رمضان فرصة للتغيير
لمن كان مفرطاً في صلاته ، فلا يصليها مطلقاً ، أو يؤخرها عن وقتها ,
أو يتخلف عن أدائها جماعة في المسجد . ليعلم المتهاون في صلاته ،
أنه يرتكب خطأً قاتلاً ، وتصرفاً مهلكاً ، يتوقف عليه مصيره كله ،
و إن لم يتدارك نفسه ، فهو آيل لا محالة إلى نهاية بائسة ، وليل مظلم ، وعذاب مخيف ،
جاء في الحديث عن سمرة بن جندب رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤيا قال :
" أما الذي يثلغ رأسه بالحجر فإنه يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة "
رواه البخاري (1143).
إن التهاون بأمر الصلاة والاستخفاف بها ، خطأ فادح بكل المقاييس ،
وجناية مخزية بكل المعايير . لا ينفع معها ندم ولا اعتذار عند الوقوف بين يدي الواحد القهار ،
إني أدعوك بكل شفقة وإخلاص ، أدعوك والألم يعتصر قلبي خوفاً عليك ورأفة بك ،
أدعوك في مثل هذا الشهر المبارك إلى إعادة النظر في واقعك ، ومُجريات حياتك ،
أدعوك إلى مراجعة نفسك ، وتأمل أوضاعك قبل فوات الأوان ،
إني أنصحك ألا تخدعك المظاهر ، ولا يغرك ما أنت فيه ،
من الصحة والعافية والشباب والقوة ، فما هي إلا سراب بقيعة ، يحسبه الظمآن ماءً ،
أو كبرق خُلب ، سرعان ما يتلاشى ، و ينطفئ ويزول ، فالصحة سيعقبها السقم ،
والشباب يلاحقه الهرم ، والقوة آيلة إلى الضعف ، ولكن أكثر الناس لا يتفكرون .
أخي الكريم :
إن أصحابك الذين غروك بالتهاون بشأن الصلاة ، وزينوا لك إضاعتها ،
إنهم لن يذرفوا عليك سوى دموع التماسيح ، يعودون بعدها ،
إلى مزاميرهم وطربهم وأنسهم ، غير مكترثين بك ، ولا بألف من أمثالك ،
إنهم أنانيو الطباع ، ميتو الإحساس ، لا همّ لهم إلا أنفسهم وملذاتهم ،
ولو فقدوا الآباء والأمهات ، فضلاً عن الأصحاب والخِلان ،
فاستيقظ يا هذا من غفلتك ، وتنبه من نومتك ، فالحياة قصيرة وإن طالت ،
والفرحة ذاهبة وإن دامت ، واجعل من رمضان فرصة للمحافظة على هذه الصلاة العظيمة ،
فقد وفقك الله للصلاة مع الجماعة ، وإلف المساجد ،
وعمارتها بالذكر والتسبيح ، فاستعن بالله ،
واعزم من الآن أن يكون هذا الشهر المبارك بداية للمحافظة على الصلاة ،
والتبكير إليها يقول الله تعالى في وصــف المؤمنين:

[المعارج: 24] .
ويقول سبحانه :

[المعارج:34-] .