[ معرَّق بالسوس ]
هذه أيها الإخوة مجرد ذكريات نذكرها هنا لمجرد التسلية ليست للتشنيع على أحد لأننا لن نذكر أحدا بالإسم ، وبناء على طلب بعض الأعضاء أن نكتب شيئا عن ذكرياتنا فها نحن نلبي طلبهم رغم أن ليس فيها ما يبهر .
في عام 1379هجرية تخرجنا في معهد المعلمين الابتدائي [ وهذا هو الأصح ولا نقول تخرجنا من معهد المعلمين الابتدائي ] وعُيِّنا في مدرسة نائية ومعي أحمد العنايا وصالح الخفد ومحمد بن راشد وعلي الفاران - رحمهما الله - وأعمارنا تقريبا في الخامس عشرة سنة وسجلونا في الثامن عشرة سنة لنتوافق مع النظام .
مشينا قبل أذان الفجر ومن شدة الحر نغمس عمايمنا في الماء ونلبسها وهكذا حتى وصلنا مدرستنا قبل غروب الشمس وقصدنا احد اهالي القرية ورحب بنا وأكرمنا جزاه الله خيرا وصنع لنا عشاء ( قرصان ومعرَّق حميس ) وعندنا فانوس لا نكاد نرى بعضنا من شدة الحمم في زجاجته ، وكنا جياعا ونجديَّة باردة وأكلنا إلا أنه لفت نظري أن شيئا يقرمش تحت الأضراس أخذت لقمة وقرَّبتها من الفانوس ورأيت أنها مملوءة بالسوس ، صدرت عن الطعام ولم أخبر زملائي ، وبعد أن انتهوا من الطعام أخبرتهم بأن القرمشة التي كنا نقضمها إنما هي سوس ، كل واحد منهم قال أحسبه بصل محروق ، توصلنا إلى مقولة ( أصغر منك كله ) ضحكنا بعدها ، أستنتجنا أن تورة الحميس يضعونها في علِّية الحب والحب كما نعلم يدخله السوس ، سرت علينا نجدية والغرفة التي نمنا فيها ( تنصيب ) أي جريد ومخلوب بالطين وكانت ليلة ليلاء لم نتهنأ فيها بمنام من شدة البرد من النجدية التي سرت علينا .
استأجرنا بيتا بثلاثين ريال مع الماء والحقينة التي تتحفنا بها صاحبة البيت كل يوم رغم حماضها الذي يقطّع البطون وبمجرد ما تخرج من البيت نكبّها وفي يوم ما استعجل أخونا العنايا وكبّها قبل أن يخرج ولدها وأخبر أمه بما رأى ولم تعد تعطينا حقينة وحمدنا الله وتنفسنا الصعداء لأننا كنا نجامل الولد ويبقى واقفا أحيانا حتى نشربها ليأخذ الطاسة ، وتبقى بطوننا منفوخة طول اليوم وتشتغل الأعاصير ( وبعض البر عوق ). وسلامتكم .