عرض مشاركة واحدة
قديم 11-20-2010, 01:33 PM   رقم المشاركة : 406

 

ازدياد أعباء المسؤولية

مكثت مديرا للشؤون المالية عدة سنوات في الإدارة العامة للتعليم بالمنطقة الغربية ومقرها مدينة جدة والتي يتبعها كما أسلفت في الحلقة السابقة إدارة تعليم مكة والطائف والقنفذة والليث وكان الحماس على أشده وكانت الاجتماعات والملتقيات تعقد هنا وهناك ويحضرها كبار مسؤولي الوزارة مثل الحلقة الأولى للتطوير الإداري والذي عقد في مدينة جدة كان له صدى كبير وأحدث بعض التغيير في الإدارات ( لا ارغب الزج بكم في التفاصيل والمحاسن والعيوب ولهذا سأوجز قدر المستطاع ) واستمر الحال وازداد الحماس .
وحدث تغييرات مفاجئة في فترات متباعدة وهي كالتالي :
• استقال الأستاذ عبد الله بدران وترك فجوة كبيرة لم تسد من بعده .
• كلف الأستاذ عبد الله العبادي مديرا لتعليم المخواة .
• عين معالي د . محمد الرشيد وزيرا للمعارف
• اعفي د . عبد الله محمد الزيد ( مدير عام التعليم بالمنطقة الغربية ) من منصبه .
• كلف د . خضر بن عليان القرشي مديرا عاما للتعليم بمنطقة مكة المكرمة .
• كلفني د . خضر بإدارة الشؤون الإدارية والمالية فتضاعفت المسؤولية وازدادت الأعباء ... والعمل مع د . خضر غير عادي ... فالدوام لديه ليس له حدود وكثيرا ما نستمر في العمل إلى بعد صلاة العصر واجتماعاتنا دائما تعقد بعد الدوام ثم استمرت اسبوعيا كل يوم ثلاثاء من بعد صلاة المغرب إلى ما شاء الله في الليل ونتج عن ذلك تغيير جذري في الإدارة والمدارس ( وكلمة حق اسطرها هنا أن التغيير الذي حدث في عهد د . خضر القرشي لم يسبق إليه ولم يرق إليه احد ) فقد ادخل الحاسب الآلي في كل شئ وبدأ المسؤول بالتدرب على استخدام الحاسب قبل الموظف والدكتور خضر قدم من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وسعى إلى نقل بعض الأنظمة الإدارية بتلك الجامعة العظيمة إلى الإدارة وكان جاد بما تعني هذه الكلمة من معنى ووفق كثيرا .
• تغير مسمى الوزارة من وزارة المعارف إلى وزارة التربية والتعليم .
• نقل د . خضرا إلى الوزارة وكلف وكيلا بالمرتبة الخامسة عشرة ثم نائبا لمعالي الوزير لتعليم البنات بعد دمج تعليم البنين والبنات .
• عين الأستاذ الخلوق المؤدب سليمان الزايدي مديرا عاما للتعليم بمنطقة مكة المكرمة وهذا الرجل يعمل في صمت ويضفي على العاملين معه روح المحبة والألفة .
• ثم عين الأستاذ عبد الله الهويمل مديرا عامل للتعليم في جدة بعد أن اختير الأستاذ سليمان الزايدي عضوا بمجلس الشورى .
هذه نبذة يسيرة ومختصرة جدا عن التغييرات التي حدثت في تعليم جدة ويلاحظ من يقرأ هذه الحلقة أنني اقفز قفزا وأتجنب التفاصيل التي لا طائل من ورائها وهذه كما أسلفت ذكريات وليست مذكرات والبون شاسع بينهما .
بعد هذه النبذة أعود لما كلفت بالقيام به وهو إدارة الشؤون الإدارية والمالية .
عندما صدر قرار تكليفي التقيت بالأستاذ عبد الله العبادي رحمه الله وقال : سمعت انك كلفت بإدارة الشؤون الإدارية والمالية وكان قد اكتوى بنارها قبلي فقال : أعانك الله واعلم انك ستكون بين نارين إن تشددت نازعت مدير التعليم في سلطته ولن يقبل منك ذلك وإن أهملت ضعت وضاعت إدارتك ، فكن على حذر وتعامل مع كل موقف بما ينبغي بعد تفكير وأعانك الله على ما ابتليت به .
فوجدت ما قاله أبو ابراهيم رحمه الله حقيقة واقعة ، العمل في الشؤون الإدارية والمالية ليس بالعمل السهل لولا عون الله وتوفيقه والشؤون الإدارية لمن لا يعرفها تتكون من الأقسام الرئيسية التالية :
شؤون الموظفين ، والشؤون المالية ، والمشتريات ، والميزانية ، والاتصالات الإدارية ، والمستودعات . ومراقبة المخزون ، وقسم الحركة ، والطباعة والنسخ ، وكل قسم من هذه الأقسام يتفرع إلى شعب لكل شعبة عملها واختصاصها ومن يكلف بهذه الإدارة يجب أن يكون ملما بالأنظمة والتعليمات وإلا سيضيع وتضيع إدارته .
مواقف طريفة :
مر علي الكثير من المواقف الطريفة والغريبة طوال مدة عملي بتعليم جدة اذكر منها على سبيل المثال لا الحصر .
• حضرت حفلا في مدرسة مديرها الأستاذ القدير صالح بن عوضة وطلب مني ومن عمدة الحي الذي به المدرسة توزيع الجوائز والدروع على المستحقين ولكن العمدة رحمه الله كان ( مربوش ) أكثر من اللازم فكان الأستاذ صالح يناولني الدرع فأصافح المعلم أو الطالب وأعطيه الدرع ثم يناول العمدة الدرع الثاني فيصافح صاحبه ويعطيه ولكن العمدة رحمه الله بدل ما يصافح صاحب الدرع صافحني فضحك الجميع .
• قابلني احد المشرفين التربويين من إخواننا العرب وظن أنني احد زملائه وكان بيني وبين زميله هذا شبه إلى حد ما فانبرى يشرح لي موضوع حساس فكلما قاطعته لأخبره أنني لست من يعنيه بالشكوى قال : اصبر عليا يا أستاذ قمعان ( أي جمعان وهو اسم زميله ) أكمل لك الموضوع ودخل في تفاصيل قلت يا أستاذ أنا فلان ولست جمعان فخجل واعتذر .
• قمنا بتركيب كمرات مراقبة في فناء الإدارة ومواقف السيارات والمستودعات وكلفنا امن الإدارة بمتابعة ما تلتقطه تلك الكاميرات ، وصادف أن حضر عاملان فنيان ومع كل منهما صندوق العدة فغافل احدهما الآخر وأخفى صندوق صاحبه في شنطة سيارته مازحا وتركه يبحث عنه في كل مكان دون جدوى فلجأ إلى الأمن واخبرهم أن صندوق عدته قد سرق ، فما كان من رجل الأمن إلا أن أعاد شريط التصوير بعد أن اخبره الفني بالمكان الذي كان فيه واخبره بمكان تواجدها ومن أخذها وعرف أن ذلك مقلب من زميله .
هناك المزيد والمزيد من المواقف سأذكرها بمشيئة الله إن كان لها مناسبة .
وسلامتكم .

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .