معهد المعلمين الابتدائي ببني ظبيان
اخواني وابنائي الافاضل اخواتي وبناتي الفضليات انا لا اكتب عن تاريخ المدارس والمعاهد والنهضة التعليمية التي بدأت في المنطقة في العهد السعودي الزاهر ولا اكتب عن الجهود التي بذلت من قبل المخلصين من ابناء المنطقة من امثال رائد التعليم في المنطقة الشيخ سعد بن عبد الله المليص حفظه الله لنشر التعليم ولا اكتب عن الرغبة الكبيرة لدى ابناء المنطقة في الدراسة والتنافس الشريف الذي كان سائدا آنذاك رغم قلة الامكانيات وقلة المدارس ولكنني اكتب ذكريات ومواقف طريفة خفيفة حصلت ابان الدراسة وتسلط قليلا من الضوء على واقع عشناه ولهذا ساكتب عن مرحلة معهد المعلمين الابتدائي واقول الابتدائي لأنه اتى بعد ذلك معهد المعلمين الثانوي فالاول بعد المرحلة الابتدائية وهو بمثابة المرحلة المتوسطة حاليا الا ان الطالب يعد ليتخرج معلما في المدارس الابتدائية حيث يدرس طرق التدريس وقسطا من الامور التربوية يجعله قادرا على تدريس طلاب تلك المرحلة فهو اشبه بمعلم الضرورة وإن كانت وزارة المعارف بعد ذلك سعت إلى تطوير مستوى هذه المعاهد حيث فتحت مراكز الدراسات التكميلة ثم الكليات المتوسط للرقي بمستوى المعلم ليواكب النهضة التعليمية في المملكة ، اما معهد المعلمين الثانوي فيدخله الطالب بعد التخرج من المرحلة المتوسطة وجميع هذه المعاهد الغيت فيما بعد وحل محلها كليات المعلمين المتوسطة ثم الغيت وحل محلها كليات التربية للمعلمين وكانت تابعة لوزارة المعارف ( وزارة التربية والتعليم حاليا ) ثم الحقت بالجامعات وكليات التربية في الجامعات ويلاحظ القارئ التطور في التعليم والانتقال من مستوى إلى مستوى اعلى .. هذه نبذة بسيط تجعل القارئ يعرف مستوى المعهد الذي درسنا به .
بدأت الدراسة ولم يكن مستواها سهلا حيث هناك فجوة كبيرة نوعا ما بين مستوى الدراسة في المرحلة الابتدائية ومستواها في هذه المعاهد حيث بدأنا ندرس طرق التدريس ابتداء من السنة الثانية وبدأنا نتدرب على التدريس ( تربية عملية حصة او حصتين في مدرسة بني ظبيان الابتدائية ثم لمدة اسبوع في السنة الثانية ونوزع مجموعات على مدارس بني ظبيان في العباس ووادي العلي وبني محمد وبني ظبيان وخفة وبني حدة ودار الجبل والرمادة واسبوعين في السنة الثالثة في تلك المدارس ) وتصور عمر الطالب يتراوح بين الرابعة عشرة والخامسة عشرة ويقف معلما للتلاميذ وقد يكبره بعضهم سنا وامام المشرف او المشرفين من معلميه في المعهد وربما يحضر له مدير المعهد وهو في هذ السن المبكرة ) واذكر ان الاستاذ صقر بن سعيد حفظه الله وكان مديرا للمعهد في عهدنا دخل علي وكنت اطبق في مدرسة العباس وما تتصورون الرعب الذي كاد يقتلني وكنت ادرّس القرآن بالصف الرابع فقرأ الطالب الآية واخطأ فلم ارد عليه فرد عليه هو ثم اخطأ ثانية فرد عليه وكان الواجب ان ارد عليه انا فنظر إلي نظرة لا يزال رعبها في قلبي إلى اليوم وقد اخبرته حفظه الله بهذا الموقف بعد سنوات طوال في مجلس جمعني به حفظ الله فيما بعد .. وللحديث بقية إن كان لي في العمر بقية ولكم خالص تحياتي وتقديري .