عرض مشاركة واحدة
قديم 08-28-2009, 04:07 AM   رقم المشاركة : 3

 



الحمد لله على سلامة الامير محمد بن نايف والليله نقل التلفزيون السعودي زيارة خادم الحرمين الملك عبدالله للامير محمد

(منقول للفائده)

سؤال: هل للمسلم قتل نفسه؟

قرأت في كتاب (نيل الأوطار) حديثاً لا أذكر لفظه الآن، ولكن معناه أن صحابياً –رضي الله عنه- أصيب فقتل نفسه بمشاقص فعلم النبي -عليه الصلاة السلام- فسكت فهل هذا الحديث صحيح؟ وإذا كان صحيحاً هل يدل على جواز قتل المسلم لنفسه إذا أصيب ببلاء وخشي على دينه، أو خشي من الفتنه بسبب البلاء؟ أفتونا، -مأجورين -.

الجواب من د. محمد بن عبد الله القناص

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحديث المذكور في السؤال أخرجه مسلم(978) من حديث جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ – رضي الله عنه- قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِرَجُلٍ قَتَلَ نَفْسَهُ بِمَشَاقِصَ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ"،
والْمَشَاقِص: سِهَام عِرَاض, وَاحِدهَا مِشْقَص بِكَسْرِ الْمِيم وَفَتْح الْقَاف والنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم يسكت عن قاتل نفسه بل عاقبه بترك الصلاة عليه لعصيانه، وزجراً للناس عن مثل فعله، ففي رواية الإمام أحمد: " فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِذَنْ لَا أُصَلِّيَ عَلَيْهِ "، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ( ولم يصل النبي –صلى الله عليه وسلم- على من قتل نفسه فقال لأصحابه –رضي الله عنهم- صلوا عليه فيجوز لعموم الناس أن يصلوا عليه، وأما أئمة الدين الذين يقتدى بهم فإذا تركوا الصلاة عليه زجراً لغيره اقتداء بالنبي فهذا حق والله أعلم)، وقد ورد وعيد شديد لمن قتل نفسه ومن ذلك: ما أخرجه مسلم( 113) من حديث جندب – رضي الله عنه- عن رسول الله-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "إِنَّ رَجُلًا مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ خَرَجَتْ بِهِ قُرْحَةٌ فَلَمَّا آذَتْهُ انْتَزَعَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ فَنَكَأَهَا فَلَمْ يَرْقَأْ الدَّمُ حَتَّى مَاتَ قَالَ رَبُّكُمْ قَدْ حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ".
- وفي الصحيحين البخاري ( 1364)، ومسلم ( 110 ) من حديث ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَنْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ غَيْرِ الْإِسْلَامِ كَاذِبًا مُتَعَمِّدًا فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ عُذِّبَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ"، وفي رواية لمسلم: " وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
- وفي صحيح مسلم ( 109 ) عن أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَتَوَجَّأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ شَرِبَ سَمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَرَدَّى فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا ".
ويؤخذ من هذه الأحاديث تحريم قتل النفس، وأنه من كبائر الذنوب، وعلى هذا فلا يجوز قتل النفس بأي حال من الأحوال. هذا والله الموفق، والهادي إلى سواء السبيل.

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس