الموضوع: أنا فاشل !
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-20-2012, 06:55 PM   رقم المشاركة : 1
أنا فاشل !


 

قال لي أحد الأصدقاء الذي كان مسؤولا يوما ما لمرفق هام من المرافق في المنطقة، وحاول جاهدا أن يضع بصمة.. بل انه فعل ذلك في موقع شاهد للعيان .. ولكنه لم يكمل مشاريعه التي كان يحلم بتحقيقها نتيجة عقبات واجهته.


قال لي عند لقائي به بعد فترة طويلة: لقد فجرتها اليوم!!!


قلت : ماذا؟؟


قال: ألم تسمع؟! .. أقول لك لقد فجرتها اليوم وأمام الملأ.


قلت: فجرت ماذا؟ من الملأ؟ وماذا تقصد؟ يا رجل فجعتني.


قال : لقد قلت لهم أنني فشلت .. نعم فشلت!


قلت - متسائلا - لمعرفتي به أنه من " الناجحين" فعلا في هذه الحياة ومن الذين لهم بعد نظر ورؤية ثاقبة في وزن الأمور وطموح ليس له حدود: أأنت قلت ذلك؟ ولمن؟


قال: يا أبا محمد .. تعرفني كم كنت حريصا للرقي بالمرفق الذي "كنت" أترأسه.


قلت : أعرف ذلك جيدا. وأعرف ما واجهت، ثم سألته: وما الجديد في الأمر؟


قال : يا أخي أنت تعرف العقبات التي واجهتني. والأمور التي لم استطع حلها مع الجهات ذات العلاقة. لقد كان لدي طموح أن احول المنطقة إلى نقطة مضيئة تنير درب "العاشقين" للباحة. ثم استطرد قائلا : واليوم عندما حضرت اجتماعا مع عدد من المسؤولين، لمناقشة أمور تهم الباحة، أعلنتها صريحة أنني فشلت في تحقيق ما كنت أتمناه. ثم واصل الكلام قائلا: لقد كنت أعي ما أقول، وكنت أريد أن أُشعر - بطريقة غير مباشرة - من وقف في طريق التطوير والرقي، أنه هو السبب في إعاقة العديد من الأمور التي كنت أرغب في تطويرها.


قلت : أصلحك الله. أما تعلم أن بعضهم ممن لا يعرف مغزى حديثك سيقول أنك بالفعل فاشل.


قال: وما ضير في ذلك. لقد قلتها والسلام. وعليهم أن يفهموها كما يشاؤون.


قلت له: يا أخي هل تعتقد أنك في أوروبا أو إحدى الدول المتقدمة التي عندما يخفق مرفق من المرافق في إنجاز مهمة أو يخطئ موظفا أو يحدث كارثة أو أمر لا يرضي مواطنيها .. أول من يبادر إلى الاستقالة ذلك الوزير أو المسؤول الأول في هذا المرفق.


يا أخي أنت في بلد كلهم "مدراء" وكلهم يعتقدون أنهم على حق وكلهم يعلمون أنهم ( يريدون ) ألا يعلمون أنهم يمشون ويسيرون ويحبون ويسرعون في الطريق الصحيح!!!!


ثم عاتبته قائلا: لقد أخطأت في التعبير عما في خاطرك. لأنهم لن يقدروا ذلك!


هنا انتهى الحديث بيني وبينه.. وودعته بعد أن تجاذبنا اطراف الحديث في أمور عدة.


وما أن أتى اليوم التالي: حتى هاتفني أحدهم قائلا: أما سمعت فلان ماذا قال عن نفسه في اجتماع أمس؟


قلت: وماذا قال؟


قال : يقول أنه فاشل. أما تذكر عندما قلت لك أنه لا يصلح لذلك المكان. وأنه بالفعل فاشل.


عندها أدركت أن صاحبنا الأخير لا يفهم إلا ما يملي عليه " الكتالوج " كتاب الإرشادات الخاص بغسالة المنزل أو هاتفه النقال من نوع "العجيب".


أليس الأمر محزن أيها السادة؟

عبدالرحمن عطية ابورياح
aaburiyah@hotmail.com

 

 

   

رد مع اقتباس