سيناريو الفيلم

المشهد الأول
حركه غير طبيعية في الغابة وهمز ولمز وجماعات تتبادل الأحاديث هنا وجماعات هناك مما يدل على أن الأمور غير مستقرة في الغابة وأن هناك نذر شؤم تلوح في الأفق ينعكس ذلك من ملامح الجماهير التي طالتهم عدسة الكاميرا .خلفية المشهد صوت الحيوانات الهامس والعالي أحيانا واللقطات شاملة إلى متوسطة إلى لقطات قريبة.

المشهد الثاني
اجتماع في مجلس الأمير يحضره كبار القوم من وزراء ونبلاء وبطانة وغيرهم من الذين يتوجب حضورهم في مثل هذه المجالس وقد حضروا برضاهم وبقناعتهم كجزء من البرستيج العام لهذه الاجتماعات إلا أن أكبر الحيوانات وأضخمها على الإطلاق لم يحضر إلى هذا الاجتماع مبيتا النية بالغياب لأسباب غير واضحة لعل من أهمها التكبر حيث انه من أغنى الحيوانات وربما الكنوز التي يملكها لا يرغب أن يشاركه فيها أحد مهما كان والفيل كما نعلم هدف للطامحين وطريدة للصيادين الذين يتاجرون بأنيابه الثمينة.
المشهد عام لقاعات الاجتماعات تتنقل فيها العدسة لرصد الحاضرين ومشاعرهم المتباينة وتركز على الأسد ، مع خلفية صوتية لما يدور من أحاديث غير مفهومة بين الحاضرين.

المشهد الثالث
يسأل الأسد سؤال استنكاري موجه للحاضرين عن الفيل حضر أم لم يحضر برغم علمه المسبق بعدم حضوره فمثل الفيل لا يخفى عدم حضوره ولكن السؤال لإثارة الموضوع ولبيان أن هناك تجاوز للعرف والنظام بمثل هذا الغياب الذي يستلزم عقاب سريع وقوي حتى لا يتكرر هذا الفعل مجددا من أحد . القطة تأتي بعد تأثير قطع للمشهد السابق ثم لقطة مقربة للأسد وهو يتساءل عن غياب الفيل.

المشهد الرابع
لقطة مقربة للأسد وهو يأمر الذئب بإحضار الفيل وهنا تقترب العدسة بزوم قريب جدا لرصد ردة فعل الذئب وأجابته المفاجئة التي أعتذر فيها عن المهمة لعدم استطاعته القيام بها حسب تبريره وأن إمكانياته لا تتجاوز الأغنام في ظروف وأزمنة محددة ورحم الله من عرف قدر نفسه، وهذا التصرف منه يدل على الحكمة والحذر.

المشهد الخامس
تنتقل العدسة الى حوار آخر والأمر نفسه هنا موجه للنمر الذي يعتذر بدوره عن المهمة ويبن بصراحة متناهية عدم استطاعته ايضا وأن إمكانياته لا تتعدى صغار الجمال ، وهذا التصرف من السبعين يدل على خلقهما الرفيع وترفعهما عن بعض الأمور التي ينبغي الترفع عنها.

المشهد السادس
تكرار المهمة ولكن هذه المرة للجعيرة أو الضبع ويصحب التكليف إغراء بترقية وكما علمنا من طباع الجعيرة أنها فتاة ليل وفاسقة ومفسدة والأسد هنا يراهن على أنها ستنفذ المهمة بطريقة من الطرق لذلك قدم لها هذا العرض ولكن الكاتب لم يجعلنا ننتظر معرفة موقف الجعيرة فانتقلت العدسة بقطع مباشر إلى المشهد الذي يليه.

المشهد السابع
تنتقل العدسة مباشرة بزوم سريع وعميق إلى الثعلب الذي قطع الطريق على أم عامر و( ندف صدره )كما يقول العامة واعتزا واقنع الأسد أنه يستطيع تنفيذ المهمة بعد أن صبغ حديثة بعبارات التبجيل والخضوع والانصياع التام التي يجيدها أمثاله الوصوليين الانتهازيين لأنهم جبناء وخبثاء ويعتمدون على الحيلة لتحقيق أهدافهم.

المشهد الثامن
العدسة تنتقل مباشرة إلى بيت الفيل وتنقل الحوار المباشر الذي دار بين الفيل والثعلب حيث استنكر الفيل حضور الثعلب في البداية ولكن الثعلب بخبثه ودهائه استطاع أن يقنع الفيل حيث بين له أنه من الناصحين له وأن من الخير له الذهاب برفقته إلى الأمير الطيب الذي اعد له الاستقبال المناسب والهدايا الطيبة وقطع له العهود والمواثيق أنه لن يصيبه مكروه.

المشهد التاسع
والعدسة هنا تنتقل إلى أشد المشاهد إيلاما وعنفا ولكن اللقطة كانت سريعة لم تستغرق إلا بضع ثواني تم خلالها تنفيذ الحكم في الفيل بضربة واحدة من يد الفاتك شقت بطن الفيل المكتنز باللحم والشحم من بدايته إلى نهايته

المشهد العاشر
يوجه الأسد الأوامر إلى الثعلب بسلخ الفيل وإحضار القلب وهو غاية المنى وعلية السباق والرغبة ويأمره بالتخلص من بقية الجسد . والغرابة هنا كيف توجه هذه الأوامر بتنفيذ هذه المهام للثعلب وهو لا يستطيع عليها ولذلك نجد أنه قصر وكذب وخدع الملك وأستأثر بالقلب وبرر موقفه بأن الفيل لا يملك قلب وقد اجبر الملك على الاقتناع برغم يقينه بكذب الثعلب ولكنه تورط معه ولا يريد أن يلام على قراراته الخاطئة وهو بذلك يقبل تجاوزات الثعلب التي يستمر في تغليفها بعبارات النفاق والمداهنة التي يغسل بها عقل الأمير ألأسد صباح مساء .


وبعد كان هذا سيناريو مختصر أيضا لنص الفيلسوف الجنوبي محمد بن ثامره الثوابي ويبقى السؤال الملح لماذا تحدث ابن ثامرة بلسان الحيوانات في غابتة غيرالمستقرة.


من مصادر الموضوع
1 - موسوعة ويكيبيديا الألكترونية الحرة
2 - النص القصصي وشخصية الحيوان المتحدث - بقلم إقبال التميمي
جريدة الرأي الأردنية / الملحق الثقافي 18 أغسطس 2006