عرض مشاركة واحدة
قديم 10-27-2009, 10:46 PM   رقم المشاركة : 56

 

اللهم اغفر لوالدي وارحمه واسكنه فسيح جناتك برحمتك يا أرحم الراحمين .

ماذا عساي أقول عمّن يسكن قلبي وعقلي ، والذي أراه في كل زوايا منزلنا !

أراه في كل صباحٍ ذاهباً إلى عمله وبصحبته أخي أسامة يوصله إلى معهد التربية الفكريّة ،
في كل الأماكن التي مررنا بها وحدثني عنها ، في مواقف كثيرة .
أراه في والدتي وإخوتي وأخواتي ، في جدتي وأعمامي وعماتي ، وفي نفسي أيضاً .

يأتي إليَّ مساء ليعمل على الحاسب الآلي ببرنامج قواعد البيانات "Access"
حاملاً معه الشاي الذي لا يريد أن يكلفني إيّاه .

أراه في سفري إلى الباحة التي ذهبناها يوماً لحجز قصر أفراح زواجي ،
كنت أقنعته بأن نذهب ونعود في نفس اليوم ،
وأكثرت من الوعود بأنني أستطيع القيادة ذهابا وعودة وأن الأمر بسيط ، وبالكاد اقتنع ..
وفي عودتنا كان هو من يقود وأنا نائم .

أراه كلما شاهدت الدكتور سعيد عطيه أبو عالي ، أو قرأت اسمه ..
فلطالما حدثني عنه والدي يرحمه الله بكلّ خير .

أراه في كلّ الليالي وبالأحرى ليلتي الخميس والجمعة التي كنت أتأهبّ فيها للسهر معه ،
وذهني ينتظر وجبةً دسمةً تحوي اصنافاً من العلوم والثقافة وأحدث الأخبار .
فيعتذر عندما يتأخّر قائلاً : ( كنت مع أبو محمد ) ، الأستاذ : سعيد بن راشد .

أراه كلما رأيت الأساتذة حمود بن أحمد ومحمد بن سعيد وغرم الله أبو علامة ،
فكم حدثني عن أيام صباهم وشبابهم ومكتبة المسجد وغير ذلك .

أراه في حفلات الزفاف يجالس الأستاذ حمود بن سعد ،
ووالد الأستاذ أبو ناهل والضحكات تعلو محياه ومحيا الأستاذ علي أبو عالي ،
فالمحبة والمعروف بيننا جذورها عميقة ،
فوالدي - يرحمه الله - ووالدتي - حفظها الله -
سافرا مع جدي عبدالله عجير يرحمه الله إلى الطائف ومن منتصف الطريق عادوا ومعهما المولود إبراهيم .

أراه حينما يلتقي الأستاذ عبدالحميد بن حسن ،
وفي هذه القرارات التي عرضها عمي الأستاذ عبدالرحيم وقراراتٍ تسبقها لم تُعرض وما زلت أحتفظ بها من بعده يرحمه الله .

أراه في ملفات استعرضتها بعد وفاته يرحمه الله كان أحدها معنوناً بـ " الديرة "
ظننت أن فيه التقسيمات فإذا هو يحتوي قصيدتين وصور شمسية لجدي علي يرحمهما الله .

أراه لأول مرة في هذه الصورة .




وفي هذه وقد عرفت المكان وتحققت منه " المعهد المهني الصناعي بجده " .




أخيراً / أراه في هذا الموقع حينما أقرأ أسماء رفاقه الأعضاء ،
وفي المواضيع التي تحمل طابع الذكريات ، وفي هذا الموضوع وكلّ كلمة وكلّ صورة .
أراه وأراه وأراه ، كيف لي ألا أراه وهو في قلبي وعقلي وعيني ... وفي اسمي ؟!

أشكر أبا توفيق جزيل الشكر على اجتهاده في هذا الموضوع وأشكر من ساهم وشارك وتصفّح ، ولا تنسوا والدي من الدعاء .

( اللهم اجزِ والدي خير الجزاء على ما قدم من أعمالٍ واغفر له وارحمه وادخله الجنّة مع الأبرار وأكرم نزله ووسع مدخله ،
اللهم واجعل قبره روضة من رياض الجنة ، اللهم اجعله من عبادك الصالحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ،
اللهم واجعل عمله مقبولاً وسعيه مشكورا ًوارفع درجته في المهديين واكتبه عندك من المحسنين ، آمين ) .

إبراهيم عبدالله العبادي

 

 

   

رد مع اقتباس