يعد الرثاء من الشعر الوجداني الذي تمليه العاطفة الصادقة
وهو ظلٌ لمشاعر القلوب والنفوس، يظهر بظهور الحاجة للترويح عن النفس
بعد الشعور بطغيان الحزن والرغبة في التعبير عن لوعة الفراق، ينطلق انطلاقا
طبيعيًا تلقائيًا، ولذا يعده النقاد من أصدق الشعر لأنه لا ينتظر من الميت نظرة عطف
أو منحة عطاء وأنت عزيزي أنس عندما تكتب رثاء في أبيك فإنما تستحضر الصورة
الأبوية فقط وما تشاهده في أعين الناس من صدق المشاعر تجاه والدك؛
لكنك تظل في داخلك تشعر أنك مهما كتبت فلن توفيه حقه.
ومهما يكن من أمر فإن محاولة الكتابة في حد ذاتها
قد تمثل الحد الأدنى من الواجب في ذواتنا لمن نحب،
أشعر تماما بمشاعرك تجاه والدك وأدعو الله خالصاً
أن يجعل فيك وفي إخوتك خير العوض
فعبدالله العبادي علم من أعلام وادينا
الذي قلما تمر مناسبة دون أن تستدعى
سيرته من الذاكرة إما لموقف حكيم
أو مقولة طريفة أو ذكرى جميلة
هنيئاً لك بهذه السيرة العطرة لوالدك
وهنيئا لنا بك
ودمت في رعاية الله