عرض مشاركة واحدة
قديم 04-07-2010, 08:24 PM   رقم المشاركة : 109

 

يتبع

نعود لموضوع الصور : في تلك السنة انتقلت الأمارة من بلجرشي إلى الباحة وكان حدثا عظيما أشبه بالإنقلابات الثورية في بعض الدول .. حيث علمنا من قبل ومن بعد بأنه بعد عناء ومطالبات وخطط بين أهالي الباحة والظفير من جانب وبين أهالي بلجرشي من جانب آخر انتهت بفوز الطرف الأول وأصبحت الباحة هي المقر الرئيس للأمارة .. وتبع ذلك انتقال الإنشطة التجارية ومنها ( المصور ) الراقي قبل ذلك الوقت لم يكن هذا النشاط موجود

رافقنا الأستاذ سعيد بن غرم الله ( رحمه الله ) من قرية العباس وهو من أفضل ما مر علينا من المعلمين خلقا وعلما .. وكانت تسند إليه تدريس مادة الرياضيات بالصف السادس وقد أكون متأكدا بأنه الوحيد من المعلمين الذي يستطيع تدريس وحل مسائل الرياضيات بالصف السادس آنذاك .. ومع أنه صاحب خلق وأدب جم إلا أنه لم يسلم أحيانا من أذى بعض أفراد ( الميليشيات ) عند مروره من تحت قريتنا حيث يندس البعض وراء قرصان البرشومي .. ويصفر .. تصفير فقط .. والتصفير هو رسالة موجهه وشيفره يعرفها فقط من يمر من جيراننا المسالمين

وصلنا الباحة وتم التصوير بالأستوديو الراقي .. في الشارع .. ولعدم وجود كهرباء يستفاد من ضوء الشمس ضحى كبديل للإنارة ..
أما تحديد العمر فقد علمنا ماحل بزملائنا القدامى ممن تخرج من المعهد القديم وكانوا صغارا في السن ولم يتم توظيفهم فكان الإقتراح بأن يزيد كل واحد في عمره أربع سنوات ( بخشيش ) وكان الكاتب يسأل : كم عمرك ؟؟ وبناء على التوصية نعطيه الرقم .. وهو يعلم الحقيقة بكاملها ولكنه يكتب مانقول من باب المساعدة

أهم حدث هو ( الفول ) .. فبعد الإنتهاء من التصوير وشهادة الميلاد إنتقلنا إلى المطعم ونحن نعلم مسبقا بأن المسألة ستخللها أكل فول .. وكل الموجودين معي لم يسافروا اطلاقا على حد علمي وبالتالي هم يسمعون بالفول ومنتظرين التجربة .. محدثكم قدر له مسبقا أن يسافر لعدة سنوات بما فيها الدراسة لعدد من السنوات بمدينة الدمام وسبق لي أن دخلت مطاعم أرامكو وصالة الكفتيريا الكبيرة والنادي الإجتماعي للعمال وأكل الإسكريم والحصول على مجلة قافلة الزيت وقراء ةمجلة العربي .. ومشاهدة أفلام السينما .. والتلفزيون وأشياء كثيرة لا مجال لذكرها .. إلا أنني هنا عدت مع رفاق الدرب والطفولة مثل أي واحد منهم أشتاق لهذه الأكلة - حتى الآن -

أحضر كل واحد منا ( 12 ) قرش تكلفة التصوير ( 6 ) قروش والباقي رجعه لنا الأستاذ سعيد وقال روحوا افطروا وحاسبوا .. أفطرنا طبعا ولازلت أذكر أن فردين من الرفاق المناضلين المشهورين تشاورا وقررا الهرب بدون دفع الحساب وفعلا نفذا الفكرة .ولكن مع كثرة رواد المطعم لم ينتبه لهم أحد .. الفقر والجهل آفة نسأل الله أن يتوب عليهم

في تلك السنة ألغي نظام معهد المعلمين الإبتدائي والتحقنا بمدرسة النجاح المتوسطة كأول دفعة عام 1385 هجرية .. درسنا شهرين بالمبنى القديم بقرية عراء ( مكان فول علي الذهبي كان أحد فصول الصف الأول متوسط ) بعد تلك الشهرين انتقلنا إلى المبنى المسلح الذي لا يزال قائما حتى الآن ومعنا طلاب الصف الثاني والثالث من معهد المعلمين يتقدمهم البطل الهمام بالصف الثالث معهد : ( عبد الحميد صوهد ) صاحب فكرة هذه الذكريات .. الذي ورطنا وخلانا نعيد نشر هذا الغسيل سامحه الله .. واستروا ما واجهتم