عانق أبي رحمه الله قدره المحتوم فجأة من دون مقدمات مرضيّة في الخامس والعشرين من شهر رجب عام 1414 للهجرة في جدّه ، ركض إلى نهايته بسرعة الومض ، فجأة قرّر مغادرة الديره والانتقال إلى جدة معلّلا ذلك بكبر سنّه وأنّه لم يعد يحتمل البرد ، عندما أتذكر قرار أبي بالسفر أتساءل هل كان يدرك أبي أن نهايته قد اقتربت وأنّ الستار أوشك على الإسدال فأسرع إلى المكان الذي سيحتضن نهايته قبل موعد النهاية بأشهر . عاش أبي حياته مكافحا حيث عمل في البناء فترة طويلة من الزمن واشتغل بالتجارة والزراعة وكان مخلصا وفيّا صادقا شهما في جميع أعماله . حفظ قدرا لا بأس به من القرآن الكريم وتلقى قسطا وافرا من العلوم الشرعية على يد الشيخ صالح العشماوي ، وكان محبا للخير مقيما لحدود الله عارفا بالعادات والأعراف والتقاليد ، وهو إلى ذلك يعرف الأنساب ويحفظ الكثير من القصص والقصائد . رحمك الله يا أبي رحمة الأبرار ونظّر وجهك وشكر صالح سعيك