عرض مشاركة واحدة
قديم 11-22-2011, 02:59 PM   رقم المشاركة : 982
معلومات العضو
عضو فعّال
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
محمد عجير is on a distinguished road


 



السلام عليكم جميعا إخوتي ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
إنقطعت عن هذه الزاوية لمدة طويلة والأسباب يعرفها أخي الحبيب عبدالحميد وقد تقبلها مني على مضض وإن لم يكن بها مقتنعا تمام الاقتناع لكنه مع ذلك لم يبد تذمرا ولسان حاله يقول ( وين بتغدي عن خبزة الشريحي واللبن يامحمد )؟!

عموما عدنا والعود أحمد ، وقبل أن استأنف ذكرياتي أود أن اهمس في أذن أخي أبي حاتم بعد أن قرأت مافاتني من حلقاته المكاوية الشيقة وأقول ـ توفي قبيل الحج بأيام قلائل عمدة الشامية الشيخ عبدالله أبو الريش تغمده الله برحمته وكان ممن تربطني بهم علاقة جيدة وإنني أكاد أجزم بأن معلوماتك عن عادات أهل مكة ومجتمعها تضاهي وربما تزيد على ماكان عنده في هذا الخصوص فهنيئا لك هذه الذاكرة وعيني عليك باردة وماشاء الله لاقوة إلا بالله .
اضطررت لاعادة نشر الحلقة رقم 21 حتى يتم ربط الأحداث بعضها ببعض فالمعذرة على التكرار :
الحلقة رقم 21


عدت من الطائف إلى الرياض براً برفقة زميلين لي من قبيلة عتيبة يمتلك أحدهما سيارة من نوع مازدا سيدان صفراء اللون أشبه ماتكون بالتاكسي لكنه على أية حال أفضل منا فهو يمتلك سيارة ونحن لا نمتلك وكنا على موعد من المرجع لتوجيه كل منا للعمل في منطقته بعد رحلة عسير ولذا لم يكن لأي منا سكن في الرياض إلا من كان له قريب أو صديق يأوي إليه فثقافة السكن في الفنادق لم تكن منتشرة وحتى لو كانت كذلك فالرواتب حينها ضعيفة لاتكاد تفي بالغرض وهي لم تصرف بعد كوننا خريجين جددا .


كان المنقذ لي كالعادة
والدي الحنون ( محمد بن شويل ) متعه الله بالصحة والعافية فقد سلمني مفاتيح إحدى الفلل التابعة لإدارته بالناصرية للسكن فيها حتى تتضح لي الرؤيا . سكنت أنا وصاحب السيارة في تلك الفيلا أما رفيقنا الثالث فكانت له أخت في الرياض سكن عندها،


صمنا أول ثلاثة أيام
من رمضان في تلك الفيلا حيث كنا نذهب وقت الدوام للمديرية لمعرفة الجديد عن التوزيع ثم نعود بعد العصر للنوم فيها ومن ثم الذهاب إلى قهوة أمام مبنى كلية قوى الأمن قبل المغرب للإفطار ( كانت القهوة الوحيدة التي تقدم وجبة الإفطار في رمضان بسعر معقول ـ تمر وسنبوسك وشوربة إضافة إلى القهوة العربية ـ ويمكن أن يطلق عليها مصطلح وجبة ـ مجازا ـ وإلا فإنها ... يالله لك الحمد .. ) ولو كان هناك غيرها حتى ولو كان في الخرج لما ترددنا في الذهاب إليه ليس كرها في الأكل ولكن كرها في طيب الذكر الذي مازلنا حديثي عهد به مبنى الكلية وما جاوره ...! لكن ... وماحيلة المضطر إلا ركوبها ... ! وللمعلومية كنا نعود لتناول وجبة السحور فيها لنفس السبب ( قلة ذات اليد.(

في اليوم الرابع من رمضان صدر قرار التوزيع وإذا به يتضمن تعييني
بالمديرية العامة في الرياض أما زميليّ ( العتبان ) فكان تعيينهما في مدينة جدة ... المدينة التي اعشقها بجنون !! ياللمفارقات العجيبة ، علمت فيما بعد أن صاحب السيارة ذهب إلى المسؤول عن التعيين في بيته دون أن يخبرني ( وطاح عليه ) بلهجة العتبان ليحقق له هذه الرغبة وأنا ياغافل لك الله !! ( نذالة !! ـ صدق اللي قال ـ ترجع لجدودها ولو قَرَحت ! أليس كذلك؟!

صدمة كانت أعنف لي من صدمة
فتح خطاب التعيين التي تحدثت عنها من قبل ..وضربتين في الرأس توجع .


وياليت أغنية طلال
المداح رحمه الله ) لملم جروحك وانسحب ، مالك نصيب في اللي تحب ( قد ظهرت في ذلك الوقت لربما كان في ترديدي لها ما يخفف عني وقع الصدمات العنيفة المتتالية !!



ـ
الناصرية ـ لمن لايعرفها حي راقٍ ـ وخاص ـ كبير وكبير جدا كان يقطنه الملك سعود رحمه الله وأصبح فيما بعد مقرا للضيافات الحكومية وليس به حينها محلات تجارية ولابقالات أو اسواق أو مطاعم ولذا لم تكن تتردد عليه سيارات الأجرة آنذاك إلا فيما ندر ومن أجل ذلك تجد صعوبة قصوى في التنقل داخله أومنه في الوقت الذي تشاء مالم تكن لديك سيارة تحت تصرفك أو تخرج للبحث عنها قبل مشوارك بوقت كاف ، وفي حال خدمتك الظروف وحصلت على سيارة أجرة فإن سائقها في الغالب يطلب منك من الأجر مالا يطلبه من غيرك خارج الحيّ لمعرفته بأنك مضطر للخضوع لطلبه والا فلن تجد سيارة إلا بعد فوات الأوان .


هذه
مقدمة أردت من خلالها تبصير المتابع بصعوبة موقفي بعد مغادرة زميلي صاحب السيارة إلى جدة وتركي وحيدا بدون سيارة وبدون رفيق حتى وإن كنت في سكن ذا خمسة نجوم ( فجنة بلا ناس ماتنداس ) على رأي صاحب المثل وقد صدق والله فيما قال ، فما بالكم بمن كان إلى جانب وحدته تلك مكلوما ؟!



نتابع في الحلقة القادمة ... كيف كنت بعد مغادرة صاحب السيارة أذهب إلى عملي وكيف أعود منه ؟ ولماذا كنت أتناول فطور يوم رمضان في بعض الأحيان بعد صلاة العشاء بوقت طويل ؟ وماهي ردة فعل الوالد الحنون محمد بن شويل أطال الله عمره على الطاعة على كل ذلك ؟!



الحلقة رقم / 22

نظرا لصعوبة الحصول على سيارة أجرة في ذلك الحي ( حي الناصرية ) فقد كنت اتكبد مشوارا طويلا كل يوم مشيا على الأقدام للبحث عنها واذا تكاسلت عن المشي فإني انتظر وقتا يزيد في بعض الأحيان على الساعة لكي اظفر بها تمر مصادفة من أمامي وأكون محظوظا عندما تكون فارغة ويوافق قائدها على نقلي وخاصة في الصباح عند الذهاب إلى الدوام والذي بدأت اتأخر عن موعده يوما بعد آخر ، اما قبيل موعد الإفطار في يوم رمضان فالحصول على التاكسي في ذلك الحي اشبه بالمستحيل ولذا كان إفطاري في كثير من الأحيان بعد صلاة العشاء إلا فيما ندر فاسترعى ذلك إنتباه الشخصية التي أدين لها بالفضل عليّ بعد الله ، الرجل الصالح والوالد الحنون محمد بن سعيد شويل متعه الله بالصحة والعافية وختم له بخاتمة الإيمان فما كان منه إلا أن استدعاني على انفراد وسلمني عشرة الآف ريال نقدا ( كان راتبي وقتها الفي ريال ومائة وريالين ) وقال لي إذهب واشتر لك سيارة !

ذهبت في اليوم التالي مباشرة بعد صلاة العشاء إلى الحراج وطبعا كنت غشيما ( من دون خبرة ) ومتعافيا ( لدي مبلغا لابأس به من المال ) وصدّاقا ( سليل مجتمع يغلب على أهله الظن الحسن ) وطحت في مجموعة من الشريطية لايخافون الله فورطوني في سيارة مازدا بدون لوحات ( دليل على أنها جديدة ) ومظرها الخارجي يوحي بأنها كذلك كانوا يزاودون عليها تحت الأضواء الكاشفة بالميكرفون فوقفت عليّ بأحد عشر الف ريال فأخذتها وكنت أتوقع أنني فزت بما لم يفز به الأوائل ( كانت قيمة الجديدة من مثيلاتها في الشركة وقتئذ واحد وعشرين الفا وسبعمائة ريال ) وفي اليوم التالي ذهبت بها إلى العمل منتشيا وبعد الدوام حاولت تشغيلها في يوم قائض شديد الحرارة وأنا صائم فلم تشتغل وعندما فتحت الكبّوت وإذا بالماكينة مشعورة وحينها أدركت أنها قد تعرضت لحادث سير شنيع وانها مسمكرة ! لكن على رأي المثل ( إذا وقعت يافصيح لاتصيح ) أكلت المقلب وضممته إلى المقلبين السابقين ( مقلب التعيين ومقلب التحية ) ولم يكن لي بداً من التكيف معه ، فاستنجدت ببعض الأخوة الذين أسعفوني ببطارية جديدة اشتغلت معها السيارة فعدت بها إلى مقر السكن أجر أذيال الخيبة واتجرع كأس الحسرة والندامة .

بما أن السيارة بدون لوحات ولأنني حديث عهد بالعمل ورئيسي سيئ التعامل والأخلاق فضلت ألآ اعرض عليه نفسي واستأذنه في مراجعة المرور لاستخراج لوحات لها ولذا سلمتها لأبن أحد الأقارب وكان في إجازة مدرسية آنذاك ( وبالمناسبة كانت تلك أول سنة دراسية يدخل فيها رمضان في إجازة الصيف ) وذلك لمراجعة مرور الرياض لهذا الغرض وفي طريقه إلى مبنى المرور توقف عند اشارة مرور في حي الناصرية خلف إحدى السيارات الفارهة من نوع ( كاديلاك ) يقودها شخص من ذوي البشرة السوداء وكانت ـ أعني الكاديلاك ـ متقدمة قليلا عن الخط فما كان من الجندي الذي كان متمركزا عند تلك الإشارة إلا أن طلب من قائد تلك السيارة الرجوع إلى الخلف وإلى مابعد الخط الأبيض وكأن الهدف على ما جاءت به الأقدار ـ أصبع ملاسي ـ فرجع أخينا بقوة وكان مع الصيام متضايقا ومن الأمر منزعجا فارتطمت مؤخرة سيارته بشدة بمقدمة سيارتي في الوقت الذي اضاءت فيه الإشارة لونها الأخضر فانطلق كالسهم تاركا خلفه محبوبتي تزداد توجعا على مابها من توجع .

كان وقع الخبر على أخيكم كوقع الصاعقة ولذا قررت التخلص من السيارة برمتها فذهبت بها في نفس الليلة إلى الحراج وبعتها تحت الميكرفون على شخص يمني بتسعة الآف ريال .

علم الرجل الفذ بالسالفة فزادني خمسة الاف ريال أخرى وكرر نفس العبارة إذهب واشتر لك سيارة !

اشتريت هذه المرة من شخص أعرفه سيارة من نفس النوع لم يمض عليها معه سوى اشهر معدودة وبسبعة عشر الف ريال وبهذا حلت مشكلة المواصلات لكن مشكلة السكن لم تزل تؤرقني !

بعد يوم أو يومين من شراء تلك المحروسة كنت مستلما نوبة في مقر عملي وقبل المغرب بحوالي ساعة تقل أو تزيد قليلا فوجئت بالخفير المناوب على الباب يخبرني بأن هناك شخصا عند البوابة الرسمية سماني بإسمي يريد مقابلتي فخرجت مسرعا تتوارد على ذهني اسئلة جمة عن كنه هذا الشخص الذي جاء إلى مقر عملي الغير محبوب لدى كثير من الناس وفي هذا الوقت بالذات ليسأل عني ويريد مقابلتي ؟ من هو ياترى ؟ وكيف علم بأني مناوبا ؟ وماذا يريد ؟!
نستكمل بقية القصة في الحلقة القادمة بإذن الله .

 

 
























التوقيع