عرض مشاركة واحدة
قديم 03-15-2010, 04:50 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية رحيق
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
رحيق is on a distinguished road


 

القصة الثانية ....



لُعبَْةُ الْحُبِّ

للدكتور اللبناني : طارق البكري

.شَهدُ قَالتْ : « أبي.. سأَسأْلَُكَ سؤالاً.. أَجبِنْي عنَْهُ بِصرَاحَة »
الأبُ : « تَفَضلَّي »
شَهدُ : « أبَي، مَنْ تُحِبُّ أَكثرَ..نوف.. أو نورا.. أو أنا ؟»
ضَحِكَتِ الأُْمُّ وَھِيَ تَسْمَعُ كَلامَ شَھْد..والأَْبُ لا يَدري ماَ يَقولُ..
قاَلتِ الأُْمُّ : « ما ھذا السؤُّالُ يا شھدُ !؟ » .
قاَلتْ شَھْدُ بِدَلالٍ : «.. أنَا الصغُّرْى..ھذا يَعني أَنّ الْحُبَّ كلَُّهُ لي ».
قاَطَعتَْھاَ نوف : يا لَكِ مِنْ مَغرْورة ...« أنا أَجْمَلُ منِْك .ِ.ھذا يَعنْي أَنَّ الْحُبَّ كلَُّهُ لِي... أنا وَحْدِي »
نورا الكبُرْى لَمْ تتَكلََّمْ.
ضَحِكَ الأَْبُ..ضَحِكَتِ الأُْمُّ..
قاَلَ الأَْبُ : « ماَ بِكُنَّ الیوم؟! أنَتُْنَّ جَمیعاً فِي الْحُبِّ سوَاءٌ » .
حزَنَِتْ شَھدٌ..غَضبَِتْ نوف..نورا ظلََّتْ صاَمتَِةً لا تتَكلََّمُ..
تلَفَّتَ الأَْبُ وقَاَلَ : « وأَنَْتِ يا نورا.. ألَیَْسَ عنِْدَكِ سؤُاَل ؟! » .
قاَلَتْ : .« أنا الكبرى ..كنتُ الْحُبَّ الأْوََّل .ُ.خَسرِْتُ جزُءاً منِْهُ يوَْمَ ولُِدَتْ نوف.
.وخَسرِْتُ جزُءاً آخرَ يَوْمَ ولُِدتْ شھد .. لَم يتَبَقَّ لي مِنَ الْحُبِّ إلا الْقلَیِلُ ».
ضَمَّتِ الأُْمُّ ابنْتَھاَ نورا بِحنانٍ ... وقاَلَتْ : « لا يَا نورا يَا حَبیَبتي. أنتِ غاَلیِةٌ علَیَنْا مثِلُ أُختْیكِ».
لَم تتَكلََّمْ نوف..
نَظرَتْ شَھدٌ بِحزُْنٍ..
قاَلَ الأَْبُ : ما رأَيَكُنَّ لو نلَعَْبُ لعُبَْةً جَديدةً.. ؟
ماَذا سنَُسَمِّیھاَ؟!
ماَذا سنَُسَمِّیھاَ؟!
لنُِسَمِّھاَ لُعبَْةَ الْحُبِّ... نعَمْ... لُعبَْةُ الْحُبِّ ..
قاَلَتْ نوُرا : « لُعبَْةُ الْحُب ؟ِّ!.. ماَ سَمِعنْاَ بِھذهِ اللُّعبَْةِ مِنْ قبَْلُ » :
قالت الأُْمُّ « ماَ قَصْدُكَ ياَ أبَا نوُرا !؟ » .
قال الأَبُ : « لِنَجلِْسْ معَاً علَى شَكْلِ داَئِرةٍ..ولَیُْحْضِرْ كُلٌّ منَِّا ورَقََةً وقَلَماَ» :
قاَلَ الأَْبُ : بَعْدَماَ أَحْضرَوا الأْوَراَقَ واَلأْقَْلامَ وَجلَسوا علَى الأْرَْ ضِ.
سأَسأْلَُكُنَّ مَجْموُعةً مِنَ الأَْسئْلَِةِ... اكتْبُْنَ الْجوابَ الّذِي تَعتَْقِدْنَ أنََّهُ الجوابُ الصَّحیحُ...
السؤُّالُ الأوَّل:
لو مرَِ ضَ أَحَدنُاَ ..ھَلْ يُصبِْحُ مَحَلَّ اھتِْماَمنِاَ وَحبُنِّا أَكثْرَ مِنَ الآخَريِن .َ.أَمْ تَظَلُّ الأُْموُر عاَديِةً؟
السؤُّال الثاَّنِي:
لوَ ساَفرَ أَحَدنُاَ ..ھَلْ يُصْبِحُ مِحْورَ تَفْكیِرنَِا وَحبُنَِّا .. أَمْ تَظَلُّ الْأُمورُ عاَديِةً؟
السؤُّاَلُ الثاَّلِثُ:
لوَ تأَخرَّ أحَدنُاَ خاَرِجَ البْیَْت،َ ھَلْ نَقلَْقُ علَیَْهِ ونَبَْحَثُ عنَْهُ ويَجْذِبُ كُلَّ طاَقاَتنِاَ.. أَمْ تَظَلُّ الأمورُ عاَديَِّة؟
السؤُّاَلُ الراَّبعُ:
لوَْ تعََرَّ ضَ أَحَدنُاَ لِحَادِثٍ أَلاَ نُصابُ جمیعاً بالْحزُْنِ ونَُفَكِّرُ بِهِ أَمْ أَنَّ الأُْموُرُ تَظَلُّ عاَديَِّة؟
ورَاَحَ الأَبُ يَذكْرُ الأَسْئلَِةَ حتََّى بلَغََتْ عَشْرَةَ أَسْئلَِة .
ثُمَّ قالَ: « لنَِضَعَ الأْوَرْاَقَ علَى الأْرَْ ض؛ِ ثم نُقاَرِنُ ماَ بیَْنَ الأَجوْبَِةِ »
قاَلَ الأَْبُ معُلْنِاً النتَّیِجَةَ : « جَمیِعُ الأَْجوْبَِةُ متَُشاَبِھَةً ».
..« نُحِبُّ الْمرَيِضَ ونَرَْعاَهُ »
..« نُحِبُّ الْمُساَفرَِ ونَُفَكرُِّ بِهِ »
..« نَقلَْقُ علَى الْغاَئِبِ »
..« نَحزَْنُ علَى الْمُصاَبِ »
..« نُحِبُّ الْمُطیِعَ..ونَفْخرَُ بِهِ »
..« نُحِبُّ الْمُصلَِّيْ ونَدْعوُْ لَهُ » ... إلَِى آخرِ الإِجاَباَتِ.
قاَلَتْ الأُْمُّ بِفرَح : « الحُبُّ يَجْمعَنُاَ ...عنِْدَماَ يَحتَْاجُ أَحَدنُاَ إلَى رِعاَيَةٍ خاَصَةٍ يُصبِْحُ مَحَلَّ الرِّعاَيَةِ والإِْھتِْماَمِ واَلحُبِّ».
قالتْ شَھْد : « لعُبَْةٌ راَئعَِة .ٌ. أَشْعرُ الآنَ بِمَعنَْى كُلِّ نَوْعٍ مِنْ أنَْواَعِ الحُبِّ الَّذِي جاَءَ في أَسئْلِتَِكَ ياَ أبَِي ».
قالت نوف : « الْحُبُّ شَيءٌْ عَظیِْمٌ يا شَھْدُ » .
نورا قالت :« أرُيِْدُ أَنْ أقَوُلَ لَكَ شیَئْاً يا أبي...عِدنِْي ألاَّ تَحزَْنَ منِِّي ».
الأَْبُ : « أَعِدُكِ ».
نورا : « في الحَقیقة .ِ.. إنِِّي أُحِبُّ أُمِّي أَكثَْرَ مِنْ أَيِّ شَخْ صٍ في الوُجوُدِ ».
الأَْبُ : « ھذا شيءٌ يُفرِْحنُِي .. بِذلَِكَ أوَْصاَنا النبَّيُّ علَیَْهِ الصَّلاةَُ والسَّلاَمُ » :
شھدُ : « أَلاَ يُحزْنُِكَ ھذا يا أبي.. أَلاَ تَشْعرُ باِلْغیِرْةَِ ؟!» :
الأَبُ : « لا.. أبََداً.. ألََمْ تَكْشِفَ لنا اللُّعبَْةُ أَنَّ لِكُلٍّ منَِّا حُبا خاَصا للآخرَِ ؟! وھوَ في النِّْھاَيَةِ حُبٌّ يُجَمِّعُ ولا يُفرَِّق ».
قالَ الأَْب : ..«نَحْنُ جَمیِعاً نُحِبُّ بَعْضنُاَ بَعْضاً ..وأَعْظَمُ الحُبِّ حُبُّ اللَّهِ سبُْحاَنَه،ُ فَمِنْ ھذا الحُبِّ تَخرُْجُ التَّقْوَى والطاَّعَةُ؛
لأَنَّ مَحبََّةَ اللَّهِ تعَنِْي طاَعتََهُ وبَذْلَ النَّفْسِ مِنْ أَجلِْهِ والالتْزِاَمَ بِمَا يُحِبُّ والابِتْعِادَ عَمّا يَكْرَهُ.
أَلاَ تَريَْنَ أنََّكُنَّ تُضَحیِّْنَ بأنَْفُسِكُنَّ مِنْ أَجَلِ أُمِّكُنَّ مثَلاً ؟».
قلُْنَ جَمیِعاً :« نَعَمْ باِلتْأَّْكیِدِ ».
قات الأُْمُّ : « اللَّهُ تَعاَلى أوَلَْى باِلْمَحبََّةِ منِِّي ..وبَعْدَهُ مَحبََّةُ الرَّسُولِ ..
وعنِْدَماَ يتَحَقَّقُ ھَذا الحُبُّ يتَحَقَّقُ حُبُّ الجنََّةِ التي نتَمنََّى الوُصُولَ إلِیَْھا،
واللَّهُ تَعاَلَى يَكوُنُ راَضیِاً عناَّ عنِْدَماَ نُحِبُّ بَعْضنُاَ بَعْضاً»
الأَْبُ : « إنَّ حُبَّ اللَّهِ يَمْلأُ قلُوُبنَاَ رَحْمَةً ويَجعَْلُ الحُبَّ يُسَیْطرَِ علََى حیَاَتنِاَ كلُِّھاَ ..
ينَتَْشرُِ الحُبُّ بیَنْنَاَ ..نُحِبُّ الوَْطَن .َ.نُحِبُّ البَْشرَ .َ.نُحِبُّ الْخیَرَْ..نُحِبُّ العْلِْمَ.. نُحِبُّ الأَشیْاَءَ..نُحِبُّ الْحیَاَةَ ».
اقتْرَبَتْ نوف...وقبَلَّتْ رأَْسي أبَیِْھا وأَُمِّھاَ...وقاَلَتْ :
« سأُخبْرُِ صَديِقاَتِي غَداًَ عَنْ ھذهِ اللْعُّبَْة،ِ وسأَعرِْضُ علَى مُدرَِّسَتِي أَنْ نلَعْبَھاَ فِي الْفَصْلِ ».
ضَحِكَتْ الأُْمُّ وقَاَلَتْ : انْظرُْ يا أبا نورا .. بنَاَتُكَ أَحبْبَْنَ ھذهِ اللُّْعبَْةُ التي اُختَرَعْتَھا لَهُنَّ.« سأَغارُْ منِْكَ بَعْدَ الیْوَْمِ ».
قاَلَ الأَْب :ُ لكنَِّكِ حَصَدْتِ الحُبَّ كلَُّهُ يا أُمَّ بنَاَتِي .. « علَيَّ أنا أَنْ أَغَارَ منِْكِ ».
ضَحِكَ الْجَمیِعُ... كَانوا سُعَداَءَ.. سُعَداَءَ جِدَّاً... لأنََّھُمْ يَعرْفُِونَ معَنَْى الْحُبِّ.

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> >>>>>>>>>>>>>>>>>>>> تابعوا الحلقة التالية




 

 
























التوقيع





شكراً لأختي الغالية " ضياء القمر " على تصميم توقيعي الرائع


   

رد مع اقتباس