عرض مشاركة واحدة
قديم 01-01-2011, 07:21 PM   رقم المشاركة : 486
معلومات العضو
عضو فعّال
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
محمد عجير is on a distinguished road


 


( الحلقة السادسة )


الأستاذ عارف كان ناويا شرّاً واتقاء لشرّه تركوا له طالبا واحدا يساعده في تعليق اللوحات في معرض العلوم، (كان هذا نصّ الإشاعة ) التي سرت في دهاليز المدرسة !!!

إنتهى الحفل ولم تحدث أيّة مشاكل وبدأ الإمتحان بعده بثلاثة أسابيع تقريبا ومر اليوم الأول على خير وفي اليوم الثاني كان إمتحان الفيزياء الذي فاجأتنا فيه ورقة الأسئلة بشئ لم نكن نتوقعه ( أسئلة أكاد أجزم أنه لا يستطيع حلّ جزء كبير منها اليوم محمد البرادعي رئيس وكالة الطاقة الذريّة السابق ) خرج الطلاب على إثرها من قاعة الامتحان عن بكرة أبيهم يضربون أخماسا في أسداس ووجوههم تنبئك عما فعلوه في الداخل ، لم يكن أحد منهم يعلم من هو المستفيد من هذا الأمر ؟! ولا ماسوف تؤول إليه الأمور ؟! وكل من قابلته منهم يصرّ على أنه راسب ! وهذا ما خفف عليّ قليلا من جور المصيبة فالموت مع الجماعة رحمة كما قيل .


بحثت عن العبادي رحمه الله وقد خرج من القاعة مبكرا وكان ممن أدى الأمتحان معنا ( منازل ) وهو من هو في التفوّق الدراسي فقابلني بإبتسامته المعهودة قائلا ( اللي أعرفه حلّيته واللي مااعرفه يقعد مكانه ) بادرته كم حليت ؟ قال سؤالين وفقرة من سؤال ثالث ( عدد الأسئلة كان خمسة ) .


يبدأ المصححون في العادة تصحيح الأواق بعد الإنتهاء من أداء الإمتحان ( مادتان في كل يوم ) وكل يوم بيومه نظرا لقلة أعداد الطلاب ( كان العدد مابين ال 40 إلى 50 طالبا ) وقد يستمرّ تواجدهم في المدرسة إلى مابعد صلاة العصرإلا ذلك اليوم فقد استمر إلى وهن من الليل وكنت أتحرق شوقا في القرية في إنتظار عودة الدكتور أحمد التابعي رحمه الله بصفته أحد أعضاء هيئة التدريس في متوسطة الظفير ( ومقرها نفس المبنى ومديرها ومدير الثانويّة واحد ) لأعرف منه شيئا عن نتيجة الفيزياء ولما عاد رحمه الله لم أخرج منه بشئ سوى قوله ( سوّاها الخسيس ) !!! من هو الخسيس ؟ ولماذا سوّاها ؟ لم يفصح !!


في صبيحة اليوم الثاني أحاط عدد من الطلاب بالإستاذ عارف قبيل دخوله مبنى المدرسة وأنا من بينهم لمساءلته عن النتيجة فلم يزد على أن قال ـ لم يرسب أحد ـ !!!
هل كان صادقا ؟ أم أن إجابته تلك كانت لمجرد التهرب من ذكر الحقيقة ؟ّ لاأدري !!

كل الذي كنت متأكدا منه أن تلك الإجابة لم تكن خوفا من بطش الطلاب لأن سلوكا من هذا القبيل لم يكن من ديدن التلاميذ في ذلك الوقت .



إنتهى الإمتحان وظهرت النتيجة وإذا بالجميع ناجح في مادة الفيزياء !! لم يرسب فيها أحد ! كيف حدث ذلك ؟ وكيف تجاوزت أنا شخصيا تلك المادة ؟ والله لاأدري حتى هذه اللحظة ! سألت الدكتور أحمد التابعي فيما بعد وحاولت معه أكثر مرة ليطلعني على السرّ فلم أحصل منه رحمه الله على إجابة مقنعه .

( حتى أخرج من ذنب الأستاذ عارف ومن ذنب غيره فإني أستغفر الله من اتهامي له بإضمار الإنتقام وأدعو الله أن يعفو عنه وعن كل أساتذتي في تلك المرحلة وفي كل المراحل فهم ذو فضل عليّ أكون جاحدا إن أنا أنكرته ) .


بعد أن إنتهى العام الدراسي عاد عدد لابأس به من طلاب الثانوية العامة من جديد للتقدم إلي معهد إعداد المعلمين بالباحة منهم الأستاذ مسفر الملدي والأستاذ سعيد رداد من العباس بينما استمر الباقون وأنا منهم حيث استقر بنا المقام ، ومع بداية العام الجديد تم تعيين الأستاذ ناصر علي بشيّة مديرا لثانوية السروات وكان على الطلاب الصاعدين من الصف الأول إلى الصف الثاني إختيار إمّا القسم العلمي أو الأدبي فاخترت الأخير ، استدعاني بعدها الأستاذ ناصر بشية إلي مكتبه وسألني لماذا اخترت الأدبي ؟ فقلت له بعفوية ـ العلمي مواده صعبة ! فقال يا الدّبشه ـ علاماتك في المواد العلمية أحسن منها في الأدبية ، قلت ماأبغي العلمي ! قال باخليك أسبوع في القسم الأدبي وبعدين آجيبك وآشوف ؟

أكبرت في الأستاذ ناصر هذه اللفتة مع أني لا أعرف سببها لكنّي رأيت فيها تقديرا لشخصي ولقدراتي الذاتيه ولم أخض في التفكير فيها كثيرا لأني قد حزمت أمري وتوكلت على الله واتجهت إلى القسم الأدبي ، ولم يستدعني هو بعد ذلك ولم أغير أنا قناعاتي .



في ذلك العام تحسنت العلاقات السعودية المصرية بشكل كبير ومعها صدح الفنان محمد عبده من مسارح القاهرة بأغنيته المشهورة ( يامركب الهند يابو دقلين ) والتي فازت بالمرتبة الأولى آنذاك وعاد المدرسون المصريون إلى المملكة من جديد فكان لي مع بعضهم قصة أخرى ظهر جزء منها على غلاف أحد مقررات اللغة الأنجليزية سبق لأخينا العزيز ( بن ناصر)القيام بنشره على إحدى صفحات هذا المنتدى .


 

 
























التوقيع