عرض مشاركة واحدة
قديم 12-19-2012, 07:12 PM   رقم المشاركة : 5

 

لقد انعكس هذا البعد من العمل المتواصل والمتنامي من لدن قيادة المملكة للغة العربية على كافة المستويات على واقع اللغة العربية وحضورها في المشهد العالمي بين لغات العالم، لتصل من خلال الدعم المستمر إلى أن تصبح اللغة العربية اليوم إحدى اللغات الست المعتمدة في منظومة الأمم المتحدة، إذ جاء هذا الحضور لغة القرآن وللوصول إلى هذا الاعتماد العالمي نتيجة دعم دؤوب واهتمام مستمر متواصل، قدمت من خلاله المملكة الدعم اللا محدود، الذي يأتي إلى جانبه الموقع والثقل السياسي المهم للمملكة في منظومة دول العالم، ونظرا لما تتمتع به المملكة من علاقات وطيدة متفردة على كل المستويات السياسية، ما جعل من علاقة المملكة مع المنظمات التي تعنى بشؤون العرب والمسلمين ولغتهم، يحظى بالتقدير العالمي، ويجد موقعا صداريا متقدما في خدمة شؤون العرب وقضايا المسلمين ولغتهم العربية، حيث يأتي في مقدمة هذه العلاقة الوطيدة والمتنامية علاقة المملكة بمنظمة اليونسكو، وما تجده المنظمة بهذه العلاقة من تفاعل مع مناشطها، وتواصل دائم مع برامجها، إلى جانب ما حظيت به المنظمة من دعم معنوي ومادي.


حيث يكتسي تعدد اللغات بوصفه عنصرا في الاتصال المتناسق بين الشعوب أهمية خاصة بالنسبة لمنظمة الأمم المتحدة، وهو ما يشجع على الاتصال والحوار والتسامح، فإنه يكفل مشاركة فعالة ومتزايدة للجميع في سير عمل هذه المنظمات، لفعالية أكبر ومشاركة أكبر ونتائج أكبر، إذ ينبغي لحفاظ على تعدد اللغات وتشجيعه بإجراءات متنوعة داخل منظومة الأمم المتحدة بروح المشاركة والاتصال.



لقد كان للتوازن بين اللغات الست: العربية، والفرنسية، والإنجليزية، والأسبانية، والصينية، والروسية، شغلا شاغلا لكل الأمناء العامين لمنظمات الأمم المتحدة، حيث اتخذت عدة إجراءات منذ عام 1946م إلى يومنا هذا، لتعزيز استعمال اللغات الرسمية حتى تكون منظومة الأمم المتحدة وأهدافها وأعمالها مفهومة لدى جميع الجمهور على أوسع نطاق ممكن.. حيث أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 18 ديسمبر 1973م خلال دورتها الثامنة والعشرين قرارا يقضي بإدخال اللغة العربية ضم اللغات الرسمية ولغات العمل المقرة في الجمعية العامة ولجانها الرئيسية، والقيام بناء عليه بتعديل احكام النظام الداخلي للجمعية العامة المتصلة بالموضوع، حيث كانت اللغة العربية معتمدة كلغة رسمية قبل ذلك التاريخ في اليونسكو ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة العمل الدولية، ومنظمة الوحدة الإفريقية.. حيث أعلنت اليونسكو في 17 نوفمبر 1999م في الدورة الثلاثين من مؤتمرها العام يوم 21 فبراير «اليوم الدولي للغة الأم» للنهوض بالتنوع اللغوي والثقافي.

إن الغرض من الاحتفال بأي يوم من أيام اللغة يأتي في سبيل زيادة الوعي بين الدول الأعضاء ومنظومة الأمم المتحدة وموظفيها بتاريخ كل من اللغات الست والتعريف بثقافتها وتطورها، ما يتطلب من المتحدثين بهذه اللغات إعداد برنامج أنشطة لليوم الخاص بها، بما في ذلك دعوة شعراء وكتاب معروفين للمشاركة في الاحتفالية، إلى جانب ما يقدم من مسابقات ومحاضرات ومعارض مصاحبة وعروض مسرحية وشعبية وفلكلورية مختلفة،إضافة إلى إعداد مواد إعلامية متعلقة بالحدث، من شأنها تقديم صورة ثقافية واجتماعية عن اللغة المحتفى بها، إذ يأتي الاحتفال باللغة العربية في يومها العالمي في سياق هذا التوجه الاحتفائي، الذي ستعمل المجموعة العربية لدى اليونسكو على الاحتفال بهذه المناسبة إيمانا من المجلس التنفيذي بما تمثله اللغة العربية من أهمية في حفظ الحضارة الإنسانية وثقافاتها ونشرها، وإدراكا منه بما تعنيه هذه اللغة لتمثيلها اثنتين وعشرين دولة من الدول الأعضاء في اليونسكو، ويتحدث بها أكثر من 422 مليون عربي، ويحتاج إلى استعمالها أكثر من مليار ونصف المليار من المسلمين في انحاء العالم.


كما يأتي هذا الاحتفال انطلاقا مما يتفهمه المجلس التنفيذي من ضرورة تحقيق تعاون أوسع نطاقا بين الشعوب من خلال التعدد اللغوي والتقارب الثقافي والحوار الحضاري، بما ينسجم مع ما ورد في ميثاق اليونسكو، مذكرا في الوقت نفسه بالقرار 3190 (د – 28) الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في ودورتها الثامنة والعشرين في 18/12/1973م والقاضي باعتماد اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الجمعية العامة ولجانها الرئيسية، إذ اعلن المجلس التنفيذي ترحيبه بالقرار الصادر الذي اعتمدته إدارة الأمم المتحدة لشؤون الإعلام في 19 فبراير 2010م بموجب الوثيقة التي تقضي بالاحتفال بالأيام الدولية للغات الرسمية الست في الأمم المتحدة، التي حددت اليوم بوصفه يوما عاليا للاحتفال باللغة العربية.. كما يقدر المجلس التنفيذي ما قدمته الدول العربية وتلك التي تتخذ العربية لغة رسمية لها من تأكيدات لحفظ وصون اللغة العربية والاحتفاء بها.

 

 

   

رد مع اقتباس