عرض مشاركة واحدة
قديم 08-13-2010, 03:04 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عضو فعّال
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
علي بن جاهمه is on a distinguished road


 



وقفات في حياة خالي ...
من المصادفات أن تكون وفاة خالي محمد أبو علامة في هذا الشهر الفضيل
وسوف استميحكم عذرا لأروي لكم القصة كما أتذكرها الآن
كانت وفاته يرحمه الله في 11 رمضان 1399هـ في مدينة الطائف في بيت ابنه غرم الله ابوعلامة في حي الشهداء الشمالية وبشكل مفاجئ ولعلي هنا أعود بالتاريخ إلى عام 1390هـ عندما كان خالي منوما في مستشفى الشميسي بالرياض لعلاج مشكلة في القلب اعتقد أنها ضعف في العضلات نتيجة لحادثة قديمة في وادي السباع حيث هجمت عليه بعض السباع وتسلق شجرة وبات ليلة فوق الشجرة وكانت حمارته مربوطة تحت الشجرة وظل طوال الليل يراقب الحمارة خوفا عليها وظل يدافع عنها حتى أصبح الصبح ...وهذه الحادثة كما يقول الأطباء حينها قد أثرت على قلبه.
أعود لمستشفى الشميسي حيث أكدوا الأطباء لوالدي يرحمه الله أن وفاته خلال ثلاثة أشهر ( اكلينيكيا) وانه من الأفضل أن يموت بين أهله وأولاده وانه لا فائدة من بقاءه في المستشفى عندها صدم والدي وصعق بالخبر لحبه الشديد لخالي محمد ولكنه رجل مؤمن فشاور من شاور واتخذ القرار بنقله إلى الديرة بأسرع وقت وقد طلب الأطباء عدم ركوبه الطائرة فذهبا بسيارة والدي إلى الطائف ومنها إلى العبالة واعتقد أن والدي قد ابلغ بعض كبار الجماعة حينها بحالته الصحية.
ولكن الله شاءت حكمته أن يعيش خالي تسع سنوات وليس ثلاثة أشهر بل وكان يعمل ويتحرك بكامل الحرية وفي ليلة وفاته وبعد صلاة العشاء ذهبت إلى بيت غرم الله وكان خالي بالمسجد يصلي التراويح ولما عاد قابلته في مدخل العمارة واخذ يمازحني ( وكان يرحمه الله دائما يمازحنا على أننا بدو من أهل نجد ومما يقول لنا " رح وراك وتعال دونك " وهي لهجة بدوية نجدية ) وكنت خارجا فقال اقعد تعش معنا فرفضت وكان مبتسما ضاحكا وكنت مستعجلا حيث كنا نلعب دوري رمضاني حينها ولم اعرف انها النظرة الأخيرة واللقاء الختامي .....
المهم إنني أكملت المباراة وعدت لأسهر مع شباب الحارة بالقرب من بيتنا وفجاءة وإذا بسيارة تشبه سيارة رحيمي غرم الله ابوعلامة تقترب من جلستنا وتتوقف ... حاولت أن أتعرف على من بالسيارة وإذا به والدي الذي نزل منها متجها إلي بسرعة وكان حافي القدمين !! وإذا به يناديني وعندما اقتربت قال لي اذهب إلى البيت الآن وأبقى بجانب التلفون .. وسكت عدة ثواني ثم أكمل .. خالك محمد توفى ذلحين وانحن رايحين عنده وأمك معنا لا تدري بعلمها في بيت غرم الله .. صراحة صعقت فالرجل قبل ثلاث ساعات يمازحني بلهجتي البدوية ويضحك والآن متوفى... اشهد أن لا اله إلا الله .. سبحان الله لقد كان موت خالي محمد من الصدمات القوية في حياتي ..
المهم إنني ذهبت إلى البيت وعرفت فيما بعد أن خالي يرحمه الله تعشى ثم تقهوى وحاول ينام قليلا أو انه بالفعل نام ثم قام عند الساعة الثانية عشرة وطلب قهوة وشربة واكل وشرب منها ثم قال لغرم الله إنني اشعر بحرارة في صدري فقال غرم الله خلنا نذهب للمستشفى وتردد ثم قرر الذهاب وعندها تجهز ونزل مع درج بيت غرم الله رغم ارتفاعه بشكل طبيعي حتى ركب السيارة وعندها بدء ينازع الموت ولم يستمر أكثر من دقيقتين حيث خرجت روحه الطاهرة إلى بارئها وكان في السيارة ابنه علي ابوعلامة وعبدالرحيم رمزي وذهبوا به إلى مستشفى الأمين وادخل الإسعاف فقال الدكتور انه ميت فعادوا إلى البيت وذهب غرم الله لإحضار والدي ووالدتي وقرروا إرسال شخص للقرية عشان يبلغ أخوالي سعيد وعلي وبقية الجماعة وبالفعل تصدى لهذه المهمة عبدالرحيم رمزي حيث تحرك من الطائف الساعة الثالثة فجرا ووصل القرية السادسة صباحا وابلغهم الخبر وركبوا سيارة وعادوا جميعا إلى الطائف حيث تمت الصلاة علية ظهرا في ابن العباس وقبر في جبل شرقرق... رحمة الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته وقد أقيمت معزاته في الطائف وفي العبالة لمدة ثلاثة أيام وسبحان الله كان خالي يتصرف وكأنه يعرف أن اجله قد دنى فقد انتهى من زواج ابنه علي قبل وفاته بخمسة عشر يوما وكان له بعض الماشية لدى البدو في العقيق وتخارج معهم فيها وكان لديه بعض الديون وكان قد أنهاها قبل وفاته بأيام ... رحمك الله يا خالي محمد أبوعلامة .

 

 

   

رد مع اقتباس