هذا يزيد بن معاوية يتحفنا بأجمل قصيدة في الغزل .....
فقط تأملوا وأنتم تقرؤون
نالت على يـدها ما لم تنـــله يدى *** نقشــا على معصم أوهت به جلدى
كأنـه طـَــرْق نمــلٍ فى أنامـلها *** أو روضة رصعتها السـحب بالبــرد
وقـوس حاجبـها من كــل ناحية *** ونبــــل مقلتـها ترمى بــه كبــدى
مدت مواشطها فى كفـها شركا *** تصــيد قلبى بها من داخـل الجســد
إنسية لو رأتها الشمس ما طلعت *** من بعــد رؤيتـها يوما على أحـد
سألتـها الوصل قالت:لا تُغَـرّ بنا *** من رام مـنا وصـالا مـات بالكـمد
فكم قتيــل لـنا بالحب مات جوى *** من الغـرام ولـم يُبـدىء ولم يعــد
فقلت:استغفـر الرحمن من زلـل *** إنّ المــحب قلـــيل الصبـر والجلد
قد خلفتنى طريحا وهى قائـلة *** تـأملوا كيف فعــل الضبى بالأسد
قالت:لطيف خيال زارنى ومضى** بالله صـفهُ ولاتنقـص ولا تــزد
فقال:خلّفتة لو مات مــن ضمأٍ *** فقلت:قف عن ورود المـاء لم يــرد
قالت صدقت،الوفا فى الحب شيمته** يا برد ذاك الـذى قالت على كبدى
واسترجعت سـألت عنى فقيل لها *** ما فـية من رمــق دقت يــدا بيـد
وأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت*** وردا وعضت على العناب بالبـرد
وأنشــدت بلسـان الحـال قائـلة *** مـن غيـر كره ولا مطـل ولا مـدد
والله مـا حـزنت أخت لفقــد اخٍ *** حزنى عليه ولا أم على ولـد
إن يحسدونى على موتى فوا أسفى***حتى على الموت لا أخلو من الحسد