عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-2011, 04:39 AM   رقم المشاركة : 6

 

أخي الإنسان: هاتان الصفتان الأخيرتان جامعتَان لأغلبِ ما سبَقَهُما من الأوصاف التكوينية لشخصيَّتكَ , وأنا أعلمُ أنَّك قد تستنكرُ أثناء قراءة رسالتي إليكَ أنِّي تحاملتُ فوصفتُك بما ليس فيك , أو خلعتُ عليك نُعوتاً أراد الله بها المُشركينَ , ولكن سأصارحُك وأقول: نعم فعلتُ هذا مُتعمِّـداً , لأعلمَ وتعلمَ أنَّ هذه العافيةَ الجُزئيَّةَ التي لاحت لكَ أثناءَ قراءة المقال , ليس لكَ فيها كسبٌ ولا استحقاق , وليس لتربية أبويك وسلامة بيئتك أثرٌ في أصل وجودها في نفسكَ ومُلاحظَة النَّاس لها عند التَّعامُل معك , ولكنَّـها منحةٌ من الله أهداها إليكَ , ولولا فضلهُ ورحمتهُ لأنهيتَ قراءةَ المقال وأنتَ تجدُ كُلَّ هذه الصفاتِ مُنطبقةً عليكَ تماماً , فاستحضر دائماً عند تذكُّر معافاتكَ من بعض هذه القبائح الشخصية قول الله تعالى وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا .

أخي الإنسان: إذا أزعجَك وجودُ هذه الصفات أو بعضِها في أناس يُفتَرَضُ بهم الخلوُّ منها فلا تستغرب , وإذا عملت سنواتٍ طويلة لمعالجة تلاميذكَ وأبنائك وجيرانك من بعض هذه الصفات أو كلها فأجرك مكتوبٌ ولكن لا تستغرب , وإذا رأيتَ من يُلقي برامج الاستشارات ويحل مشاكل النَّاس ويُذكِّرُهم بالله والدَّار الآخرة , ويُعاني من بعض هذه الأمراض (الصفات) فلا تستغرب.!.! نعم لا تستغربْ , لأنَّ الله يقول وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ فكل هؤلاء لم يشإ الله تزكيتَهم إلى الآن , وما عليك إلا البلاغُ , فاسعَ لنفسكَ ولهم بالدُّعاء أن تدخلوا في مشيئة هذه التزكيةِ الرَّبَّـانيَّـة مع الأخذ بالأسباب , لأنَّ الدُّعاء قد يؤهل للتزكية بدون اتخاذ الأسباب المعهودة من العائلة والمدارس وغيرها , ولكنَّ اتخاذ كل أسباب العالم لا يُمكن أن يُزكينا بدون التجاء وضراعة إلى الله حتى وإن استنفدنا كل الدورات النفسية والمناهج التربوية والإرشادات الأسرية.

 

 
























التوقيع

،



..



   

رد مع اقتباس