عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-2012, 12:13 AM   رقم المشاركة : 1
قصتي مع كتاب : سجل الشرف


 

تقديم :

لا أخفيكم أن ما سأورده لكم من سطور قادمة كانت أصلا ردا على موضوع كتبه الإبن الغالي أبو ميس عن موضوع تاريخي كأحد المواضيع الجميلة والتي دائما يتحفنا بها بين آن وآخر حتى كأنني أجد فيه المتخصص بهذا المنتدى والراوية المهتم بهذا الفرع من العلوم الإنسانية .. ولأن الرد غالبا ينبغي أن يكون محدودا .. إلا أنني أختزن معلومات في هذا الجانب حاولت أن أختصرها فتعذر علي الكتابة عن موضوع لا يأخذ كل جوانبه المعرفية .. ولا ( تنسون ) في داخلي ودي ( أتجمل ) على الأقل بموضوع ( للرفاقة ) بالساحات من زمان ما كتبت شيء جديد .. إضافة إلى تهديد برسالة جاءتني من ملا عبد الحميد بن الحسن - لاحظوا اسمه الثاني - وأنا سبق وأن درست بالقطيف قبل نصف قرن ولا زال لساني به بعض المصطلحات كالملا وغيرها .. التهديد ملخص ما قال به : لا تخليني أتعنى إلى عندك .. ومع غلا الأغنام هذه الأيام سأضطر للإذعان لتلبية الطلب قبل أن ينفذ تهديده خاصة أنه يتلقى دعما لوجستيا وقضائيا من أخيه الأكبرالريس علي أكبر ابن الحسن

قصتي مع الكتاب

الكتاب هو سجل الشرف للمؤلف فهد المارك .. كان أحد رعايا الملك عبدالعزيز المقيمين بسوريا قبل حرب 48 مع اليهود وقد ألف عدة كتب أشهرها سجل الشرف .. سمعت بهذا الكتاب من الأخ مجدوع الشراوي - صاحب متحف التراث الإنساني بمكة - حيث أبلغني عام 1408أنه شاهد الكتاب أثناء زيارة لمدرسة يحي بن أكثم المتوسطة وأفادني أنه يوجد به أسماء السعوديين المشاركين بحرب فلسطين .. لقد أثار في نفسي الكتاب ومحتوياته رغبه شديدة لمعرفة أسماء أولئك السعوديون ممن شارك في حرب فلسطين .. خاصة وأن من قرية رحبان عدد ممن شارك في حرب فلسطين منهم سعيد بن عبد الغني وعبدالله العطية وأحمد الضويلع رحمهم الله وكنت أتوقع أن أجد أسماء من نعرفه ..كان أحمد الضويلع بالذات يحدثنا في ساحة المسجد عن اليهود والطائرات والقنابل وجمال عبدالناصر ومسميات لمدن فلسطينية مثل اسدود وغزة وعن ملابسات بعض من المعارك .. تلك المعلومات نختزنها وتستثير فينا الرغبة لمعرفة المزيد مهما طال بنا الزمن لعلنا نجد بصيص أمل لبطولة أو انتصارا لو كان وهميا على عدو اهاننا نحن العرب .. استباح كرامتنا وسلب أراضينا ومقدساتنا وقتل وشرد آلاف المظلومين

بقي في نفسي اسم الكتاب وتسنت لي زيارة تلك المدرسة بشكل رسمي ضمن طبيعة عملي عام 1415 .. وطلبت زيارة المكتبة وبحثت عن الكتاب وسألت عنه فلم أجده .. وخطر لي أنه طالما كان بتلك المدرسة إذا قد يكون من الكتب التي تم تأمينها لكل المدارس المتوسطة إلا أن جهودي في البحث عنه بالمدارس لم تفلح .. خطر على بالي أيضا أن نسخة منه لا بد أن تكون بالمكتبة العامة التابعة لإدارة التعليم .. وفعلا الكتاب موجود ضمن العهدة الرسمية لكن صحفيا استعارة وماطل في ارجاعه ناويا الإستيلاء عليه .. ولأن أمين المكتبة غير مهتم بالموضوع طالما سيضعه ضمن نسبة الكتب التالفة بصرف النظر عن أهمية الكتاب

أخيرا وأنا أتصفح كتاب : الجيش السعودي في فلسطين للدكتور محمد بن ناصر الأسمري - والده من المحاربين بفلسطين - كان بالفهرس قائمة بالمراجع ومنها كتاب سجل الشرف لفهد المارك - دار الكاتب - الرياض
عن طريق دليل الإتصالات هاتفت المطبعة ( 014786853 ) قال لي ( كم نسخة بدك ؟ ) قلت إثنتين .. رد على بكل أدب : ترسل واحد يؤخذها وبدون فلوس .. وفعلا اتصلت على الأخ نائف عوضة ودبر لنا من يحضرها فوصلت .. نسخة لي والأخرى له

محتويات الكتاب :

يوضح المؤلف المبررات التي دفعته للتأليف منها أنه كان أحد أولئك المجاهدين المقيمين بسوريا قبل مجيئ المتطوعين السعوديين وقد تسنت لهم الفرصة للجهاد من خلال سوريا الأبعد وليس الأردن الأقرب .. لماذا ؟ أمور لا يتسع المجال لذكرها .. وقد عمل المارك على تنظيم المجاهدين القادمين والإتصال بمسئولي الجيش السوري حتى كونوا فوجا قتاليا تحت إمرة الضابط السوري فوزي القاوقجي وتوزعوا على شكل سرايا حاربت اليهود في 23 معركة داخل فلسطين حتى الساحل الفلسطيني في حيفا وعكا .. أيضا في اللد وصفد والقدس والرملة .. وصولا إلى النقب جنوب فلسطين

أولئك المجاهدين دفعتهم الرغبة في الجهاد من تلقاء أنفسهم لقتال اليهود وكانت النخوة هي الدافع الأساسي .. ما كانوا مسيسين ولا مبرمجين بفتاوي مندس خلف الجدار يسوقهم إلى التهلكة .. والله أعلم .. شاركوا جماعات وفرادى من مختلف أنحاء المملكة.. وكان نصيب المجاهدين من غامد 21 مجاهدا قتل وجرح منهم العديد واسماؤهم وأسماء قراهم مدونة بالكتاب أكثرهم من بني جره .. بعضهم مذيل اسمه ب الحجازي واعتقد أن هذا اللقب غالبا ما يطلق على الغامدي آنذاك ( الحجز ) - بضم الحاء والجيم -

القسم الثاني من الكتاب : يضم قائمة بأسماء المتبرعين السعوديين من مختلف أنحاء المملكة وجدها المؤلف لدى الشيخ محمد نصيف أحد أعيان جدة .. ويلاحظ أن التبرعات كانت تجمع بطريقة منظمة وطريفة : ففي المدن من التجار وأحيانا من الأحياء أو الطوائف مثلا : تجد أسماء الفلاته من مكة قائمة مع بعض .. ثم الحضارم .. المضحك أن هناك تجارا يشار اليهم اليوم بالبنان مثل ( بالبيد ) حيث تبرع بنصف ريال .. وبا وزير بنصف ريال .. وباحمدين بخمسة ريالات والعمودي وغيرهم .. من المؤكد أنهم كانوا آنذاك على قد حالهم وتلك هي قدراتهم ..يأتي في رأس قائمة المتبرعين : الشربتلي مائتا ألف ريال .. كما توضح القائمة من خلال التبرع أسماء العائلات التجارية الثرية بمكة وجدة عددهم بالمئات .. ولا توجد أدنى مقارنة بينهم وبين ما يصل من تبرعات أهالي الرياض .. كما يوجد أسماء المدن الصغيرة وجملة ما تم التبرع به .. ومنها ربعنا ( الظفير ) قبل أن تسمى بالباحة حيث كانت مركز الأمارة والربع ما قصروا جمعوا مبلغ وقدره ( 2788 ) ريال فإذا قورنت بتبرعات القنفذة ( 125000 ) ريال تجد الفوارق والمكانة الإقتصادية التي تزيد وتنقص مع الأيام لكل بلد

ذلك الجهاد بالنفس والمال في وقت كانت السعودية عام 1367 هجرية - 1948 م بلدا فقيرا ومع ذلك فقد استقطع أولئك الفقراء والأغنياء من أموالهم لمساندة الجهاد .
من أشد المآسي وخيبة الأمل أنني قرأت في كتاب الأسمري الذي أشرت إليه سابقا من خلال نص مكتوب باليد للقائد السعودي في حرب فلسطين الزعيم ( سعيد كردي ) أنه حصلت ضغوط على الملك عبد العزيز من الرئيس السوري حسني الزعيم والجامعة العربية بضرورة ارسال تلك التبرعات إلى الجامعة بزعم توحيد مجهودات الدعم الحربي لفلسطين ولم يصل إلى فلسطين منها سوى عشرين ألف جنيها .. والباقي شفطها فاعلوا خير من كبار القوم ومن المصارية المشرفين على ( قامعة الدول العربية ) .. هذا يذكرنا بتلك الريالات البسيطة التي كانت تؤخذ منا لدعم فتح و ( المكاومة الفلس طينيه ) وأظنها ليست بعيدة من تلك المبالغ التي اقتطعها قبلنا الأباء من حر مالهم وقوت أبنائهم دعما ل ( الكضية ) وليتنا نسلم .. لا سلمت فلوسنا ولا سلمنا من الشرهة

وللملاحظة والأهمية : تلك الجهود والجهاد كانت من قبل المتطوعين السعوديين الذين توجهوا إلى فلسطين برغبة شخصية .. بعدها بسنة واحدة عام 1948 م أرسلت الحكومة السعودية جيشا نظاميا بكامل معداته عدده ثلاثة آلاف مقاتل إلى السويس - سيناء غزة - فلسطين حيث قاتل جنبا إلى جنب مع الجيش المصري داخل فلسطين وخاضوا معارك متفاوتة مع العصابات اليهودية .. هذا له جانب ملئ بالأحداث والمفاجآت .. لكنها أيضا توضح بجلاء كم ساهمت هذه البلاد في الدفاع عن الحق والمبادئ في كل مكان ؟ .. ولا زالت الشرهات خلفنا وأمامنا

آسف جدا على التطويل .. هذا مالزم بيانه والسلام عليكم

 

 

   

رد مع اقتباس