عدد النقاط : 10
الحلقة الرابعة : سوق ابن بطوطه في دبي : دبي جوهرة الخليج العربي ، ودرّة المدن السياحية ، إليها يحجّ ألاف السيّاح من جميع أنحاء العالم ، وإليها تسير كلّ المعروضات التجارية والثقافية والفنيّة . فيها يجد السائح مبتغاه من الأسواق والحدائق والشواطئ والملاهي ، وفيها يأمن السائح على نفسه وأهله وماله ، وفيها يرى السائح قوّة النظام ونظافة المكان واحترام المواعيد . قبل عامين تقريبا وفي رحلة عائلية لدبي وبناءً على جدولٍ سياحي سعدت بزيارة عددٍ من المعالم والمراكز والسواحل ، وكان من أجمل ما مررت به في دبي ومن أروع ما شدّني ولفت انتباهي سوق ابن بطوطة ، فقد جمع إلى سوق البضائع والمطاعم والملاهي نشر المعرفة والمتعة والثقافة . وقد كان تحفةٌ معمارية زاهية بكلّ المقاييس . كان بالنسبة لي مصدر إلهام وتثقيف وتعريف بما حوته جدرانه وممراته وساحاته من تماثيل وزركشات وألوان وكتابات وبما اشتملت عليه أقسامه من فكر وتاريخ وأدب وفنّ . في القسم الهندي وقفت مذهولا أمام تمثال الفيل ، وفي القسم الصيني وقفت معجبا بالنقوش والزركشات واللون الأحمر على الجدران والسقوف ، وفي القسم العربي وقفت مفتخرا أمام ابداعات ومخترعات العرب القدماء . عبر ممرات السوق وأقسامه التي صمّمت لتحاكي رحلة ابن بطوطه مررنا بستّ دول هي : الصين والهند وتونس ومصر والأندلس وبلاد فارس . وفي كلّ قسم كانت الرسوم الفنية والمعروضات والألوان تعكس الطراز المعماري والحضاري لكلّ بلدٍ من تلك البلدان الست . وصلنا إلى السوق بالمترو ، فبمجرد خروجنا من فندق فلورا بارك بمنطقة ديره ستي سنتر استقلّينا المترو وقد كانت إحدى محطاته أمام بوابة الفندق وخلال عشر دقائق إذ بنا أمام السوق . دخلنا سوق ابن بطوطه والمطر ينهمر في الخارج ، كانت ساعةً كريمة ولحظاتٍ مباركة ، أمضينا داخل السوق عدّة ساعات استمتعنا بالعروض التجارية والفنيّة وأكلنا في المطاعم العربية وتزّودنا معرفة وعلما برحلة ابن بطوطه ، ثم غادرنا السوق وكلنا أمل في العودة إليه في رحلة قادمة بإذن الله تعالى . ( الصور من النت لحين يتم تهيئة الصور الخاصة )