عرض مشاركة واحدة
قديم 05-26-2012, 03:29 AM   رقم المشاركة : 101

 

.....


حين رحل أبي كنت دون الرابعة عشر .....

كانت صبيحة يوم الاثنين ربيعي .. بارد ..

ايقظتني أمي وهي تقول : أبوك مات

شعرت بخوف .. وظللت لساعة .. لا أعرف ماذا أفعل ..

وأتساءل بصمت ماذا يفعل الناس عندما يموت أحبابهم ؟؟

لم يكن للحزن في عقلي .. مساحة .. بعد .. ولا للفراق مرارة طعم ..

..

ولكن أمي كانت تبكي بحرقة .. ولكأنها تواصت بالحزن ... او لكأن لم يحزن سواها

وبداخلي كان هاجس يقول :

.. اليست هي التي كانت تحدثنا دائما هي وأبي عن الجنة .. التي يذهب اليها المؤمنون .. وبها كل شيء

وابي كان يصوم كثيرا .. ويتصدق .. ويحب الجيران .. ويصلي الفجر في المسجد .. لذا هو في الجنة

والجنة أكيد افضل من بيتنا الطيني .. ومساريب الحوزة الضيقة .. وزراعة الذرة

...


لا أعرف كم احتجت من السنين كي أعرف أننا حين نواري أحدهم الثرى فإننا ندفن بعض منا ..

وأن أصعب وأقسى ما في الرحيل أنه لا يأتي بــموعد مسبق

ولا يمنحك وقت ولا فرصة .. كي تمسك بكف من رحل .. وتعتذر منه عن كل الكلمات التي له في قلبك .. ولم تقلها له


..

 

 

   

رد مع اقتباس