عرض مشاركة واحدة
قديم 09-07-2013, 12:31 PM   رقم المشاركة : 137

 

.

*****

كنت مرتب حلقة أو اكثر عن الأستاذ عبدالعزيز العياضي الذي ارتبط اسمه بالنهضة التعليمية بمنطقة نجران خاصة وانه كان على رأس الإدارة التعليمية بمنطقة نجران خلال الفترة من 16/9/1392هـ إلى 1/4/1416هـ كمدير لمكتب الإشراف ثم مديراً للتعليم ثم مديراً عاماً للتعليم بمنطقة نجران

ولكن وصية أبو سعيد وفقه الله جعلتني اكتب عن صعوبات السير في الصحاري وخطورة فقدان تحديد الاتجاهات ثم الضياع وانتهاء المياه البنزين وغير ذلك

وأتذكر مرة من المرات تجمع زملائنا المدرسين عندنا في الحصينية يوم أربعاء وعلى رأسهم (عبدالله أبو علامه رحمه الله ومحمد التهامي ومسفر قسقس وغرم الله الفرنك وزميل غامدي اسمه سعيد كان معه ونيت هايلكس ومركب عليه حنايا "شبك حديد" وماجد وحليم وتاج الملوك رحمه الله .... وبعد المشاورات عزمنا على السفر إلى مركز حما

معنا ثلاث سيارات, ونيتي الهايلكس وسيارة غرم الله ونيت جمس وسيارة الزميل سعيد وهي كما ذكرت ونيت هايلكس بحنايا

وكان قرار السفر بعد صلاة العشاء لان أخي مسفر وغرم الله جايين في الأساس من حما ولا بد من اخذ قسط من الراحة وتناول طعام العشاء وكان زميلنا حليم (عبدالحليم) ماهر جداً في الطبخ وهو من مدينة الخليل بفلسطين المحتلة وممن تمسك بالبقاء في أرضه بفلسطين وممن اتمنى ان يشاهد هذا الموضوع ويتواصل معنا فقد انقطعت اخباره منذ زمن وإن شاء الله انه بصحة وعافية

المهم قررنا التحرك وكانت التعليمات ان يتحرك سعيد بسيارته قبلنا ومعه بعض الزملاء الفلسطينيين لان الحنايا المركبة على سيارته تثقلها وتتسبب في كثرة التغريز "التغريس" وفعلاً حرك حسب الاتجاه اللي رسمه له غرم الله هذا بالإضافة إلى ان معه حليم وكان يعمل سابقاً بحما ونحن بعد ان اكملنا التجهيز تحرك غرم الله وانا خلفه وكانت السرعة عالية وذلك لتلافي التغريز

اعتقد ان المسافة من الحصينية إلى حما تزيد عن 80كم فنحن نسلك طرق تساعد على تجاوز الصحراء القاحلة التي تنتهي بجبال شبه بركانية مطمورة في الغالب بالرمال المتحركة وبعدها تجد مركز حما

المهم مشينا وبعد مسافة اتضح لنا نور سيارة سعيد ورمّشنا له بالنور والاتماتك ولكن دون جدوا فالرجل منطلق خلف سيارة تولع له الاتماتك وتطفي الأنوار ونحن من خلفهم وبعد وقت من المطاردة توقفنا حسب نصيحة غرم الله اللي قال احنا بنضيع وسعيد أكيد انه ضيّع الطريق ولا هو منتبه لنا وهذا اللي قدامه ما نعرف وش هدفه

وفعلاً غيرنا اتجاهنا إلى حما بعد ان حدد غرم الله الاتجاه الصحيح وللأمانة فإن أبو سعيد مع مرور الوقت اصبح لديه خبرة كافية لتحديد الاتجاهات بواسطة النجوم وفعلاً وصلنا حما ونمنا ولكن فكرنا مشغول بــ سعيد وزملائه

طبعاً اللي حصل لأخوينا سعيد ومن معه انهم اعتقد انا نحن أصحاب السيارة اللي قدامهم وطردوا خلفه مسافات طويله وفي الأخير اختفت تلك السيارة نهائياً لان البدو يمشون في الصحراء بدون أنوار

وسعيد وزميله دخلوا في متاهات ومن مكان في الثاني واصبحوا لا يعرفن الاتجاهات ولا يدرون وين هم من الدنيا والجميل ان معهم جوالين مياه وبنزين ومن حسن حظهم انهم توقفوا خلف بيوت من الطين ونزلوا من السيارة وبعد تفقد المكان كانت المفاجئة؟؟؟

هم يقفون الآن خلف سكن المدرسين بالحصينية

طبعاً اللي حدث انهم من كثر الدوران والغبار والمطاردة فقدوا الاتجاه وتمخولت عقولهم ودب الخوف في نفوسهم من الضياع وقد يكون صاحب السيارة اللي أمامهم ادرك انهم ضائعين ولذلك حاول يقربهم من الطرق اللي تتجه إلى وادي الحصينية ثم اختفى عنهم

وهم بعد ان عرفوا المكان هللوا وكبروا وحمدوا الله على السلامة واخذوا قسط من الراحة ثم تحركوا بعد الفجر باتجاه مركز حما والزميل حليم كما ذكرت كان يعمل بمدرسة حما الابتدائية ويعرف الاتجاهات في النهار

احنا صحينا وقلوبنا مشغولة بهم ونفكر هل يروح احد يدور عليهم وفين وبعد مرور الوقت وإذا بهم أمام باب (الصندقة) سكن المدرسين بحما

حمدنا الله على سلامتهم وبدأ العتاب من الطرفين ولكن النهاية أخذنا درس

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس