عرض مشاركة واحدة
قديم 11-13-2009, 11:31 AM   رقم المشاركة : 70
إضافة رد


 

بسم الله الرحمن الرحيم
المرحوم عبدالله علي العبادي عانى كثيرا في حياته وجاهد وكافح في سبيل لقمة العيش مثله مثل الكثيرين ، فهو عصامي - يرحمه الله - تولى قيادة أسرته وهو مازال طري العود وقد ذكرت هذا في كلمة قصيرة عنه بمناسبة ( رثائية ابنه أنس ) .
كان يقضي حاجات الناس ويسعهم برحابة صدره ، له فضل عليّ أذكره ولا أنساه ، فقد كُلّفت بعمل مراقب في ثانوية الصديق عندما كان المراقب آنذاك من ضمن الوظائف الفنية أي مثله مثل المدرس والمدير والوكيل وقد صدر في ذلك قرار وزاري بهذا الشأن ، وبعد فترة من الزمن صدر قرار آخر مناقضا له يعتبر وظيفة المراقب إدارية ونتيجة لهذا التناقض في إصدار القرارات أصبحت مهددا بالتجميد في نهاية مربوط المرتبة الخامسة ، ترفع زملائي الذين يعملون في التدريس إلى المرتبة السادسة ماعداي .
حاولت الانتقال والعودة إلى التدريس ولكن مدير ثانوية الصديق - يرحمه الله - كان يرفض طلبي ويشترط البديل .
شكوت وضعي إلى المرحوم عبدالله العبادي فأشار عليّ بالذهاب الى فرع ديوان الخدمة المدنية بجدة فربما أجد مسابقة وظيفة مدرس وبالفعل كان مقر تلك المسابقة في منطقة الرياض ، ترددت في دخولها ولكنه - يرحمه الله - قال لي أدخل المسابقة وإذا نجحت فربما تُفرج وبالفعل دخلت المسابقة وقد كان الفائزان اثنين من المنطقة الغربية كنت أحدهما ، عقدت العزم على الانتقال بأهلي إلى الرياض وكنت في آخر سنة منتسبا في جامعة الملك سعود ، ذهبت لأداء الاختبار وبعد نجاحي والحمدلله عرّجت على الوزارة فوجدت تعييني على المرتبة السابعة ومقر العمل مدينة جدة ، فكانت الفرحة فرحتين أي أنني قفزت عن المرتبة السادسة إلى السابعة وبعد تسوية وضعنا على المستويات كنت أفرق عن زملائي بما مقداره ألف ريال تقريبا ، وقد كانت هذه المسابقة بيضة الديك كما يقول العبادي فلم يحصل قبلها ولا بعدها مسابقة وظيفة مدرس هذه واحدة .
ومن أفضاله عليّ أيضا مساعدته في تثبيت مدرسة القيروان بحي السلامة والتي افتتحناها بعشرة تلاميذ بسسب قلة السكان ثم وصل العدد خمسة وعشرين تلميذا ، خشيت أن تقفل المدرسة أو تضم مع إحدى المدارس وبالمناسبة هي بجوار البيت وقد أقنعني هو والأخ عبدالحميد فيما بعد على استلام إدارتها ، تزايدت أعداد التلاميذ مع زيادة الإعمار حتى وصل العدد إلى أكثرمن سبع مئة تلميذ .
ومن أفضاله عليّ - يرحمه الله - أن سعى جاهدا في منحي العلاوة التشجيعية علما بأني لم أتقدم بطلبها ظنا مني بأن تقرير الكفاية عني لا يؤهلني لنيلها وفعلا حصلت على العلاوة .
رحمك الله يا أبا إبراهيم لقد كان يمد يد العون والمساعدة لكل من يحتاج إليها ، كان محترما من الجميع في إدارة تعليم جده ولا يرد له طلبا وهو من القلائل الذين عناهم الشاعر : ( إذا ما أورد الأمر أصدر) لقد باكره المرض وهو مازال غض الإهاب فإلى جنة الخلد إن شاء الله .
والشكر موصول لك يا أبا توفيق فمثلك من يحفظ الجميل ويصدع بذكره جزاك الله كل خير .

 

 

   

رد مع اقتباس