زيد بن ثابت
أسلم "زيد بن ثابت" صغيرًا ، وكان عمره إحدى عشرة سنة
لما دخل النبي – صلىًّ الله عليه وسلم- إلى المدينة مهاجرًا من "مكة" ،
وكان على صغره محبًّا للجهاد في سبيل الله مجدًّا في طلب العلم والمعرفة ،
أراد أن يشترك مع المسلمين في غزوتي "بدر" و"أحد" ، لكن الرسول رده لصغر سنه ،
وأول غزوة اشترك فيها هي غزوة "الخندق" وكان ينقل التراب مع المسلمين ،
وقد صحب "زيد بن ثابت" النبي – صلى الله عليه وسلم – منذ قدومه إلى المدينة ،
فقد أتى به قومه إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – وقالوا له :
هذا غلام قد حفظ مما أنزل عليك سبع عشرة سورة ،
فلما قرأ على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أعجبه ذلك ،
وطلب منه أن يتعلم اللغة السريانية التي يكتب بها اليهود في "المدينة" حتى يأمن مكرهم ،
فتعلمها في مدة وجيزة ، وصار يكتب بها لرسول الله ،
وإلى جانب ذلك كان يكتب القرآن عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
فكان إذا نزل عليه شيء من القرآن بعث إليه وأمره أن يكتب ما نزل عليه .
ولما توفى النبي – صلى الله عليه وسلم – أمره "أبو بكر الصديق" أن يجمع نسخة واحدة من القرآن ،
وكان هذا عملاً شاقًّا جدًّا لا يمكن أن يقوم به إلا الأفذاذ من الرجال ،
وقد قام زيد بهذه المهمة على خير وجه ،
ونجح في جمع القرآن وكتابته على الصورة التي نقرؤها اليوم في المصاحف .
وتوفى "زيد بن ثابت" سنة (45 هـ) ،
ولما مات قال "أبو هريرة"- رضى الله عنه :
اليوم مات خير هذه الأمة وعسى الله أن يجعل في "ابن عباس" منه خلفًا.