قال الله تعالى :



المشهور في سبب نزول هذه الآيات
أنَّ رجلاً من المتقدمين في زمن بني إسرائيل آتاه الله – سبحانه – عِلم الكتاب ،
فصار عالماً كبيراً ، وحَبْرَاً نِحْريراً ،
لكنه انسلخ من هذا العلم ،
ونبذ كتاب الله وراء ظهره ، فتسلّط عليه الشيطان ، ودفعه إلى المعاصي دفعاً ،
فأصبح من الغاوين ، بعد أنْ كان من الراشدين المُرشدين ،
ففعل ما يقتضي الخذلان والهوان ، فخذله الله – تعالى – وأوكله إلى نفسه ،
فاتَّبَع هواه ، وترك طاعة مولاه ، وباع دينه بدنياه ،
فمثله في شدة حرصه على الدنيا ،
وانصراف قلبه إليها كمثل الكلب لا يزال لاهثاً في كل حال إنْ حملتَ عليه ، أو تركته .
وهذا حال كل مَن آتاه الله العلم والإيمان ، فتَنَكَّبَ عن الصراط ،
ولم ينتفع من ذلك بشيء ،
فَسَاء وقَبُحَ مثلُ مَن كذَّبَ بآيات الله وظلم نفسه بأنواع المعاصي .
وفي الآيات السابقة ترغيب في العمل بالعلم ،
وترهيب من تركه واتباع الشيطان والهوى ، نعوذ بالله من الهوان والخذلان .
...........