
قال الله تعالى 

الحج 
المشهورُ في سببِ نزولِ هذه الآيةِ الكريمةِ 
أنها نزلتْ في النَّضْر بْن الْحَارِثِ من بَني عَبْدِ الدَّار ، 
وعليه أغلبُ المفسرين ، 
وَقَدْ قِيلَ : نَزَلَتْ فِيهِ بِضْع عَشْرَةَ آيَة ؛ 
وذلك أنه أنكرَ البعثَ ، والنُّبوّة ، وكان من قولهِ :
 " الملائكةُ بَناتُ الله " ،
 تعالى اللهُ عمّا يقولُ الكافرون عُلوّاً كبيراً ،
 فهو – أي النَّضْرُ – قد زَعَمَ ما قاله َبِغَيْرِ بَيَان مَعَهُ لِمَا يَقُول وَلا بُرْهَان ،
 وَبِغَيْرِ كِتَاب مِنَ اللَّه أَتَاهُ لِصِحَّةِ مَا يَقُول ،
 وَإِنَّمَا يَقُول مَا يَقُول مِنَ الْجَهْل ظَنًّاً مِنْهُ وَحِسْبَانًا ، 
بِِلا عَقْل صَحِيح ، وَلا نَقْل صَرِيح بَلْ بِمُجَرَّدِ الرَّأْي وَالْهَوَى ،
 وهذا حالُ الضُّلاّل الجُهَّال المُقَلِّدين في كل زمانٍ ومكانٍ ،
 فتراهم يَهْرِفون بما لا يَعْرفون ، ويقولون ما لا يَفْقَهون ، فَسَاءَ ما يَصنعونَ .
وَحَريٌ بالمسلمِ أن يَنْأى بنفسه عن القولِ على الله بلا عِلْم يُرشده ويَهديه ؛ 
فذاك من أعظم المُحَرَّمات ، 
ولهذا حَذّرنا ربنا – تَقَدَّستْ أسماؤه – بقوله :
 ((وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمْ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ
 لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ
 إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ ،
 مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) ، 
النَّحل : 116-117 .
اللهمَّ عَلّمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا .
تحياتي  
...........