عرض مشاركة واحدة
قديم 03-05-2008, 02:22 AM   رقم المشاركة : 16

 

رجل وأربع زوجات



كان هناك تاجرا غنيا له أربع زوجات ، وكان يحب الزوجة الرابعة أكثرهم ، ويزينها بأفخر الثياب ويعاملها بمنتهى الرقة .. ويعتنى بها عناية كبيرة ولا يقدم لها إلا الأحسن فى كل شئ...
وكان يحب الزوجة الثالثة جداً أيضا ، كان فخورا بها ويحب أن يتباهى بها أمام أصدقاؤه وكان يحب أن يريها لهم ، ولكنه كان يخشى أن تتركه وتذهب مع رجل آخر ..وكان يحب الزوجة الثانية أيضا ، فقد كانت شخصية محترمة ، ودائمًا صبورة ..

وفى الواقع كانت محل ثقة التاجر ، وعندما كان يواجه مشاكل كان يلجأ لها دائما وكانت هي تساعده دائمًا على عبور المشكلة..والأوقات العصيبة

أما الزوجة الأولى فقد كانت شريك شديد الإخلاص ، وكان لها دور كبير فى المحافظة على ثروته ، وعلى أعماله ، علاوة على إهتمامها بالشؤون المنزلية .. ومع ذلك لم يكن التاجر يحبها كثيراً ، ومع أنها كانت تحبه بعمق إلا أنه لم يكن يلاحظها أو يهتم بهاوفى أحد الأيام مرض الزوج ولم يمضي وقت طويل ، حتى أدرك أنه سيموت سريعا ...
فكر التاجر في حياته المترفة وقال لنفسه ، الآن أنا لي 4 زوجات معي ، ولكن عند موتى سأكون وحيداً ، كم سأكون وحيداً جداً؟
وهكذا سأل زوجته الرابعة وقال لها " أنا أحببتك أكثر منهن جميعاً ووهبتك أجمل الثياب وغمرتك بعناية فائقة ، والآن أنا سأموت ، فهل تتبعينى وتنقذينى من الوحدة ؟ . "
.
.
"مستحيل ، غير ممكن ولا فائدة من المحاولة ، " هكذا أجابته زوجته الرابعة ومشت بعيداً عنه دون أية كلمة أخرى ، قطعت إجابتها قلب التاجر المسكين مثل سكينة حامية .

فسأل التاجر الحزين زوجته الثالثة وقال لها :" أنا أحببتك كثيراً جداً طوال حياتي ، والآن أنا في طريقي للموت ، فهل تتبعيني وتحافظي على الشركة معى ؟ ".
.
.

" لا " هكذا أجابت الزوجة الثالثة ثم أردفت قائلة :" الحياة هنا حلوة وسأتزوج آخر بدلا منك عند موتك " .
غاص قلب التاجر عند سماعه الإجابة وكاد يجمد من البرودة التى سرت فى أوصاله...


ثم سأل التاجر زوجته الثانية وقال لها:" أنا دائما لجأت إليك من أجل المعونة ، وأنت أعنتنني وساعدتنني دائماً ، والآن ها أنا أحتاج معونتك
مرة أخرى ، فهل تتبعيننى عندما أموت وتحافظين على الشركة معى ؟ ".

فأجابته قائلة :"أنا آسفة هذه المرة لن أقدر أن أساعدك " هكذا كانت إجابة الزوجة الثانية .
ثم أردفت قائلة :" إن أقصى ما أستطيع أن أقدمه لك ، هو أن أشيعك حتى القبر " . .


إنقضت عليه إجابتها كالصاعقة حتى أنها عصفت به تماماً , وعندئذ جاءه صوت قائلاً له : " أنا سأتبعك وسأغادر الأرض معك بغض النظر عن أين ستذهب ، سأكون معك إلى الأبد" .
.

نظر الزوج حوله يبحث عن مصدر الصوت وإذا بها زوجته الأولى ، التى كانت قد نحلت تماما كما لو كانت تعاني من المجاعة وسؤ التغذية ...
قال التاجر وهو ممتلئ بالحزن واللوعة :" كان ينبغى علي أن أعتني بك
أفضل مما فعلت حينما كنت أستطيع ..."
.
.
.
فى الحقيقة كلنا لنا 4 زوجات الزوجة الرابعة هي أجسادنا ، التي مهما أسرفنا في الوقت والجهد والمال في الاهتمام بها وجعل مظهرها جيداً ،
فإنها عند موتنا ستتركنا...
الزوجة الثالثة هي ممتلكاتنا وأموالنا ومنزلتنا ، التي عند موتنا تتركنا وتذهب لآخرين...
الزوجة الثانية هى عائلاتنا وأصدقائنا ، مهما كانوا قريبين جداً مننا ونحن أحياء ، فأن أقصى ما يستطيعونه هو أن يرافقوننا حتى القبر...
أما الزوجة الأولى فهي فى الحقيقة هي نفوسنا ، التي غالبًا ما تهمل ونحن نهتم ونسعى وراء الماديات ، الثروة ، والملذات الحسية .
ولكن لنرى ما هى الحقيقة ؟ ، إنها وحدها الوحيدة التي تتبعنا حيثما ذهبنا .

ربما هى فكرة طيبة أن نزرع من أجلها ونقوتها الآن بدلا من أن ننتظر
حتى تكون فى فراش الموت و لا نستطيع سوى أن نرثيها ونبكى عليها ...

فإن الحياة يا أخى قصيرة جداً

تحياتي


نقل للفائدة

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس