الموضوع: بأقلامهم
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-2013, 08:21 AM   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو

مزاجي:










عبدالله أبوعالي غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road


 

مصادرة «ماندرولا» فى معرض الرياض


كتب : محمد شعير



فى خطوة غير متوقعة اقتحم أمس مجموعة من جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر دار نشر «العين» المصرية، وطالبوا بمنع عرض رواية «ماندرولا» التي تعد الرواية الأولى للكاتب المصري الشاب أحمد الفخراني. وقالت فاطمة البودي مديرة الدار إن هذا الإجراء لم يكن متوقعاً، إذ نادراً ما تتعرض كتب الدار للمصادرة ايام المعرض، بينما يمكن منعها فى الأيام الأخرى، كما أضافت البودي.
ومن جانبه اعتبر الروائي الفخراني أن أي كاتب يعتبر مصادرة عمل ما من أعماله نوعاً من الإهانة الشخصية، وأنا لم أرتكب جريمة سوى الخيال. وأضاف: الجانب السيئ في الموضوع أن الأعمال التي تصادر تحصل على استحقاق نقدي كونها رواية ممنوعة، ولا يتم النقاش دائماً حول جمالياتها وفنياتها الروائية.
ويرى الفخراني أن الرقابة فكرة منقرضة بالأساس، ولو تم تجاهل عمل ما ربما لا تهتم به فئات من القراء، خصوصاً أن روايتي ليس فيها سوى بعض الألفاظ التى يرددها الكثيرون في الشارع العربي، وهي ألفاظ جاءت في شكل فني ينفي عنها سوقيتها.
وإذا كانت «ماندرولا» اولى روايات الفخراني المولود بالإسكندرية العام 1981، فقد سبقها من قبل ديوان شعر عامية «ديكورات بسيطة»، ومجموعة قصصية «مملكة من عصير التفاح».. فضلاً عن كتابين صحافيين. وتدور أحداث الرواية في عالم الحلم أو عند تخومه، منفتحة على الحرية التي يوفرها هذا العالم، بخلق عوالم جمعت شخصيات لها نصيب واضح من الملامح الإنسانية وشخصيات أخرى كرتونية.. يخترع البطل مدينة اسمها «ماندرولا».. ثم تنقلب تلك الحياة عليه، وتطارده وتطرده من المدينة، وتحوله من سيد إلى عبد، يعمل تحت إمرة الكائنات التي اخترعها خياله.. لكن قبل أن يفعلوا ذلك كان قد وصل إلى سدرة المنتهى في مدينته.. برزخ التراب والنار، وأطلق سـراح الحكايات الخيالية التي يختلقها البشر ليواصلوا حياتهم ويتخففوا من حمل عالمهم اللامفهوم والمحبِط.
وكان معرض الرياض قد افتتح مساء الثلاثاء الماضي ويستمر عشرة أيـام بمشاركة 31 دولة و970 دار نشر.




أوديسيه أميركية




هل علينا، مثلا أن «نحرق» الأدب الأميركي المعاصر ولا نقرأه، بسبب مواقفنا السياسية المناهضة لما تقوم به الولايات المتحدة في العالم أجمع؟ سؤال خطر على بالي حين قراءتي مؤخرا رواية «الطريق» للكاتب الأميركي كورماك ماكارثي (منشورات سلسلة «لوبوان»، وهي رواية كانت قد فازت بجائزة بوليتزر للعام 2007). أسأل ذلك، حين تجد هذا الكمّ الكبير من الكتّاب الذين يفككون آليات القمع الأميركي، والذين يفككون مجتمعاتهم، ليعلنوا بصوتهم الرائع مواقفـــهم الإنسانية التي لا تمت بصلة إلى كل هذه السياسة التي «ندفع» أثمانها.
رواية آسرة على الرغم من أجوائها الغريبة، لتؤكد لنا قدرة هذا الكاتب على إدهاشنا من عمل إلى آخر. إذ تبدو جلّ أعماله وكأنها قراءة للحقبات المختلفة التي نعيشها، وإن كان الروائي لا يدخل مطلقا في لعبة الرواية الاجتماعية، الهادفة إلى قراءة عصره قراءة إيديولوجية. من هنا، يشكل ماكارثي رجل الأماكن البعيدة، القصية، التي لا يعرف كثيرون كيفية السفر إليها. كأنه قائد اوركسترا مؤلفة من مشردين ومقاتلين ذوي نعال محترقة من نيران الجحيم.
هذا الجحيم هو ما يغلّف «الطريق»، ليقدم فيها صورة مختلفة لهذه الإنسانية التي نعيشها، وذلك عبر حبكة روائية بسيطة جدا. ومن هذه البساطة لا بد من أن نتذكر حبكة روايات أميركية سابقة من مثل «عن الفئران والرجال» و«الشيخ والبحر»؛ أي نحن أمام هذه الطهارة الكبيرة، هذا الصدق التام في الشكل كما في المحتوى، حيث تتوالد منهما أقاصيص صادمة، باعثة على التقوى إن لم نقل قصصا قالبة للكيان... إننا أمام قصة رجل وطفله. رجل يتجول في عالم مدمر، كأنه عالم ما بعد القيامة. دمار أصاب الكوكب بأسره بعد أن التهمته النيران: مدن لم تعد موجودة أو لنقل واقعة في انذهالها التام.
رحلة داخل هذا العالم الذي يفقد كلّ شيء لنقع فيها على هذا الضغط الذي يلفنا من كل حدب وصوب. فإذا كان يجد في رواية سابقة له أنه لم يعد هناك أي «بلاد للعجائز» فإنه يأخذنا هنا إلى أكثر من ذلك أي أننا أمام تحذير كبير من أنه لن تعود هناك بشرية قادرة حتى على العيش. فالعيش هنا يتخذ شكل ما بعد القيامة، إنه عالم مليء بالهواجس والقلق، مليء بالموت الذي يأتي ليضاف إلى موت آخر. تماما كنهاية الرواية. وحتى الأماكن القليلة التي نجت لم تكن مؤهلة لإعادة إحياء حضارة ما جديدة. وحين يصلان إلى قرب شاطئ، يكتشفان أن لا أفق لهذه المياه يلوح في البعيد.
ثمة أوديسيه جديدة. لكن عوليس وصل في النهاية. في هذه الأوديسيه الأميركية المعاصرة، تبدأ الرحلة ولن تنتهي. ربما هي أيضا استعارة من بيكيت حيث لن يصل غودو أبدا.

 

 

   

رد مع اقتباس