كلمة الشيخ محمد حسان ممثل التيار الإسلامي المصري
أمام
الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله
وأصحابه أجمعين .. وبعد
خادم الحرمين الشريفين سلمه الله
أصحاب السمو
الحضور الكريم
يا خادم الحرمين
أؤكد أنه لا يوجد شعب على وجه الأرض فيما أعلم
يحب بلاد الحرمين كشعب مصر
فشعب مصر تهوي أفئدته بلا استثناء
لهذه الأرض الكريمة الطيبة
ففيها كعبتنا وقبلتنا
ويشرف ثراها باحتضان أطهر جثمان
لذرة تاج الجنس البشري كله
محمد صلى الله عليه وسلم
نعم نحب هذه البلاد تدينا
نحب هذه البلاد حبا
نتقرب به إلى الله جل وعلا
ونجدد به طاعتنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم
الذي وقف مخاطبا مكة
زادها الله تشريفا يوم هجرته وهو يقول
((ما أطيبك من بلد وأحبك إلي ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك))
ولما هاجر إلى المدينة زادها الله كرامه
قال صلى الله عليه وسلم
((اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد))
بل ودعا لها بضعفي ما بمكة من البركة
فقال ((اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة))
فهذا الحب متعمق في قلب التاريخ
وفي جذور الحضارات
لا يمكن أبدا لأزمة عابرة
أو لكلمات غير مسئولة هنا أو هناك
أن تنال من هذا الحب
أو أن تنال من هذه العلاقة القوية المتينة
فـ والله لو صحب الانسان جبريل
لم يسلم المرء من قال ومن قيل
قد قيل في الله أقوال مصنفة
تتلى إذا رتل القرآن ترتيلا
قد قيل ان له ولدا وصاحبة
زورا عليه وبهتانا وتضليلا
هذا قولهم في الله خالقهم
فكيف لو قيل فينا بعض ما قيل
فلا ينبغي أبدا أن تؤثر على هذا الحب
كلمات غير مسئولة هنا أو هناك
أو أن تزلزل هذه العلاقة القوية
المتغلغلة في عمق التاريخ وقلب الحضارات
خطأ هنا أو هناك
يا خادم الحرمين سلمكم الله
هذا الوفد الكريم المبارك
الذي شرفني ورفع قدري لأتحدث بالنيابة عنه
جاء وهو يطلب منكم كرمكم المعهود الدائم
الذي يشهد به التاريخ والواقع
وإن كنا لسنا في حاجة إلى شهادة التاريخ والواقع
لأن الذي شهد بفضلية هذه البلاد وخيريتها
هو ربنا جل وعلا
ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم
جاء هذا الوفد الكريم المبارك
المتعدد الأطياف
المختلف الفكر والثقافات
يؤكد على عمق هذه العلاقات وقوتها
وأنه لا يمكن البتة أن تتزلزل وأن تتزعزع
ولكن يطلب منكم يا خادم الحرمين كرم الوفادة ألا وهو
أن يعود سفيرنا الفاضل
إلى مصر الحبيبة
التي أوصاكم بها سيدنا رسول الله
فقال لأباكم الأولين من الأصحاب الأطهار
((إنكم ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى اهلها فإن لهم ذمة ورحما))
هذا الوفد الكريم يطلب منكم يا خادم الحرمين
كرم الوفادة بعودة سفيرنا إلى مصرنا
وأن تعود العلاقة بين الشقيقين
بين الجسدين اللذين
حل فيهما روح واحد
والعينين اللذين
حلا في رأس واحد
أن تعود العلاقات بين البلدين
أقوى مما كانت
وأدعم مما كانت
فإن مصر الآن تمر بأزمة عميقة
تحتاج إلى وقفة شقيقتها المباركة المملكة
وكلنا أمل في الله ثم فيكم
أسأل الله يحفظ عليكم أمنكم وأمانكم
وأن يحفظ بلاد الحرمين
وأن يحفظ مصر
وجميع بلاد المسلمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته