عرض مشاركة واحدة
قديم 07-31-2010, 06:32 PM   رقم المشاركة : 7

 

(8)


المحجبات يدارين سوء خلقهن بحجابهن!

* ثم يأتيك من يقول: الأخلاق والقلب أهم..

الطهارة في القلب..

والمحجبات يدارين سوء خلقهن بحجابهن..

يا رب فالعن جاحدي الشرائع * * * وارمهم بأفجع الفجائع
والعن إلهي من يرى الإباحة * * * بلعنة فاضحة مجتاحة

ولا أدري والله كيف يرد المرء عليهم, لأن ظاهر قولهم يخالف باطن قصدهم جملة وتفصيلا, ولا يدل استهجانهم للتمسك بالحجاب إلا على تناقضهم وجهلهم بحقيقة نقاء القلب ونوره, وحقيقة حسن الخلق وفضله...

بلى... إن طهارة القلوب أولى, ولا يغني الرداء إن تلبست القلوب بالنفاق.. لا تغني الفروع إن كان الأصل فاسدا منخورا, لا تغني المظاهر إن لم ينبع فضلها وخيرها وصدقها من صفو السرائر... فماذا لديكم في هذه؟..
ما هي الأخلاق؟ وما هي طهارة القلوب..
أليست طهارتها في عبوديتها لمولاها الواحد, أليست في إخلاصها له وحده لا يستدرجها الهوى لرفض أمره ولا تشغلها تطلعاتها عما يرضيه, لا تتشوف لحياة إلا وفق منهاجه وعلى صراطه المبين القويم, أليست في طاعتها وهداها وتوازنها واطمئنانها للحق الأحد, لا تقدم رغبة إثر رغبة ولا تتبع شبهة إثر شبهة لترضي نزق النفس وتخدع بزيف الظهور والمدح وهي في قرارتها بائسة منخورة مقفرة مهجورة...

هل من طهارة القلوب تركها لشرائع ربها المعبود؟ هل محاداة دين الله وإنكار المعلوم منه بالضرورة وتحوير الآيات والأدلة ليخرج منها كل دعيّ بائد بما يتوافق وهواه المائل, هل هذه هي طهارة القلوب؟.. هل صون ربات الخدور لعفافهن بسد كل باب منظور للتبذل والسفور وحفظهن للغيب بما حفظ الله هل في شيء من كل ذلك ما يدنس طهر القلوب أو يقدح فيها؟..
أليس الله تعالى يقول "ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن".. " ذلك أزكى لهم".." إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا"... فما وجه التعارض هنا بين طهارة قلب العبد وطاعته لمولاه؟..

فإن قالوا لا تعارض لكن نحن نؤكد على أن المظهر لا يغني عن المخبر.. قلنا بلى, لا يغني مظهر عن مخبر, فلماذا ترون أن النتيجة المنطقية لذلك هي الجنوح لبوهيمية المظهر ولا ضرر في ذلك طالما حَسُنَ المخبر.. شاهت وجوهكم, لا أباً لكم ولا شفيع, فكيف يكون ذلك؟.. ومن أين يجيء حسن المخبر بعد كل ذلك؟... بل كان الأولى أن تقولوا يلزم ضبط الظاهر بأحكام الله تعالى مادام أحدا لا يملك زمام السرائر فيشق الصدور عن القلوب ليرى أيها صدق وأيها دلس, فالواجب لانضباط الأمة وردع الفتن ولجم أهلها أن ينضبط ظاهرهم فلا يتفشى فيهم التفلت ولا يغدو هو سلعتهم الظاهرة وتجارتهم السافرة, وحين يكون الاحتشام سمتهم الظاهر سيتوراى ضعاف النفوس ويرتدع مرضى القلوب ويندحرون ضعفا وخشية من استهجان العيون لمجونهم وميلهم..
ثم... المحجبات يدارين سوءهن بلباسهن.. وكل المصائب تأتي من المنتقبات.. وأحدهم تنكر في ثياب منتقبة ليدخل الامتحان مكان زوجته – بلغ من كذب بعض الصحف وتحاملها أن ساقوا قصة مشابهة ثم اتضح أن الفتى تنكر في زي متبرجة وليس منتقبة بل ارتدى ملابسا نسائية وشعرا مستعارا , مع أنهم الآن يرتدون نفس الملابس البنات كالأولاد والأولاد كالبنات يصعب عليك التفريق, والبنات يجززن شعورهم إلى ءاذانهن والأولاد يرخين , عفوا يرخون, شعورهم على أكتافهم – وأحدهم تنكر به ليدخل سكن الطالبات, وأحدهم, وأحدهم... أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو وأتوب إليه..
بلى حدث كل ذلك.. فماذا تريدون بعد ذلك؟!... فيظهر لك خبث النوايا..
والله إن الكلام من التهافت في المنطق المفهوم إلى الحد الذي يربأ فيه المرء بنفسه من الرد عليه.. كأنهم جميعا يعانون من انخفاض حاد في معدل الذكاء.. أسيت لذلك.. ثم تأسيت بسنن الله تعالى في الملكوت,
" مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا" الزخرف..
" قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّي ۖ لَوْ تَشْعُرُونَ " الشعراء ..
لماذا لا يرى الناس الحق مجردا وهو أسطع من الشمس دليلا على بزوغ النهار؟ لماذا لا يتجردون من تلكؤ النفوس وميلها ليقرأوا ويقرّوا.. لماذا يعللون لشرك قلوبهم بأخطاء الناس كي يبرروا لها تنكبها عن الصراط وافتقارها للإخلاص.. ليس هذا من الإيمان في شيء.. الإيمان الحق يعني أن تترسخ في قرارة قلبك عقيدة التوحيد عروة وثقى لا إنفصام لها, لا جدال حولها ولا مفاصلة فيها, هي الحقيقة التي يقاس عليها ولا تقاس هي على أحوال الناس.. هل رأيتم بناءا بغير قاعدة؟..


لماذا لا يفهم هؤلاء أننا لا ندعو إلى المحجبات ولا إلى المنتقبات ولا إلى الملتزمين.. كي يتركوا هذا الأمر جانبا ويمضوا.. نحن لا ندعوا لأشخاص بأعيانهم ولا بعنوانهم الذي يندرجون تحته.. نحن ندعوا إلى دين الله عز وجل إلى طاعة الخالق المعبود وإلى تطبيق شرعه ولزوم أمره, لو فسد كل الناس وهم يزعمون انتمائهم لهذا الدين فسيبقى هو الدين الحق لا يتبدل في حقيقته شيء.. لو ضلوا جميعا فأنت, أنت, ستظل مطالبا به وحدك, لا يضرك فسادهم إن صلحت, ولا يغنون عنك شيئا إن تركته نكاية فيهم أو جحودا لحالهم وتنكبت له ومضيت, لا تبرر لنفسك اعوجاج حالك... بينك وبين ربك الخبير البصير لا حجب ولا وسطاء, وحده سبحانه يطلع على خبيئتك, ووحده سبحانه هو الديان الذي ستعرض عليه في يوم الحساب, ووحده سبحانه من عليك أن تطيعه في قرارة قلبك, وفي كل سرك وجهرك وسكونك وعملك وسكوتك وقولك... فهل في هذا فصل الخطاب..

بل لابد من تعرية الحقيقة.. أنتم.. لا تريدون الإسلام.. لا يعجبكم.. لا يروق لذائقتكم.. فدونكم.. لماذا تلصقون به الدعاوى وتتمسحون بأعتابه وتتربصون بأحكامه الدوائر؟.... اخلعوا أقنعة المصلحين فهي لا تناسب وجوهكم والله.. لم لا تعلنوها صريحة لستم من الإسلام في شيء وتمضون لحالكم وتعرضون عن أذية أهله.. لماذا تصرون على تمرير أفكاركم العصرية المزعومة وتحشرونها حشرا تحت ستار الإسلام, بل وتزعمون لنا بكل ما أوتيتم من فصاحة ولسان أن هذه هي حقيقة الإسلام وتلك هي أصوله وأنتم من ينافح عنها ويعيد الأمة التائهة إليها..

الفروض ليست فروضا بل لا تعدو كونها عادات, أعرافا , باليات تالفات, والأحكام لا إجماع عليها, بل, لا مشروعية لها, بل, تتعارض مع المصالح العامة, بل هي لذلك محظورات شرعية .. الآيات لا تصرح بالحكم, بل لا تشير إليه, بل نزلت في حال خاصة, بل نسختها آيات أخرى, بل,, لا تتحدث عن هذا بالمرة بل عن حكم ءاخر وقد كان العلماء السالفين واهمين , بل كان العلماء, متعصبين لعادات عشائرهم, فانتزعوا لها الأحكام وليست هي بحق!!.. الله أكبر.. إنا لله وإنا إليه راجعون..


يتبع إن شاء الله..

 

 
























التوقيع

،



..



   

رد مع اقتباس