عرض مشاركة واحدة
قديم 06-09-2010, 09:45 PM   رقم المشاركة : 204
خبزة الحنطه


 

أشكر الأخ والصديق عبد الحميد على أن أتاح لنا الفرصه لنفضفض عما في صدورنا تحت هذا الباب وأنا اقول عندي الكثير وسأزيح شيئا مما في صدري وسأودعه هذا الباب مع التباسط في لغة الكتابة وندير ظهرنا لسيبويه والأخفش والكسائي وغيرهم من علماء النحو فأقول: إلى أبنائي وبناتي وأحفادي من الذين ولدوا في زمان البيتزا والبيبسي والبسكويت وأنواع اللحوم وأصناف الفواكه والحلويات ، إليكم يامن تقبلون على الأرز والسندوتشات وتصدون عن خبزة الحنطه والدغابيس والعصيده (تراث الآباء والأجداد) إليكم يامن ترغبون عن اللحم وترغبون في الهمبرجر والبيتزا وتنأون عن شرب العصيرات الطازجه وتقبلون بشغف على البيبسي جهلا منكم بأضرارها العظيمه وعد واغلط من الثياب والفساتين والبنطلونات و.....و....إلخ
إعلمو جميعا أن أقصى امانينا كانت كسرة خبز تسد جوعنا وثوبا يستر عوراتنا حتى السروال لم يكن من الأساسيات في عهدنا وأن وجد فنعده من الكماليات.
ندرس في الصباح ونعود بعد أن نصلي العصر في المدرسه وندرس كذلك يوم الخميس وبعد العوده من المدرسه تنتظرنا أعمال أُخَر ، مثل رعي الغنم أو كل واحد ياخذ مذراه (زنبيل كبير من الخصف ) ويذهب إلى الوادي لملئه بالخلأ (النباتات )
علف للبقر أو بجفوف من تحت العرعر لفرشه تحت الثور والبقره والحماره والغنم والكل يعمل والبيت يكاد يكون خلية نحل ولايجمع بيننا إلا طعام العشاء على فقره وقلته نأكله في الحوش مستغلين ضوء القمر هذا عندما يكون فيه قمر لتوفير (القاز)
اما اللحم فربما يمر علينا الأسبوع والأسبوعان والشهر والشهران لايدخل البيت لقلة ذات اليد وإذا حصل فإننا لانترك للكلاب إلا العظام الصلبه بعد أن نفرغها من المخ .
أما الشاهي فنادرا إلا ان يأتي إلينا ضيوف أو مقهويه من الدار ،فلا تتصورون كم هي فرحتنا لأننا سنشرب شاهي(لأجل عين تكرم مدينه) والضيف أحياناً يكون رحمه لأهل البيت أما الحنطه (القمح) فقليلاً ما نأكلها ، لماذا؟! لأن علينا أن نبدأ بأكل الذره والبلسن (العدس) والدجر(اللوبيه) والمشعوره (خليط من القمح والشعير ) وأخيراً الشعير أما الحنطه فتعتبر كنزاً (عمله صعبه ) بتفسير زمانناً تبقى للمحزره أي للضيف والحاجة وغوائل الدهر ، ممكن بيعها عند الحاجه لأن سعرها مرتفع مقارنة بغيرها من الحبوب وأنتم لاتتصورون فرحتنا عندما نضيف أو نضاف لعلمنا أننا سنأكل خبز حنطه ونشرب شاهي أما محدثكم فعند ذهابه إلى المدرسه يجد بغيته في الحصول على خبزة الحنطه لأن بعض الزملاء قد مل من خبزة الحنطه مثل أولاد الصناع لأن أحوالهم المادية كانت أفضل بحكم الصنعه، كنت أبادلهم بخبزة الذره لأني مليت منها وعندي أيضا اسبير أخر (استبنا) فهو وحيد ابويه ويكبون له على خبزة حنطه لوحده ، فأتقاسمها معه ومانقص أيها الأبناء والأحفاد نكمله من نباتات الوادي من شخاميت العثرب وشخاميت العقش(أي البراعم الطريه) والغريرا والحجيلا والقراص هذه اسماء لاتعرفونها لأن الجوع مالككم (عضكم ).
والأن سأتوقف حتى لا أثقل عليكم وسأواصل في الحلقه القادمه إن شاء الله سرد بعض مما عانيناه ومنها حكاية السكر التي كتب عنها الأخ عبد الحميد وإلى لقاء قريب يتجدد معكم ومع الحرف إن شاء الله.