عرض مشاركة واحدة
قديم 03-05-2008, 11:25 AM   رقم المشاركة : 141

 


أنا اليوم سأورد لكم مقطع من قصيدة شكوى
للشاعر محمد إقبال شاعر الباكستان

قيثارتي مُلئت بأنات الجوى
لابد للمكبوت من فيضان
صعدتْ إلى شفتي بلابل مهجتي
ليبين عنها منطقي ولساني
أنا ما تعديت القناعة والرضا
لكنما هي قصة الأشجان
أشكو وفي فمي التراب وإنما
أشكو مصاب الدين للدَّيَّـان
يشكو لك اللهم قلب لم يعش
إلا لحمدِ علاك في الأكوان

***********
توحيدك الأعلى جعـلنا نـقـشة
نوراً تضيء بصُبـحه الأزمان
فغـدت صدور المؤمنين مصاحفاً
في الكون مسطوراً بها القرآن
أشواقنا نحو الحجاز تطلّعـت
كحنيـن مغـتـرب إلـى الأوطان
إن الطيور وإن قصصـت جناحها
تسمو بفطرتهـا إلـى الطيـران

قيثـارتي مكبـوتـةٌ ونشيـدهـا
قد مـل من صمـتٍ ومن كتمـان
واللـحـن في الأوتار يرجو عازفاً
ليبـوح مـن أسـراره بـمعـان
والطُّـورُ يرتقـب التجلـي صارخـاً
بهوى المشُـوق ولهفـة الحيـران
أكبادنا احترقت بـأنَّات الجـوى
ودمـاؤنـا نهر الدموع القاني
والعطر فاض من الخمائـل والربي
وكـأنه شكـوى بغيـر لسـان
أوليـس من هول القيامة أن يكـون
الـزهـر نمَّـامـاً علـى البستـان ؟
والنمـل لا يخشـى سليمانـاً إذا
حرست قراه عناية الرحمن

أرشـد براهمـة الهـنود ليرفعـوا
الإسلام فـوق هياكـل الأوثان
مـا بـال أغصـان الصنوبر قد نـأت
عنهـا قماريـهـا بكـل مكـان
وتعـرت الأشجـار من حلـل الـربـى
وطيـورهـا فرَّت إلى الوديـان
يـا ربِّ إلا بـلـبلاً لـم ينتـظـر
وحي الربيع ولا صَبا نيسان
ألحـانـه بحـرٌ جـرى متـلاطمـاً
فكـأنـه الحـاكـي عن الطوفـان
يـا ليـت قـومـي يسمـعـون شِكايـةً
هي في ضميري صرخة الوجدان
أن الجـواهـر حـيـَّرت مـرآة هذا
القلـب فهـو علـى شفا البركان
أسمِعـهـمو يـا ربِّ مـا ألهمـتنـي
وأعـدْ إليـهـم يقظـة الإيمـان

وأذقهـم الخمـر القديمـة إنهـا
عيـن اليقيـن وكوثـر الرضـوان
أنـا أعجمـي الدَّنَّ لكـن خمـرتـي
صُنـع الحجـاز وكرمهـا الفينان
إن كـان لـي نغـمُ الهنـود ولحنـهـم
لكـن هـذا الصوت مـن عدنـان

 

 

   

رد مع اقتباس