التخرج من معهد المعلمين
استمرت دراستنا بمعهد المعلمين الابتدائي ببني ظبيان ثلاث سنوات كانت متسمة بالجد والاجتهاد والتنافس الشريف فالكل يبذل قصارى جهده لينال الشهادة ليعيّن معلما في المرحلة الابتدائية في أي منطقة تحددها وزارة المعارف ( وزارة التربية والتعليم حاليا ) ومن يأتي بترتيب متقدم ودرجات عالية يعيّن بمنطقة الباحة ( كان ترتيبي 67من بين الناجحين على مستوى المملكة وعددهم 1455طالبا وعينت بالمنطقة بمدرسة العسلة الابتدائية ولله الحمد وبرفقه صورة شهادة التخرج ) ولهذا كان التنافس على أشده ليتم التعيين بالمنطقة .. والجدير بالذكر أن وضع المنطقة لم يكن على ما يرام فالطرق وعرة جدا في كثير من المناطق ولم تكن معبدة ميسرة كما هي عليه الآن ولله الحمد بل هناك قرى لا تصلها السيارات ولا يحلم أهلها بوصول السيارة إليها ولكن فضل الله عم وشمل جميع القرى والهجر في العهد السعودي الزاهر حيث فتحت الطرق ومهدت وعبدت ووصلت السيارة إلى كل منزل بالمنطقة ولله الحمد وتبع ذلك جميع الخدمات وأصبحت الكهرباء والهاتف والتي لم نكن نسمع عنها سماع تصل إلى كل مكان وهذا بفضل الله ثم بفضل هذه الحكومة الرشيدة ...اقترب اختبار التخرج أو سمه الامتحان ليكون اقرب إلى الواقع في ذلك الوقت وزاد الاجتهاد حيث ستأتي أسئلة الامتحان من الوزارة ولن تكن سهلة بأي حال من الأحوال وستكون الرقابة شديدة ولن يتخرج إلا المجتهد رغم الحاجة الملحة إلى المعلمين حيث انتشرت المدارس وازداد عددها وبالتالي ازدادت الحاجة إلى المعلمين ولكن ليس للمهمل مكان .
بدأ الاختبار في نفس المعهد ووفق الله سبحانه وتعالى وأعان وتم التخرج وأعلنت النتائج وأسماء الناجحين كالعادة في الإذاعة وما تتصورن الفرحة الكبيرة التي عمت كل بيت فيه متخرج كيف لا وسيصبح للأسرة دخل شهري حيث سيعين المعلم براتب قدره 525 ريالا يصفى منها 467 ريالا بعد خصم نسبة التقاعد وهذا مبلغ معتبر وسيغير وضع الأسرة الاقتصادي .. وبعد ثلاثة اشهر تقريبا تم تعييننا ووزعنا على المناطق الجنوبية من المملكة فمن الزملاء من عين في آبها وبعضهم في نجران وجيزان وبيشة وعينت في منطقة الباحة بمدرسة العسلة الابتدائية .. وحتى لا أطيل عليكم سأتحدث عن ذلك فيما بعد بمشيئة الله .
وهذه صورة الشهادة :
