في ركن من الليل جلست طويلاً تحدث طفلها المصباح
حين بدأ يعابث بضوئه الأبيض ثوبها الحريري
الذي استحال لونه إلى القرمز عند ملامسة الضوء لشفافيته
ظلت كذلك حتى تثاءب المصباح وخفت ضوءه
فمسحت بيدها على زره الرمادي فأغضى طرفه ونام
هي لملمت بعضها وانطوت في لحافها البارد من كل
معنى للحياة وأطبقت جفنيها وراحت في سبات عميق
وصل بها إلى قاع محيط أزرق صافي سبحت وسبحت
وسبحت فلم تصل للسطح ولم تنزل للعمق ،
أحست بألم في صدغها تحسست وجهها فجأة
تحرك فكها أدخلت يدها وأخرجت فكها،
وفيه بضعة أسنان متكسرة
ارتعبت وحزنت على أسنانها
وأرجعت فكها في فمها الفارغ ثم نظرت للمرآة
فرأت أسنانها وقد تحولت لمايشبه الزجاج الكريستالي البراق
فانفرجت أساريروجهها عن ضحكة وشعرت معها بارتياح وغبطة
وظلت على ذلك الحال تنظر للمرآة
وتتفقد أسنانها وكان مايزعجها سوى ضرس ناتئ عن مكانه
فهزته وشعرت
بألم شديد تألمت وحزنت
وتململت لكنها شعرت بشيء يطبق على أنفاسها
فغاصت في العمق وانتفضت جزعةً
ولما فتحت عينيها كان الثوب الحريري قد تمزق
وسقطت منه بضعة فصوص كريستالية انتثرت على سريرالحلم