عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-2010, 10:52 PM   رقم المشاركة : 1
Mnn دور الغراب في سورة المائدة


 


فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ

مقال للدكتور/ زغلول النجار


دور الغراب في القصة التي وردت في سورة المائدة هو تعليم الإنسان كيف يدفن موتاه ، فلماذا اختاره الله سبحانه وتعالى من دون المخلوقات ليكون المعلم الأول للإنسان.

قد ثبت علميا بالدراسة والملاحظة أن الغراب هو أذكي الطيور وأمكرها على الإطلاق‏ ,‏ ولا يدانيه في الذكاء والمكر إلا بعض الببغاوات‏ ,‏ ويعلل ذلك بأن الغراب يملك أكبر حجم لنصفي المخ بالنسبة إلى حجم الجسم في كل الطيور المعروفة‏.‏

ولذلك تظهر علامات الذكاء المتميز على الغراب من مثل المعرفة‏ ,‏ الإدراك‏ ,‏ الذاكرة‏ ,‏ القدرة على الاتصال‏ ,‏ التحايل على حل المشكلات‏ ,‏ بناء مجتمعات دقيقة التنظيم‏ ,‏ القيام بالعديد من الأعمال الجماعية من مثل الصيد الجماعي‏ ,‏ والدفاع الجماعي‏ ,‏ والرعاية الجماعية للصغار‏ ,‏ واللعب الجماعي‏ ,‏ والبناء الجماعي للأعشاش‏ ,‏ والمحاكاة والفضول وحب الاستطلاع‏ ,‏ وشدة اليقظة والانتباه‏ ، وقوة الملاحظة والقدرة على الإدراك‏ ,‏ وعلى التحايل في اختطاف الطعام وفي طرائق إخفائه‏ ,‏ وعلى التمييز في التعامل بين القريب والغريب.

فقد شوهدت الغربان وهي تلقي على الطرق العامة ما لم تستطع فتحه من الثمار والأصداف الصلدة مثل جوز الهند‏ ,‏ وأصداف بلح البحر‏ ,‏ وبعض الحيوانات الكبيرة الحجم مثل السنجاب كي تقوم السيارات المارة بدهسها وإعدادها لقمة سائغة لها‏ ,‏ كما شوهدت الغربان وهي تقلد الصيادين في عمليات صيد السمك بمهارة فائقة‏ ,‏ وفي ترطيب الطعام الجاف بالماء.‏

وللغربان محاكم تلتزم قوانين العدالة الفطرية‏ ,‏ تحاكم الجماعة فيها أي فرد يخرج على نظامها من مثل محاولات التعدي على حرمات غراب آخر من أنثى أو فراخ أو عش أو طعام‏ ,‏ ولكل جريمة عند جماعة الغربان عقوبتها الخاصة بها‏.

ففي حالة اغتصاب طعام الفراخ الصغار تقوم جماعة الغربان بنتف ريش الغراب المعتدي حتى يصبح عاجزا عن الطيران كالفراخ الصغار قبل اكتمال نمو ريشها‏.

‏ وفي حالة اغتصاب العش وتهدمه في مراحل الدفاع عنه تكتفي محكمة الغربان بإلزام المعتدي ببناء عش جديد لصاحب العش المعتدَى عليه‏ ,‏ وقد يتبع ذلك الطرد من الجماعة إذا تكررت الأخطاء من هذا النوع‏.

‏وفي حالة اغتصاب أنثى غراب آخر فإن جماعة الغربان تقضي بقتل المعتدي ضربا بمناقيرها حتى الموت.

وتنعقد محاكم الغربان عادة في حقل من الحقول الزراعية أو في أرض فضاء واسعة‏ ,‏ تتجمع فيه هيئة المحكمة في الوقت المحدد‏ ,‏ ويجي الغراب المتهم تحت حراسة مشددة‏ ,‏ وتبدأ محاكمته فينكس رأسه‏ ,‏ ويخفض جناحيه‏ ,‏ ويمسك عن النعيق اعترافا بذنبه.

فإذا صدر الحكم بالإعدام وثبت جماعة الغربان على المذنب توسعه تمزيقا بمناقيرها الحادة حتى الموت‏ ,‏ وحينئذ يحمله أحد الغربان بمنقاره ليحفر له قبرا يتواءم مع حجم جسده‏ ,‏ يضع فيه جسد الغراب القتيل ثم يهيل عليه التراب احتراما لحرمة الموت.

وهكذا تقيم الغربان العدل الإلهي في الأرض أفضل مما يقيمه كثير من بني الإنسان‏ ,‏ فالعدل في الغربان من الأمور الغريزية الفطرية لأنها لا تشرع لنفسها‏ ,‏ ولكنها تتحرك بفطرتها المسلمة بأن الحاكمية لله وحده ومن أهم بنودها التشريع‏ ,‏ فالمشرع هو الله سبحانه وتعالى الذي شرع لكل الخلائق وغرس شريعته في جبلة كل مخلوق غير مكلف حتى أصبح العدل الإلهي جزءا لا يتجزأ من تكوينهم وفطرتهم‏.‏

أما الإنسان‏ ,‏ ذلك المخلوق المكلف فيحاول التشريع من عنده بعلمه المحدود‏ ,‏ وقدراته المحدودة حتى نسي العدل الإلهي‏ ,‏ وأراد إقامة عدل نسبي من عنده فظلم نفسه وظلم غيره.

منقول بتصرف

مع محبتي ،،،،

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس