ثانياً
التكيف أي :
القدرة على معايشة الظروف المستعصية ،
وحماية النفس من الإحباط واليأس ،
والتعامل مع الطرق المسدودة والفرص الهاربة ،
والأجواء الخانقة ، وعدم الجمود على رؤية ضيقة ، أو تجربة محدودة ،
حين تجد الطريق مغلقاً لا تقعد ،
ابحث عن طرق أخرى ، ولا تعوّد نفسك اتهام الزمان ، وسب الدهر ،
ابحث عن يمينك وشمالك ،
ستجد أبواباً تقول : " هيت لك " ، فلتكن شجاعاً جريئاً تقتحم العقبة ،
وتحاول :
إنَّ الأمـورَ إذا انسدت مسالكها =فالصبرُ يفتحُ منها كلَّ ما ارتججا
لا تـيـأسن وإن طالت مطالبةٌ =إذا استعنت بصبرٍ أن ترى فرجا
أخلق بذي الصبرِ أن يحظى بحاجتهِ =ومـدمنِ القرعِ للأبوابِ أن يلجا
من التكيف أن تتعود النفس على التعامل مع الحر والبرد ،
والنور والظلام ، والكثرة والقلة ، بل وحتى النجاح والإخفاق ،
بحيث لا نعتبر الإخفاق حتماً لازماً لا مهرب منه ، كما قيل :
يَـصونونَ أَجساداً قَديماً نَعيمُها =بِخالِصَةِ الأَردانِ خُضرِ المَناكِبِ
وَلا يَحسَبونَ الخَيرَ لا شَرَّ بَعدَهُ =وَلا يَحسِبونَ الشَرَّ ضَربَةَ لازِبِ
أظن أن التكيف فرع عن الصبر وليس رديفاً له ،
ولا نقيضاً كما قد يُظن ..
فالصبرلا يعني الانتظار فحسب ،
بل يعني البحث عن " حيلة " عن " مخرج " ..
ليست الحيلة مذمومة بذاتها ، فهي من التحوّل ،
ومن السنة أن تقول " لا حول ولا قوة إلا بالله " .
الذم على التلاعب أو المراوغة أو الخداع باسم التفقه ،
أو باسم السياسة ، أو باسم الفكر .
لا ترسم في رأسك صورة تريد تحقيقها بحذافيرها فذلك هو المستحيل .