عرض مشاركة واحدة
قديم 11-25-2012, 11:31 AM   رقم المشاركة : 1514

 

( الحلقــــة التّاســـــعة مِن الذّكريـــات )
الأحبــاب الأعزّاء أعود إليكم مرّة أخرى لأدوّن حلقة جديدة مِن الذّكريات !
وقد توقّفت في الحلقة الثّامنة عِند ذكرياتي عن الدِّراسة بالسّنة الثّانية بمعهد المعلِّمين الإبتدائي ببني ظبيان ( قرية عراء ) في عام 1383هـ / 1384هـ ودوّنتها باختصار ولكن فات عليّ بعض النّقاط اللتي لم أكتبها وهي جديرة بالتّدوين ! ومِنها :
ـــ في خلال تلك السّنة عُيّن الأستاذ عبد الرّحمن عصيدان لِيُدرّسنا مادّة التّربية الفنِّيّة ، وكانت غرفة التّربية الفنِّيّة على ما أعتقد بملك الشّيخ حسن المبعوث رحمه الله ( ولست متأكِّداً مِن ذلك ) وكانت تلك الغرف الكبيرة المتداخلة بحوشها أشبه ما تكون بمستودع يضمّ دوراً أرضيّاً مسقوفاً بالخشب أو الزِّنك ! المُهمّ فيها إتّساعاً غير طبيعي بحيث أنّها تُستخدم كفصلاً دراسيّاً ومعرضاً للّوحات ومرسماً لتنفيذ تلك اللّوحات الزّيتيّة لمناظر طبيعيّة تُلفت النّظر وتشدّ النّاظر إليها ! وفي يمين الدّاخل للمعرض أعجبت بلوحة زيتيّة قيل لنا أنّها مِن إعداد الطّالبين آنذاك ( سعيد محمّد راشد ، وعلي سفر العبّاسي ) وقد شدّتني تلك اللّوحة حتّى أنّني أقف أمامها طويلاً بين وقت وأخر خلال الحصّة في ذلك اليوم وكلّما تواجدنا في ذلك المكان في أيّام أخَر ! ولا أخفيكم أنّني إستفدت منها وتذوّقت جوانب فنّيّة هامّة أكثر مِمّا سمعته مِن شرح الأستاذ في مستقبل أيّامي ! أفادتني إبّان تدريسي لمادة التّربية الفنّيّة بمدرسة الحمدة الإبتدائيّة ( وتُحسب لحبيبنا أبي محمّد ـ سعيد راشد ) .
ــــ وفي هذه السّنة أُدرج إسمي ضِمن طُلاّب جماعة التّربية الإسلاميّة ؛ وقد أوردت في الحلقة السّابقة بعض النّشاطات اللتي كُنّا نقوم بها آنذاك تحت إشراف شيخنا / صالح الرّقيب والأستاذ علي النّباهين ولا تخلو مِن مواقف طريفة ومِنها : أنّني كُنت أنا وزميلي الأخ العزيز / أحمد بن علي المعاد في زيارة لمسجد قرية العطاردة حيث كُلِّفنا بإلقاء موعظة أعِدّت مِن قبل شيخينا صالح الرقيب وعلي النّباهين وطُلب مِنّا حفظها وإلقائها بالمسجد المذكور بعد صلاة الجمعة وكان الأخ أحمد هو المكلّف الأوّل لإلقائها في ذلك الأسبوع ! فما أن وصلنا إلى المسجد وجدنا الوضع مُختلف وهو أنّ الجماعة منقسمون إلى جماعتين وخطبتين جماعة في الدّور الأرضي والأخرى في الدّور الأعلى والواصل بينهما درجة مِن الحجر من الخارج على النِّظام القديم ، ووجدنا بعض زملائنا في المعهد جالسين عليها سدّوا طريقنا للصّعود إلى الأعلى لإستطلاع الخبر هذا ما لم نتعوّده في مساجدنا وربّما أنّ هناك خلافاً كان سبباً في إنقسام الجماعة الواحدة حتّى أصبحوا جماعتين ( أعتقد هذا ) فاحترت أنا والأخ أحمد كذلك ! كيف نتصرّف ؟ ولم يكن لدينا علم مُسبق أو توجيه مِن أحد مشائخنا ! فقال لي الأخ أحمد ـ بعد أن حجزنا الزّملاء ولم يمكّنونا مِن الصّعود إلى الأعلى ـ ما رأيك ؟ فقلت أنت المسؤول عن إلقاء الموعظة تصرّف . فقال : تدري نترك الخطبة ونذهب إلى أمِّي نتغدّى وما أحد درى ؛ والسّبب لم نحسن التَّصرّف ولم نُمكّن مِن إلقاء الموعظة مِن كلينا للجماعتين ! بسبب تثبيط زملائنا الجالسين لنا في الدّرجة حيث قالوا لنا وبالحرف الواحد وبلهجتهم المعروفة ( تعالوا يا أخوان أقعدوا معنا وفكّونا مِن الخطبة حقّتكم ) فما كان مِنّا إلاّ أن ذهبنا إلى والدة أحمد المتزوّجة بنفس القرية وأكرمتنا أكرمها الله بالجنّة .
ـــ في تلك السّنة كُنّا صِغاراً في أعمارنا وأجسامنا وكُنّا نمشي في الأمطار وفي الضباب ونلاقي صعوبة في الوصول إلى المعهد ونحن أصحاب فزعات ــ ما شاء الله ــ لا نتأخر عن تقديم الخدمة لِمن يحتاجها ! وفي يوم مِن الأيّام وجدنا الشّيخ علي الحمود ( الكبير ) متعطِّل بسيّارته الجيب التُّويوتا ذي اللّون الأحمر عند لوز القاسم فقال لنا دُفوا يالنّشاما فقلنا أبشر بنا وبقينا أكثر مِن ساعة إلاّ ربع أو تنقص قليلاً ندفّ الجيب روحة وجيئة حتّى اشتغل ولم نحسّب لِما سينتظرنا بالمعهد مِن عقاب المهمّ قدّمنا تلك الخدمة بنفس راضية ! وواصلنا سيرنا إلى المعهد فوجدنا الأستاذ صقر بن سعيد ينتظرنا وبيده عصاة غليظة ! وكان مُديراً للمعهد فاحترنا ماذا نقول له ؟ وهل سيصدِّقنا إذا أخبرناه بالحقيقة ؟ فجاء الفرج مِن عند الله ؛ وعِند وصولنا وصل للتّو زميلنا الّذي لم يكن في مرحلتنا على ما أعتقد ( علي مشرف مِن قرية خفه ) ذو الطول الفارع ! وكان قريباً مِن طول المُدير آنذاك فاستبشرنا خيراً فما كان مِن علي مشرف وبدون مقدِّمات إلاّ أن جلس على الأرض ورفع إحدى رجليه وقال إضرب فربّما إستحى مِنه المدير لِكبره ، فتركه والتفت إلينا وقال : لماذا تأخّرتم ؟ فقلنا بقينا ندفّ جيب علي الحمود فقال إشتغل قلنا نعم فسأل كل واحد مِنّا سؤاله وين المفك وقال للآخر وين اللّيور وقال للثّالث وين العفريته وكأنّه يسأل عن أدوات الورشة اللتي إستخدمناها ملمِّحاً إلى أنّكم عمّال ورشة ولستم طلبة تدرسون فقلنا إستفزع بنا وسامحنا ولن نكرّرها مرّة أخرى فأنعم علينا بالعفو والسّماح ومِن بعدها توبه .
هذا ما تيسّر لي مِن ذكريات في هذه الحلقة ! وفكّوني مِن علي فرحه خلّوني إسترسل وإن كان معه دعوى وإلاّ طلب بشأن الفقيد فيبشر يفرش بيته ونلفيه بخمسمية رجال ونطيِّب خاطره بخمسمية ريال إرش الخطأ وما عندنا غيرها هههههه . هذه للمداعبة وفي الحلقة القادمة إذا كان لنا في العمر بقيّة نكمل
ما بدأناه ونتذكّر ما كان بالسّنة الثّالثة مِن دراستنا بالمعهد إلى تلكم الحلقة أترككم في رعاية الله وأستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم .