عرض مشاركة واحدة
قديم 05-06-2008, 05:47 PM   رقم المشاركة : 1
حوارظريف بين حلوش والعجوز في سفرمع الوالدوأبن خاله يحيى


 



روى لي والدي رحمه الله قال : اتفقت أنا وأبن خالي يحيى بن حسن بن حاسن أخو مسفر ضيف الله من قرية الهويلة بمحضره وكان هذا في منتصف الستينيات الهجرية قبل لا يحترف البناء..

يقول : اتفقنا أن نسافر سوياَ بحمولة قمح بعد أن من الله على المنطقة بموسم حصاد وفير والفائض عن حاجة المنطقة يسوق بالأسواق المجاورة بالمقايضة ، قمح مقابل التمر مثلاَ ، ولكن أفضل تسويق لهذا المنتج بمقابل مجزئ ، هو بمدينة الطائف وهذا ما كان : فقد حددنا يوم خميس للسفر وهو يوم السوق بالباحه لأخذ بضاعتنا وما نحتاجه من مؤن لنا ولجمالنا وحميرنا ولمرافقينا في السفر..

والمتفقين معنا على ركبة كاملة على حميرنا والتي نحمل عليها مؤن السفر وفي الوقت ذاته لتأجيرها لمرافقينا { ركبة كاملة هي من الفجر حتى المقيل ومن المقيل حتى المبيت والنصف ركبة هي لأحدى هاتين المرحلتين والباقي [كعابي] وحددنا هذا الخميس للتجمع فيه وأخذ ماحددنا أخذه ..وهذا الذي حصل.. مرافقينا الذين سيرافقوننا في سفرنا بركبة كاملة هم : أحمد حلوش من قرية محضره وعجوز من قرية مجاورة لقرية محضرة ..لا تحمل من صفات الأنوثة إلا أسمها والباقي صفات مذكر .. صوت .. طباع .. سفر لوحدها .. تدخن [واسمحوا لي من ذكر اسمها وأسم القرية مع إني أعرفه ] يقول الوالد انتهينا من أخذ كل مستلزماتنا وتوكلنا على الله ومشينا من أول الضحى .. وشدة واحدة حتى وصولنا لوادي بطحان

وهناك حطينا رحالنا قرب المغرب بساعة ، وبدأنا في جمع الحطب بعد ما أعلفنا ركائبنا وبدأنا في الأعداد لعمل القهوة ومن ثم العشاء وبعد القهوة صلينا المغرب والعشاء جمع وقصر وبعدها أخرجنا عشاءنا ومرافقينا محفولين و مكفولين ومخدومين وبعد ما تعشينا .. جهزنا كفكيرة شاهي وهي مخصوصة لمرافقينا لأنهم يدخنون ونحن أنا ويحيى تهمنا القهوة والشاهي فنجال منه يكفي

هذا ما حصل، أخذ كلاَ منا فنجال، وبعدها ذهبنا للنوم بالقرب من جمالنا وحمولتنا ومرافقينا حلوش والكهله ، جلسا بجوار الضوء .. وأخرج كلا منهما علبة دخانه وهو عبارة عن دخان أخضر.. عثري .. حار جداَ .. يحشّر .. وبدءا كل منهما في لف سيجارته في ورق شفاف مخصوص لهذا النوع من الدخان المفروط وبعد أن انتهيا من لف سيجارتيهما سحب كلا منهما عود حطب من النار التي أمامهم والع الطرف وأولعا دخينتيهما وكح كل منهما عدة كحات لزوم التسليك للزور وبعد رشف كلا منهما عدة رشفات من الشاي وعدة شفطات من الدخائن دار بينهما الحوار التالي ... هذا ووالدي وأبن خاله يحيى تحت جبابهم لم يناما بعد، وحلوش يعرف أنهم لم يناما فوجه السوءال التالي لمحاورته :

حلوش: فين تغدين يختي يا فلانه في سفرتك هاذي ؟
العجوز: يطريني أمر على ولدي في مكة وأسافر اناوياه لزيارة النبي
حلوش: خذي عمره ولا تتعبين نفسك إلى المدينة والعمرة نعمه تسد
العجوز: لا والله ماتسد وأني لا أزور النبي وولدي مايقل لا
حلوش: طيعي كلامي وأقعدي في مكه ولا تروحين المدينة أنت تتنبكين والنبي ما يحب ريحة التنباك ... عالحرام لإن أروحه
فيك إنه ليخرج من قبته إلا إنكان تعافين منه مره .. ولا تعودين عليه .. فأفلحي وأهو يعرف الكذاب من الصدق ...
العجوز حبت تغير الموضوع لأنه أحبطها من السفر وهي كانت مفيقه له فسألته
العجوز: كيف حال فلانه .. زوجته
حلّوش: طيبه.. ما هلا مع هاذي النجادى [جمع نجديه] تعاد يابسه .. إلى بغيت أغدي عندها .. عالحرام أني أبدي أبخها بماء .. أذل عليها
تتقصد من يباسها ...

قال الوالد: والله لضحك يحيى بن حسن حتى دمعت عيناه من شدة الضحك ... وهكذا مرت سفرتنا على هذا المنوال مع حلوش .. سوالف .. ونكت .. وتعليقات لاذعه ..


رحمهم الله جميعاَ وأسكنهم فسيح جنته ولا يوءاخذهم على لغوهم فكانت سريرتهم من الداخل بيضاء .

علي بن حسن




 

 

   

رد مع اقتباس