عرض مشاركة واحدة
قديم 06-14-2009, 10:49 PM   رقم المشاركة : 8

 

أدعوهم لآبائهم


اطلعت على القصاصة التي نشرها الأخ والطالب والزميل نايف بن عوضه جزاه الله خيراً . وكذلك على ما اتفق عليه أهالي الوادي في ذلك الزمان ولأني عاصرت وعايشت الحدثين فآمل أن أوضح ما يلي إحقاقا للحق.. وحفاظا على الأمانة التاريخية .
أولاً : صندوق البر ببني ظبيان دعا إلى تأسيسه فضيلة أستاذي وشيخي وموجهي وقدوتي الشيخ سعد بني عبدا لله المليص وقد جمع العشرات من أهالي قرى بني ظبيان الجبال إلى منزله في قرية الريحان وأقام لهم حفل عشاء على سطح منزل حيث ذبح لهم الخراف ونشر الموائد وقام أهالي الريحان بتقديم خدمة الضيافة النابعة من قلب ابنهم البار ( سعد المليص ) ومن قلوبهم جميعاً شرح للحاضرين الفكرة ودعم حديثه بالآيات الكريمة والأحاديث النبوية وصور لهم المستقبل الواعد عندما يتعلم الكبار والصغار ، وعندما تتحول قرى بني ظبيان إلى مواقع علم وتعيلم .
بادر الناس بالتبرعات . . بعضهم لمرة واحدة فقط والبعض مرة واحدة في السنة والبعض مرة كل شهر . . ووضعت ملفات وسجلات قيد وضبط .
وكان لي شرف أن أكون كاتباً (غير متفرغ) يعني كاتب متعاون في هذا الصندوق مع صاحب الأيادي البيضاء أستاذي سعد المليص .
فتحت مدارس ليلية خيرية منها مدرسة في قريتي قرية العبالة وانتظم الناس للدراسة فيها .. وغدا الناس في القرى المختلفة يحملون كتبهم وكراريسهم و يتطارحون الشعر العربي الموزون ويتذاكرون السيرة العطرة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ومواقف التاريخ . . .
ولا أبالغ إذا قلت أن بعضهم بدأ يطبق بعض قواعد اللغة العربية وأهم من هذا اخذوا في تلاوة القرآن وتجويده .
وكان لي شرف التدريس والإدارة بالمدرسة الليلية في العبالة . . وقد رأيت سجل الطلاب لهذه المدرسة في مكتبة المسجد وكان بخط يدي والخط يبقي زمانا بعد كاتبه .
استمر هذا الصندوق يؤدي واجباته ومؤسسه يتابع أعماله حتى يحقق الأهداف المرجوة منه . ولمدة في تقديري وقد أكون مخطئا ما زادت على عشرة أشهر .
ما سارت الأمور على ما يرام فقد تداعى البعض الذين لم يرضوا عن الفكرة ولا عن أهدافها ..
وكتبوا عن الصندوق بالسلب ويدي وقلبي تؤلماني الآن وفي النهاية وصل إلى قرية عرا وانيت احمر وفيه ضابط شرطة ومعه مرافقون وتوجه إلى المنزل الثاني لأستاذي الشيخ سعد المليص في قرية عرا وقد حضرت زيارتهم للشيخ وعندما سألوه أبرز لهم وثيقة التأسيس والسجلات بالوارد إلى الصندوق والمنصرف منه وقال الضابط للمليص ما معناه : لا حول ولا قوة إلا بالله هذا عمل جليل يستأهل المشاركة والتأييد ... ولكن التعليمات تقضي بإيقاف النشاط حتى يصلك تعليمات وأنت يا أستاذ (( مخاطبا المليص )) تستحق العيش بأفكارك هذه في المدن . . في مكة أو الرياض .
ابتسم الشيخ وقال : هدفي هو خدمة بني جلدتي ووطني .
وهكذا توقف المشروع النبيل والأسرار كاملة عند شيخنا المليص . . وبحكم تقديري واحترامي له فما علمت إلا القليل وكتبت بما عرفت هنا ، وفي كتاب مذكراتي والذي هو الآن في مطابع العبيكان بالرياض وسيصدر قريبا إن شاء الله .
أما صندوق وادي العلي .. فقد تنادى أهل الوادي ( الغمدة ، الطرفين ،رحبان، العبالة ) إلى تأسيس صندوق لهم وكان الذي أوحى بالفكرة هو رمز الجميع اللواء طيار ركن متقاعد على بن احمد سروط ضمانا لتنفيذ بعض الأعمال مثل إعمار الطرق الرجلية وطرق السيارات ، ودفع الفرقات عن أهل الوادي مع أبناء قبيلتهم بني ظبيان وكان الاجتماع في الطرفين على ما أذكر في بيت حسين بن علي رحمه الله والذي سماني أمينا للصندوق هو عمي محمد دوبح رحمه الله ..
والصرف منه كان للأغراض التي ذكرت ومثلها وما صرف شئ إلا بمعرفة عرفاء القرى في ذلك الوقت ومشاركة أمناء رحلوا جميعا عن الدنيا رحمهم الله جميعا .
وأذكر أن المبالغ ما زادت على ألف ريال .. وآخرها ما تعدى المائة بعثته مع رسالة إلى ابن عمى على دغسان أبو عالي رحمه الله .
وصندوق الوادي .. ما كان صندوق بر ولا صندوق خيري ولكنه صندوق تكافل وتعاون فقط .
أرجو أن أكون أوضحت الحقيقة وجزى الله الأسباب خيرا .
سعيد بن عطية أبو عالي

 

 

   

رد مع اقتباس