الموضوع: طابخ السم آكله
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-19-2011, 11:19 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو فعّال
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
ابوميس is on a distinguished road

Berightback طابخ السم آكله


 

حكي عن رجل من العرب، أنه دخل على الخليفة المعتصم،
فقربه وأدناه إليه، لِما رآه عليه من أدب جم،
ولطف وحسن معشر وكلما طالت الأيام، كلما ازداد الخليفة تعلقاً بهذا الرجل،
حتى أنه جعله نديمه الخاص، وأصبح يدخل على حريم القصر بدون استئذان.

وكان للخليفة وزير حسود، يغار من هذا البدوي،
فقال في نفسه: إن لم أحْتَل لهذا البدوي في قتله، أخذ بقلب أمير المؤمنين وأبعدني عنه. ثم إنه صار يتلطف بالبدوي، حتى أتى به إلى منزله فطبخ له طعاماً، وأكثر فيه من الثوم. فلما أكل البدوي منه،
قال له: احذر أن تقرب من أمير المؤمنين، فيشك منك رائحة الثوم، فيتأذى من ذلك.

ثم إن الوزير ذهب إلى أمير المؤمنين
وقال له: إن البدوي يقول عنك للناس بأنك أبخر، وهلكت من رائحته،
ثم لما دخل البدوي على الخليفة، جعل كمه على فمه،
حتى لا يؤذيه عندما يكلمه برائحة الثوم. فلما رأى الخليفة من البدوي ذلك، صَدّق كلام الوزير،
وكتب كتاباً إلى بعض عماله، يأمره فيه بضرب عنق حامله،
ثم عاد البدوي وكلفه بأخذ هذا الكتاب وإيصاله إلى العامل المذكور، والرجوع بالجواب.

فلما خرج البدوي بالكتاب، لقيه الوزير،
فسأله: أين يريد، فقال: كتاب الخليفة إلى عامله في البلد الفلاني
، أوصله وأرجع. فقال الوزير في نفسه هذا البدوي يحصل له من هذا الكتاب خير كثير،
ثم قال له: أما آخذ الكتاب عنك، فلا تزعج نفسك أنت بالرحيل، وأنا أعطيك ألف دينار.
فقال البدوي كما تشاء. هكذا أوصل الوزير الكتاب إلى عامل أمير المؤمنين
. في تلك البلدة، ونفذ العامل أمر الخليفة، فضرب عنق الوزير. وأرسل رأسه إلى الخليفة.

فتعجب الخليفة من ذلك، واستدعى البدوي،
فاستفسر عن القصة من أولها إلى آخرها، وعرف كيف طبخ الوزير الطعام بالثوم، وأطعمه لذلك البدوي، وكيف أن البدوي تحاشى الخليفة حتى لا يؤذيه برائحة الثوم،
فقال الخليفة: حقاً إن طابخ السم آكله

 

 
























التوقيع


ماخذ على خاطري من غيبتك عني
احس قلبي مزعلني من اسبابك
مدام قلبي زعل منك وزعل مني
خذني على قد قلبي وأترك غياب

   

رد مع اقتباس