عرض مشاركة واحدة
قديم 04-27-2009, 05:59 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road

الحمد لله ... مات ابني!


 





من يستطيع ذلك؟

من يصبر عند الصدمة الأولى؟

من يتصبّر فيقول عند نزول المصيبة وحلول الكارثة:

(إنا لله وإنا إليه راجعون).

قليل ما هم.

لما مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بامرأة تبكي عند قبر، فقال:

اتقي الله واصبري. قالت: إليك عني!

فإنك لم تصب بمصيبتي، ولم تعرفه فقيل لها: إنه النبي - صلى الله عليه وسلم -،

فأتت باب النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم تجد عنده بوابين، فقالت: لم أعرفك،

فقال:

إنما الصبر عند الصدمة الأولى.

رواه البخاري ومسلم.


هل تأملت العنوان؟


الحمد لله... مات ابني!

أهذا موطن من مواطن الحمد؟

أيكون الحمد على المصيبة؟

قال أبو سنان: دفنت ابني سنانا،

وأبو طلحة الخولاني جالس على شفير القبر،

فلما أردت الخروج أخذ بيدي، فقال: ألا أبشرك يا أبا سنان؟

قلت: بلى. قال: حدثني الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب

عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:

إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟

فيقولون: نعم.

فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟

فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي فيقولون: حمدك واسترجع،

فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد.


رواه الإمام أحمد والترمذي وهو حديث حسن.

وروى البخاري من حديث أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:

يقول الله - تعالى - ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضت صفيَّهُ من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة.

حدّث هشام بن عروة بن الزبير بن العوام - رضي الله عنهم - أن أباه عروةَ بنَ الزبير وقعت في رجله الآكلة،

فقيل ألا ندعوا لك طبيبا؟ قال: إن شئتم. فقالوا: نسقيك شرابا يزول فيه عقلك،

فقال: امض لشأنك، ما كنت أضن أن خلقا يشرب ما يزيل عقله حتى لا يعرف ربّه!!

فوُضِع المنشار على ركبته اليسرى،

فما سمعنا له حسا فلما قُطِعتْ جعل يقول:

لئن أخذت لقد أبقيت، ولئن ابتليت لقد عافيت.

وما ترك جزأه بالقرآن تلك الليلة.

وكان مرةً في سفر فأصيب عروة بابنه محمد ركضته بغلة في اصطبل فلم يسمع منه في ذلك كلمة،

فلما كان بوادي القرى قال: (لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا) ثم قال:

اللهم كان لي بنون سبعة فأخذت واحدا وأبقيت لي ستة،

وكان لي أطراف أربعة فأخذت طرفا وأبقيت ثلاثة،

ولئن ابتليتَ لقد عافيت، ولئن أخذتَ لقد أبقيت.

قال الوليد بن عبد الملك: ما رأيت شيخا قط أصبرَ من هذا.

أما إنه أعطيَ عطاءً هو خيرُ عطاءٍ وأوسعُه.

فقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:

ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحدٌ عطاء خيرا وأوسع من الصبر.

والتعزية مما يهوّن المصيبة.

مات ابنٌ لعبد الرحمن بن مهدي،

فجزع عليه جزعاً شديداً حتى امتنع عن الطعام والشراب،

فبلغ ذلك الإمام الشافعي فكتب إليه أما بعد:

فَـعَـزِّ نفسك بما تـُعَـزِّ به غيرك، ولتستقبح من فعلك ما تستقبحه من فعل غيرك،

واعلم أن أمضى المصائبِ فقـْـدُ سرورٍ مع حرمان أجر،

فكيف إذا اجتمعا على اكتساب وزر؛ وأقول:

إني مُعَزِّيكَ لا إني على طمع ***** من الخلود ولكن سـُنّةُ الـدينِ

فما المُعزِّي بباقٍ بعد صاحبه ***** ولا المُعزَّى ولو عاشا إلى حين

فكانوا يتهادونه بينهم بالبصرة.



الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم



تحياتي
...........

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس