الموضوع: كفيل غارم
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-19-2009, 02:45 AM   رقم المشاركة : 10

 



إبني / أبو ناهل



في عام 1396هـ تخرجت من الكلية وكان راتبي وقتها 2102 ريال ولأني لا اعرف أحدا ولم تكن عندي واسطة في عملي لم احصل على سيارة من مرجعي كما حصل عليها غيري، فاشتريت سيارة جديدة من زميل لي بالتقسيط بمبلغ 17000 ريال ولما ثبت تعييني في الرياض لعدم وجود الواسطة ايضا اضطررت للبحث عن سكن فلم اجد، وبعد جهد جهيد وافق إثنان من زملائي من الخرج على انضمامي لسكنهما في بيت من الطين اجاره 12000 ريال فدفعت قسطي منها اربعة الاف ريال وبعد حوالي اسبوعين من سكني معهما اكتشفت انهما يتعاطيان المسكر فتركتهما وتركت فلوسي لديهما ونقلت عزبتي إلى سيارتي وافترشت الرصيف ليلا وملعب الملز نهارا من بعد الدوام وحتى العاشرة مساء من كل يوم، المهم بعد أن دفعت سبعة الاف من اقساط السيارة جائني زميل رابع من اهالي الطائف في يوم أربعاء اواخر شهر شوال وقال لي مانصه ( انا خاطب وخطيبتي جايه من الطايف للدمام وتكفى اعطيني سيارتك ابغا اروح اقابلها ويوم الجمعة بعد الظهر اردها لك وخلي سيارتي معك مش بها حالك لين آجي ) ملاحظه ـ سيارته قربوعة ومن العمل لأن لديه واسطة .

مرّ يوم الجمعة كاملا ولم تعد سيارتي، داومت يوم السبت ولم يحضر زميلي، بدأ الفار يلعب في عبّي مثلما يقول إخواننا المصريون، ويوم الأحد جاء أخونا للدوام رابطا على رقبته جهازا طبيا ، خير يا أحمد ؟ بادرته بالسؤال ، قال صار علي حادث والحمد لله جت سلامات ، سألته ، أين ؟ قال في شقراء . للمعلومية ـ ( شقراء على طريق الطائف الرياض وليست على طريق الرياض الدمام ) وهذه أولى الخيانات، قلت له هل كان معك أحد في السيارة وقت وقوع الحادث ؟ قال كان معي أخي الصغير وهو الآن منوم في مستشفى الشميسي ، ذهبت لزيارة أخيه في المستشفى من باب الأدب وتأدية الواجب، ثم قلت له : ماذا عن سيارتي ؟ قال ماعاد تصلح بريال ، قلت رخصتي واستمارة السيارة وكامل عفشي وبطاقاتي فيها وانا خايف عليها من المشلحين، كل الذي أريده منك اللوحات حتى لايضعها مهربو الممنوعات على إحدى سياراتهم واروح انا فيها، وابغي رخصتي والاستمارة وما بقي من العفش أما السيارة فأنا إشتريتها من زميلنا فلان بمبلغ كذا ودفعت له إلى الان كذا والباقي له كذا اسأله وارض لي ما ترضاه لنفسك ، قال : تم

يوم السبت الذي تلى الحادث أي ( بعد أسبوع ) جائني قبل نهاية الدوام بساعتين وقال اعطني سيارتي لو سمحت ابغا اروح المستشفى ازور اخويه وذا الحين اجيبها لك ، اخذتني شيمة اهل الجنوب مرة ثانية واعطيته سيارته ولما انتهى الدوام ولم يعد سألت عنه قالوا لي سافر للغربية إنتداب حج لمدة شهرين ( طائرته اقلعت قبل ساعة من الان ) قلت وسيارته ؟ قالوا اعطاها فلان وطلب منه يلحقه بها عن طريق البر أو يشحنها له إلى جدة .
( هذه الخيانة الثانية )

تجرعت مرارة الشيمة وبقيت اطارده بعد ذلك من مجلس إلى مجلس ومن مصلح إلى مصلح حتى سدد لزميلنا الآخر العشرة الاف ريال التي بقيت في ذمتي من قيمة السيارة واعطاني ورقة مبايعة تاريخها قبل الحادث بأسبوع اما رخصتي واللوحات وبقية قيمة السيارة و العفش فإلى يومك هذا لم ار شيئا منها، ( خيانة ثالثة ) وهذه إحدى نتائج الشهامة التي تربينا عليها ولم نحسن استخدامها ولم يعلمنا أحد مع من نستخدمها ؟ ومتى ؟

كما قال أخونا عبد العزيز بن شويل ( ما أحد يتعلّم ببلاش ) ولأن الشئ بالشئ يذكر فقد نقل عملي إلى مكة بعد تلك الحادثة بسنتين فطلبت في يوم من الأيام من أحد ابنائها سيارته وكان زميلا لي في العمل ويثق بي كثيرا ففاجأني بقوله ( أمشي ياواد السيارة زي الحرمة ما حد يعيرها، قوم انا اوديك ) ثم أردف بعد أن شاهد آثار الصدمة ظاهرة على وجهي علمونا أهالينا نبعد عن حروف الشوك ( شراكة ـ وكالة ـ كفالة ) هيا خذها المرة دي ولا عاد تطلبها . قلت له شكرا لقد أهديتني ما هو اغلى من سيارتك وانصرفت .

 

 

   

رد مع اقتباس