذا القول من المنكر العظيم .