عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-2009, 01:07 AM   رقم المشاركة : 14

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوناهل مشاهدة المشاركة
أستاذي الفاضل : عبدالله بن ناصر
في البدء كل عام وأنت بخير وعيدمبارك ...
ثانياً لن نخيب ظنك وسنؤكد أن الساحات تتميز باليموقراطية في النقاشات
والأيمان بالرأي والرأي الآخر وفق مانستمده من كتاب الله وسنة نبيه
صلى الله عليه وسلم وأهل العلم دون تفضيل أو تمييز او إنتقائية ..

....... لست هن بصدد مناقشة موضوع
الغناء (جوازه من عدمه) ولكنني أذكر ان التركيز على الأنشطة المنوعة
التي أشرت إليها في معرض تعليقك نعلم ماذا أنتجت من عقليات وطاقات
كان لها أكبر الأثر في رقي هذه البلاد تماشياً مع رقي العالم وتناغماً
معه وتصديرالقيم والأخلاق والتباهي بها ...
... فقط عليكم المقارنة ثم الحكم ماذا كنا قبل نصف قرن وكيف أصبحنا ؟
ومسببات ذلك ؟

اختم هذا التعقيب بهذا المنقول :

(( تحذير من التساهل في إطلاق التحريم:
كلمة"حرام" كلمة خطيرة: إنها تعني عقوبة الله على الفعل وهذا أمر لا يعرف بالتخمين ولا بموافقة المزاج، ولا بالأحاديث الضعيفة، ولا بمجرد النص عليه في كتاب قديم، إنما يعرف من نص ثابت صريح، أو إجماع معتبر صحيح، وإلا فدائرة العفو والإباحة واسعة، ولهم في السلف الصالح أسوة حسنة. [/
قال الإمام مالك رضي الله عنه: ما شيء أشد علي من أن أسأل عن مسألة من الحلال والحرام؛ لأن هذا هو القطع في حكم الله، ولقد كان أهل العلم والفقه إذا سئل أحدهم عن مسألة كأن الموت أقبل عليه، ورأيت أهل زماننا هذا يشتهون الكلام في الفتيا، ولو وقفوا علي ما يصيرون إليه غدًا لقللوا من هذا، وإن عمر بن الخطاب وعليًا وعامة خيار الصحابة كانت ترد عليهم المسائل -وهم خير القرون الذين بعث فيهم النبي -صلي الله عليه وسلم- فكانوا يجمعون أصحاب النبي -صلي الله عليه وسلم- ويسألون، ثم حينئذ يفتون فيها، وأهل زماننا قد هذا صار فخرهم، فبقدر ذلك يفتح لهم من العلم قال: ولم يكن من أمر الناس ولا من مضي من سلفنا الذين يقتدي بهم، ومعول الإسلام عليهم، أن يقولوا: هذا حلال وهذا حرام، ولكن يقول: أنا أكره كذا وأرى كذا، وأما "حلال" و "حرام" فهذا الافتراء على الله. أما سمعت قول الله تعالي: (قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حرامًا وحلالاً قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون) يونس: 59؛ لأن الحلال ما حلله الله ورسوله والحرام ما حرماه.
ونقل الإمام الشافعي في "الأم" عن الإمام أبي يوسف صاحب أبي حنيفة قال:
(أدركت مشايخنا من أهل العلم يكرهون في الفتيا أن يقولوا: هذا حلال وهذا حرام، إلا ما كان في كتاب الله عز وجل بيناً بلا تفسير.


وحدثنا ابن السائب عن ربيع بن خيثم -وكان أفضل التابعين- أنه قال: إياكم أن يقول الرجل: إن الله أحل هذا أو رضيه، فيقول الله له: لم أحل هذا ولم أرضه، ويقول: إن الله حرم هذا فيقول الله: كذبت لم أحرمه ولم أنه عنه ! وحدثنا بعض أصحابنا عن إبراهيم النخعي أنه حدث عن أصحابه أنهم كانوا إذا أفتوا بشيء أو نهوا عنه، قالوا: هذا مكروه، وهذا لا بأس به، فأما أن يقولوا: هذا حلال وهذا حرام فما أعظم هذا)

هذا ما ذكره القاضي أبو يوسف، ونقله الشافعي، ولم ينكر عليه هذا النقل ولا مضمونه بل أقره، وما كان ليقر مثله إلا إذا اعتقد صحته.
وقال الله تعالي: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا علي الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون). (النحل: 116). والله أعلم )) منقوووووول

************************************************** ************************************************** ************************************************** ***********************************************


مرحبا بالإبن العزيز أبا ناهل :

تعقيبك على الموضوع شامل وطويل ويمر بعدة منعطفات .. لا أستطيع أن أرد عليها جميعا ..لكن يمكن تلخيصه في عدة نقاط :

1- ديقراطية الساحات : هذا شئ جميل وكلا يقول ماعنده بحرية .. وحسب معرفته .. وبهذا نستطيع أن نستفيد من تجاربنا وتاريخنا ومما تعلمنا في حدود الضوابط المتعارف عليها

2- جواز الغناء من عدمه : وهذا الأمر إن شاء الله واضح بموجب ما ورد من أحاديث نبوية شريفة موثقة في الصحيح ومفسرة من علماء لا نصل إلى طرف مستوى أحدهم

3- التساهل في التحريم : هذا أمر صعب أكثر من مستوى معرفتي.. ولا أستطيع أن أتطرق إليه.. ولا أعلم على أي موضوع نستطيع أن نطبقه عليه

4- ما كنا عليه .. وما نحن فيه :

هذا الموضوع مر علي لحظة بلحظة بحكم طبيعة العمل واطرحه للذكرى والفائدة :

قبل عام 1400 هجرية كان الإعلام المسموع والمرئي مسيطرا على أذهان الناس وعلى أفكارهم فما يشاهدونه ويسمعونه .. يتم تطبيقه .. والثقافة السائدة فيها شئ كبير من التساهل ببعض الأمور الشرعية .. وكانت ( سميرة بنت توفيق ) وأمثالها تغني وترقص في التليفزيون والشياب يتمايلون طربا ولا يشعرون بأدنى شئ من الخطأ

وكنا في أوائل التسعينات الهجرية بمدرسة عددنا 17 معلما نذهب في رحلة .. ويوجد عدد 2 أو 3 معلمين يصلون الصلاة في وقتها والبقية ( ما يركعونها ) نستغفر الله العظيم من ذلك الجهل .. الغريب أنه لا يوجد أدنى إستنكار أو استغراب من البقية .. وأكاد أجزم أن بقية المدارس والهيئات الأخرى تسير على نفس المنوال

بعد عام 1400 بدأت الصحوة الدينية بالتدريج عن طريق الأشرطة والمحاضرات .. بالإضافة إلى تعديل مسار البث التليفزيوني بواسطة كبار العلماء .. واصبح الناس أكثر التزاما وعلما بالضوابط الشرعية تقريبا بدون استثناء

************************************************** ************************************************** *****************************
وعقب حرب الخليج مباشرة عام 1410هجرية ( تقريبا ) تم ( أدلجة ) الإتجاه الديني وتسيسه وأصبح هناك مسميات ( أعرفها وما باقولها ) ودخلت تلك الأفكار والتوجهات إلى المدارس وكان هناك صراع داخل المدارس كلا يستقطب مجموعته .. ويحارب الآخر بشكل علني أوخفي .. وهؤلاء جميعا يعملون بحسن نيه حرصا على ثوابت الدين الإسلامي .. ومن المؤكد أن هناك أياد خفية .. تحرك من يحركهم .. وتستغل طيبتهم وحرصهم وغيرتهم على الدين وبذلك تتحقق لهم أهداف ضد الوطن

لقد تم استغلال حماس شباب المدارس والجامعات والمركز الصيفية و ( مسح أدمغتهم ) .. وبإختصار أدت تلك الحالة من الغلو والتشدد إلى نهاية مأسوية محصلتها مؤلمة على الوطن والمواطنين

آخرتها عملية تفخيخ المؤخرات .. نسأل الله الحماية والسلامة من الغلو ومن تلك الأفكار الشيطانية

(( كل واحد ينتبه لنفسه يا أهل الساحات .. وكل ما مشيت شوية .. إلتفت وراء ))

ما هذه الورطة يا أبا ناهل التي سحبتني فيها الله يسامحك ؟؟

************************************************** **********************

بقي شئ مهم خلا ل تلك الفترة من عام 1400 إلى عام 1410

مع وجود تلك الخلايا التى تعمل بدون أن تشعر لمصلحة غيرهم .. لقد استقام سلوك الناس إلى درجة كبيرة وكثر التزامهم بمبادئ الدين الحنيف.. وابتعدوا كثيرا عما كانوا يتساهلون فيه مثل ( الغناء ) والإختلاط بين الأسر وغيره .. وكثر بناء المساجد وعمرت بالمصلين .. وازدادت المحاضرات الدينيه .. والتجمعات الشبابية من أجل الخير وفعل الخير .. وابتعد اكثر الناس عن بعض السلوكيات الخاطئة مثل التدخين العلني أو ترك الصلاة أمام الملأ .. كما ازداد العلم الشرعى لدى مختلف طبقات المجتمع رجالا ونساء
وأصبحنا أيضا نتمسك بسنن لم تكن مطبقة إطلاقا إلا ماندر .. مثل صيام الست من شوال ..والإثنين والخميس.. وأيام البيض وصلاة الضحى .. والكثير من الأمور الحسنة .. التى لا يتسع المقام لذكرها

************************************************** ****************************

بعد حرب الخليج حصلت بالتدريج طامة كبرى إثرت على فكر وثقافة المجتمع ولم ينج من هذا الشر إلا ماندر من البيوت والأسر .. ألا وهي ثقافة ( الأطباق الفضائية ) بدأت على خجل واستحياء وانتهت بالعلن و ( الإستمراء ) تحت بند : ( هو جهاز يحمل الخير والشر .. وانت أبخص )

ثم اكملت الشبكة العنكبوتية مسيرة الثقافة والتربية بخيرها وشرها على الشباب بالذات ومختلف طبقات المجتمع

هنا خرج دور ( الأسرة والمدرسة والمجتمع ) من التربية ولم تعد هناك سيطرة على الأمر ولا تستطيع أن تنصح ولا حد يسمع كلامك ..لأن المغريات أقوى من أن يتحملها بشر وقل من لديه إرادة قوية للوقوف أمام هذا الإكتساح الهائل

والنتيجة نوعية من الشباب والأبناء في المدارس وخارج المدارس .. كما تشاهدون .. لا يحتاج الأمر منى إلى زيادة في الشرح حتى لا أنكأ جرحا غائرا في جسد كل اسرة .. إلا من رحم ربي


إذا يا أبا ناهل :

.. جوابا على استفسارك .. هذا ظني .. بمسار ونتاج التربية والتعليم خلا تلك الفترات الثلاث ..

والله أعلم

 

 

   

رد مع اقتباس