للمبدع / احمدالملاّ
ليل
( 1)
تلفَّتَ
إثر انتظار فاته
وفي نفس العربة التي خلت
عاد، يملأ مقعداُ مقابلاُ
بما فاض من ترقّبه
بحنو كَوم على الطاولة ما في جيبه
قيمةً لمقعدين
كي لا يوقظهما الجابي.
( 2)
ساعة خلعتُها من صدر الحائط. قطرةٌ علقت في الهواء
حين حبستُ ماء ينقّط
-استيقظي إذن.
إلاّ أن المطر انهال طرقاً على زجاج النافذة.
انقلبت أنبش شُقوق الليل عما دسّه الأرق.
الغيمة التي تلهثُ على كتف الفراغ، عابسةً أكملت دورتها.
ما أصابني جفاها إلاّ تأسياً بأشباه يتقلّبون ومن الشقوق
تبرق دسائسهم.
( 3)
يشبُّ الليل
فتلوذ بظلك
ما أن تغلق عليه
حتى يرتمي في حضنك
تمسح رقبته
فتكشفُ كدماتٍ وفتوقٍ
تسر له برفقٍِ عن ظلمة يتلهّف أن يقودك فيها
تداريه من جور المصباح، حتى يبرأ.
ومليا تحدقُ في غفوته بحسدٍ يفطّر عينيك.
قبل بزوغ الوظيفة، تنطفئان.
ويمضي كلٌ في خرابه.
( 4)
كيف لا يطيح بي الحنين؟
هل أفقأ النافذة وأمحو الباب
هل أكوّم وسط الغرفة حوائج الذاكرة، أكشط الجدران مما علق،
أنخل الهواء من عطر يقظ. وبلا رأفة أنتقي نارا
وبماذا
بماذا أؤثّث الليلَ
حتى لا يصبح حنيناً